عاجل

مع الشروق : ماذا وراء التهديدات بضرب إيران؟ ومن المستفيد ؟ - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : ماذا وراء التهديدات بضرب إيران؟ ومن المستفيد ؟ - اخبارك الان, اليوم الجمعة 11 أبريل 2025 09:53 مساءً

مع الشروق : ماذا وراء التهديدات بضرب إيران؟ ومن المستفيد ؟

نشر في الشروق يوم 11 - 04 - 2025

2350250
لطالما نظر قادة الكيان الصهيوني إلى امتلاك إيران لقدرات نووية على أنه تهديد وجودي لأمنهم القومي، مستندين في ذلك إلى تجربتهم السابقة مع المفاعل النووي العراقي الذي وقع تدميره بهجوم صهيوني مفاجئ في مطلع الثمانينات . ومع تصاعد التوترات الإقليمية، تتزايد التقارير والتسريبات والتهديدات العبرية بتوجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الإيرانية، لكن هذه المرّة عبر الولايات المتحدة، التي تبدي ترددا معلنا رغم تصاعد الضغوط الإسرائيلية.
وفي ظلّ تشابك المصالح بين الصهاينة والامريكان، جاء تصريح دونالد ترامب خلال لقائه الأخير مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليؤكد رغبته في التفاوض مع طهران بدلا من الانخراط في مواجهة عسكرية .
غير أن هذه الدعوة الأمريكية للتفاوض لا تبدو متطابقة مع التحركات الجارية على الأرض بعد التعزيزات الضخمة التي ارسلتها واشنطن للمنطقة خلال الاسابيع الماضية، اضافة الى استمرار الولايات المتحدة في استهداف فصائل المقاومة المتحالفة مع إيران في المنطقة، وتكثيف عقوباتها الاقتصادية على طهران.
وعمليا لا يسعى الاحتلال الاسرائيلي إلى اتفاق سياسي أو تفاوضي، بل يمارس ضغوطا حثيثة لدفع واشنطن إلى تنفيذ ضربة عسكرية، تُنهي معها المشروع النووي الإيراني وتؤدي إلى إضعاف النظام في طهران. وفي المقابل ترى الولايات المتحدة أن إيران تهدّد مصالحها الاستراتيجية عبر دعمها لجماعات مسلحة مثل حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن.
ورغم تمكّن الصهاينة من تقليص قدرات بعض الفصائل المدعومة إيرانيا، إلا أن النفوذ الإيراني لا يزال يمتدّ عبر المنطقة، ليشكل عقبة كبرى امام الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية. لكن أي ضربة عسكرية لإيران لن تكون بلا ثمن، فالمنطقة تقف على حافة الانفجار، وأي هجوم سيؤدّي إلى تداعيات كارثية تمتد من الخليج العربي إلى شرق المتوسط.
فإيران، التي يبلغ عدد سكانها نحو 89 مليون نسمة، تمتلك قوة عسكرية ضخمة تتضمن أكثر من 3000 صاروخ باليستي بمديات مختلفة تصل إلى 2500 كم، فضلا عن قدراتها المتقدمة في الطائرات المُسيرة والصواريخ الدقيقة. كما أن عمقها الاستراتيجي وتاريخها الحافل بمقاومة الغزو يجعل من الصعب تصور استسلامها بسهولة أمام أي هجوم. وايران لن تتلقى الضربة الأولى دون رد، فالقواعد الأمريكية المنتشرة في الخليج العربي ستكون أهدافا مباشرة لصواريخها، كما أن إسرائيل، بصفتها الشريك الرئيسي للضربة، لن تكون بمنأى عن الردّ الإيراني.
والدرس المستخلص من أحداث 7 أكتوبر، وما تلاه من تطورات، يؤكّد أن أي تصعيد عسكري قد يؤدّي إلى تداعيات غير محسوبة تمتد إلى الدول العربية المجاورة التي تحتضن قواعد أمريكية. إضافة إلى ذلك، فإن التبعات الاقتصادية لأي مواجهة ستكون مدمرة، حيث قد يؤدي إغلاق مضيق هرمز إلى شل حركة التجارة والنفط، مما يهدد الاقتصاد العالمي بأسره، وليس فقط دول المنطقة.
وفي ضوء هذه المعطيات، فإن أي دولة عربية تؤيد توجيه ضربة عسكرية لإيران ستكون عمليا تدفع بالمنطقة إلى الفوضى التي ستستفيد منها إسرائيل وحدها. فمنذ عقود، تسعى تل أبيب إلى إعادة رسم الخريطة السياسية للشرق الأوسط، وخلق شرق أوسط جديد تسيطر عليه دون منافسة.لذلك، من الضروري للعرب أن يتحركوا نحو تبني مشروع سياسي موحد يحفظ التوازن في المنطقة، ويحول دون انزلاقها إلى أتون الحرب، فإسرائيل لن تكون الخاسر في هذه المواجهة، وإنما ستكون المستفيد الأكبر على حساب الدماء والمصالح العربية.
ناجح بن جدو

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق