في خطاب مهم بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس المقاومة الوطنية، وضع عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، العميد طارق محمد عبدالله صالح، معالم مرحلة وصفها بـ"المفصلية" في الصراع اليمني، داعياً إلى معركة سياسية وعسكرية شاملة، وتحالف إقليمي ودولي لإسقاط مشروع الحوثيين، الذي وصفه بأنه امتداد مباشر للحرس الثوري الإيراني.

وأكد نائب رئيس مجلس القيادة، طارق صالح، أكد أن اليمن يقف اليوم على مفترق طرق بين مشروعين لا يلتقيان: مشروع الدولة الجمهورية، ومشروع الإمامة الذي تتجسد ملامحه في سلوك ميليشيا الحوثي. واعتبر أن هذه الجماعة اختارت طواعية أن تكون أداة قتل بيد طهران، وأنها نفذت مشروع إيران التوسعي في المنطقة منذ لحظة الانقلاب عام 2014.

كما أشار إلى أن مشروع الجمهورية يجب أن يستعيد زمام المبادرة من خلال اصطفاف وطني واسع يهدف إلى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، والعمل على تحشيد الطاقات خلف معركة التحرير التي لا تقبل التأجيل.

تصدعات داخلية في صفوف الحوثيين

وفي خطابه، كشف طارق صالح عن وجود تصدعات داخلية كبيرة في بنية الجماعة الحوثية، يحاول قادتها إخفاءها عبر حملات قمع ممنهجة بحق المعارضين، مشدداً على أن الشعب اليمني بات أكثر وعيًا بحقيقة المشروع الحوثي التدميري، ويتبرأ من توجهاته وأفعاله الإجرامية.

واستشهد بجريمة استهداف ثلاثة أطفال في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، واصفاً الحادثة بأنها مثال حي على تناقض خطابات الحوثيين بشأن "نصرة القضايا الكبرى"، مقارنة بجرائمهم اليومية بحق اليمنيين.

طمأنة المواطنين في مناطق الحوثيين

وأكد العميد طارق على أهمية تكثيف التواصل مع أبناء الشعب في مناطق سيطرة الحوثيين، وطمأنتهم بأن معركة استعادة الدولة لا تستهدف المواطنين، بل تهدف إلى تحريرهم من قبضة الإرهاب والكهنوت، داعياً إلى مواصلة البناء على التوافقات السياسية القائمة وتعزيز الشراكة بين مختلف قوى الصف الجمهوري.

وجدد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي التأكيد على متانة العلاقة مع التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، مشيدًا بالدعم السخي والمستمر الذي قدموه لليمن على كافة المستويات، ومؤكداً أن هذه الشراكة تمثل ركيزة أساسية في معركة اليمنيين ضد المشروع الإيراني.

دعوة إلى تحالف دولي لإسقاط المشروع الإيراني واستعادة الدولة

وفي ختام خطابه، دعا طارق صالح إلى تشكيل تحالف دولي واسع لهزيمة ميليشيا الحوثي واجتثاث مشروع الحرس الثوري الإيراني من اليمن، مؤكدًا أن الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي يدركان حجم التحدي، وسيتحملان المسؤولية لتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والدولة.

كما شدد على ضرورة استثمار المتغيرات السياسية والعسكرية الراهنة لتعزيز التواصل مع المجتمع الدولي، داعيًا إلى تقديم نموذج فاعل للدولة في المناطق المحررة من خلال رفع كفاءة المؤسسات المدنية والعسكرية، وتحقيق الجاهزية الشاملة لكافة قوى الجمهورية.