نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السيد الحوثي: العدوان على غزة إبادة قرن والمسؤولية الإسلامية جسيمة واليمن في طليعة المواجهة رغم العدوان الأمريكي - اخبارك الان, اليوم الخميس 8 مايو 2025 05:28 مساءً
أكد قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن العدو الإسرائيلي يواصل للّشهر التاسع عشر عدوانه الهمجي على قطاع غزة، ويرتكب ما وصفها بـ”جريمة القرن”، في واحدة من أكبر الجرائم الإنسانية التي تُرتكب في التاريخ الحديث، واصفًا ما يجري بأنه إبادة جماعية مستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
وأضاف السيد الحوثي أن ما يزيد من فداحة هذه الجريمة هو وقوعها في قلب البلاد الإسلامية، وتجاه جزء من الأمة، وعلى مرأى ومسمع من كل العالم، مشيرًا إلى أن جرائم الإبادة الجماعية السابقة لم تكن تُشاهَد مباشرة كما هو الحال اليوم، بل كان العالم يتعرف عليها بعد حدوثها، بينما تُبث اليوم فصول الإبادة بحق الفلسطينيين عبر القنوات الفضائية لحظةً بلحظة.
وحذّر السيد الحوثي من التبعات الكبيرة لهذه الجرائم، معتبرًا أن الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها العرب، تتحمّل مسؤولية مباشرة تجاه ما يجري. وأكد أن حالة التفريط الكبيرة في أداء هذه المسؤولية المقدسة والعظيمة – وعلى رأسها الجهاد في سبيل الله والوقوف في وجه الظلم – لا تملك أي مبرر شرعي أو أخلاقي، وأن هذا التفريط يُعرّض الأمة لمقت الله وسخطه، وهو ما له نتائج خطيرة في الدنيا والآخرة.
وشدّد السيد الحوثي على أن استمرار تجاهل الأمة لما يجري في غزة لا يُعفيها مطلقًا من العواقب والنتائج، قائلاً: “المسؤولية كبيرة جداً جداً، وتزداد كلما زاد حجم الظلم وتواصلت الجرائم اليومية”، مؤكدًا أن “الوزر والعواقب أمام الله تعالى تزداد مع اتساع حجم التقصير”.
واعتبر السيد الحوثي أن الأمة الإسلامية، التي تضم مئات الملايين، وخاصة العرب، تقف اليوم في موقف محزن ومخزٍ ورهيب، إذ يُقتل أبناء الشعب الفلسطيني يوميًا في مجازر وحشية دون أن يحرّك ذلك ضمائر الكثيرين.
وأضاف أن التفريط في هذه المسؤوليات الجماعية العظيمة له عواقب عاجلة في الدنيا، قبل الآخرة، محذرًا من الاطمئنان الكاذب الذي يشعر به البعض تجاه خياراتهم في التنصل من الواجبات، لأن ذلك يؤدي – بحسب تعبيره – إلى نتائج أخطر وأسوأ مما كانوا يفرّطون فيه.
كما أشار السيد الحوثي إلى أن حالة ضعف الإيمان بوعد الله ووعيده تُعدّ من أبرز الأسباب وراء المواقف المتخاذلة والمخالفة لما أمر الله به ووجّه إليه، معتبرًا أن هذه الحالة خطيرة جدًا على أصحابها، ولها آثار سلبية على مسار الأمة برمّتها.
الأمة الإسلامية فقدت حسّها الإنساني تجاه غزة بسبب الأطماع والمجاهدون الفلسطينيون يستحقون الدعم الكامل
وواصل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي انتقاده الحاد لمواقف الأمة الإسلامية والعربية تجاه ما وصفه بجريمة القرن التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكداً أن التفريط في المسؤولية الدينية والإنسانية تجاه هذه القضية العادلة يعود إلى أسباب متعدّدة، في مقدمتها الأطماع، والمخاوف، والتأثيرات التربوية السلبية.
وأوضح السيد الحوثي أن هذه الأسباب مجتمعة “أفقدت الأمة حسّها الإنساني وشعورها بالمسؤولية، كما أفقدتها الضمير والقيم والأخلاق”، محذراً من أن ما يترتب على هذا التفريط، وخاصة تحت تأثير الخوف، “أخطر بكثير مما خافه الناس في الدنيا والآخرة”.
واعتبر أن مشهد القتل والتجويع اليومي لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، أمام أنظار مئات ملايين العرب والمسلمين، يمثل مأساةً محزنة ومخزية، خصوصاً أن العدو الإسرائيلي لا يمنح الفلسطينيين أي فرصة للاستقرار، بل يواصل استهدافهم بكافة الوسائل.
وأضاف السيد الحوثي أن “كلما زاد حجم هذا الظلم والإجرام، زادت معه مسؤولية الأمة، وكبر معها الوزر والعواقب أمام الله”، مشدداً على أن التجاهل المستمر لا يُعفي الأمة الإسلامية من نتائج تقصيرها.
وفي سياق تحليله للأبعاد الأيديولوجية للمشروع الصهيوني، أشار السيد الحوثي إلى أن العقيدة الصهيونية، بنوعيها الديني والعلماني، تحمل عداءً عميقاً للأمة الإسلامية والعربية، موضحاً أن “الصهاينة لا يفرّقون في نظرتهم العدائية، حتى تجاه أولئك المطبعين معهم”، بل يعتبروهم، بحسب تعبيره، “أقل من مستوى الحمير والحيوانات”، على حد تعبيره. ولفت إلى أن هذه العقيدة ليست مجرد نظرة فكرية بل تُترجم إلى مواقف عملية وسياسات لاستباحة المسلمين.
وتحدث السيد الحوثي عن ما وصفه بـ”مخطط السيطرة الصهيوني”، موضحاً أن كلًا من الصهيونية الدينية والعلمانية تتنافسان لتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”، حيث يشتركان في هدف السيطرة على الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن من بين أبرز أهدافهم ترويض الأمة والاستحواذ الكامل على المسجد الأقصى تمهيداً لتدميره وبناء “الهيكل المزعوم”.
وفي معرض حديثه عن أداء المقاومة الفلسطينية، حيّا السيد الحوثي عمليات المجاهدين في قطاع غزة، مؤكدًا أنها تعبّر عن فاعلية وصمود حقيقيين، وقال إن “هذا المستوى من الاستبسال والمواجهة يستحق من الأمة أن تلتف حوله وتقدّم له كل أشكال الدعم”.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يملك مقومات صمود معنوية عالية، لكنه لا يزال بحاجة ماسة إلى الدعم والمساندة الفعلية من محيطه العربي والإسلامي، لافتًا إلى أن العدو الإسرائيلي، رغم امتلاكه إمكانات عسكرية هائلة، يتلقى مختلف أشكال الدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية.
نفذنا أكثر من 130 عملية إسناد لغزة رغم العدوان الأمريكي والعدو يستهدف شعبنا لكسر إرادته
وتساءل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن سبب غياب موقف فعّال من الأمة الإسلامية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية مستمرة، رغم الدعم الغربي المفتوح الذي يحظى به الاحتلال الإسرائيلي. وقال: “في مقابل الدعم الغربي الواسع للعدو، لماذا لا تقف أمتنا مع الفلسطينيين في إطار مسؤولياتها، وبما يخدم أمنها ويدفع الخطر عنها؟”
وفي هذا السياق، أكد السيد الحوثي أن اليمن لم يتخلّف عن أداء واجبه، بل استأنف موقفه المتكامل عسكرياً، ورسمياً، وشعبياً، لإسناد الشعب الفلسطيني منذ استئناف المجازر في قطاع غزة. وكشف عن حصيلة العمليات التي نفذتها القوات اليمنية دعماً لغزة، قائلاً: “منذ 15 رمضان إلى 9 من ذي القعدة نفذنا أكثر من 131 عملية، استخدمنا فيها 253 صاروخاً من أنواع باليستية ومجنحة وفرط صوتية، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة”.
وأوضح أن هذا العدد الكبير من العمليات جرى تنفيذه رغم “العدوان الأمريكي المكثف” على اليمن، مشيراً إلى أن الأسبوع الأخير وحده شهد تنفيذ عمليات عسكرية استهدفت مواقع إسرائيلية في كل من يافا، عسقلان، النقب، أم الرشراش، وحيفا، باستخدام 10 صواريخ وطائرات مسيرة.
وأكد السيد الحوثي أن عملية استهداف مطار “بن غوريون” في اللد المحتلة كان لها صدى واسع على المستوى الدولي، مشيراً إلى أنها حظيت بتعليقات موسعة من قبل الخبراء والمحللين، ما يعكس فاعلية ووزن العمليات اليمنية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة كثّفت عملياتها العسكرية ضد اليمن هذا الأسبوع، من خلال ما يقارب 200 غارة جوية وقصف بحري، مؤكداً أن “معظم هذه العمليات العدوانية استهدفت الأعيان المدنية”، في محاولة، كما قال، للضغط على الشعب اليمني وإضعاف موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية.
وأضاف أن فشل الأمريكي في تقديم الإسناد الفعّال للعدو الإسرائيلي دفع الأخير للتدخل المباشر بشن عدوان على اليمن، مستهدفاً أيضاً المنشآت المدنية، في دلالة على عجز الطرفين عن كسر القدرات العسكرية اليمنية.
وأردف السيد الحوثي قائلاً: “من أبرز أهداف العدو اليوم هو التخلّص من عملياتنا العسكرية، لكنه فشل في ذلك”، موضحاً أن الاحتلال اتجه إلى “استهداف الأعيان المدنية لإلحاق الضرر بالشعب اليمني والتأثير على إرادته وثباته”.
وأكد أن هذا الاستهداف الواسع للخدمات والمصالح العامة التي تعني المواطنين كافة، هو بمثابة دليل إضافي على أن “العدو الإسرائيلي والأمريكي لا يستهدفان فئة بعينها، بل يعاديان شعبنا اليمني بأسره”، مشدداً على أن الهدف الحقيقي هو كسر الموقف الشعبي اليمني المساند لفلسطين، وإضعاف الالتفاف الوطني حول خيارات المقاومة.
عملية مطار اللد كشفت هشاشة العدو والغارات الأمريكية فشلت في كسر الإرادة اليمنية
أشاد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بعملية استهداف مطار “اللد” الذي يسميه العدو الإسرائيلي “مطار بن غوريون”، واصفاً إياها بأنها واحدة من أبرز وأهم العمليات التي نفذتها القوات اليمنية خلال الأسبوع الأخير. وقال إن العملية كانت “عظيمة ومهمة وموفقة”، لما لها من أبعاد استراتيجية وتأثيرات مباشرة على العدو.
وأوضح أن مطار اللد يُعد من أهم المنشآت الحساسة لدى الاحتلال، ويعتمد عليه كمنفذ رئيسي يربطه بالعالم الخارجي، سواء في حركته الجوية أو اللوجستية، ما يجعل استهدافه ضربة موجعة. وأشار إلى أن المطار يتمتع بأربع طبقات حماية، تشمل عدة منظومات دفاعية متقدمة، من بينها منظومة “ثاد” الأمريكية التي أضيفت مؤخراً، لكن رغم ذلك وصلت الصواريخ اليمنية إليه بدقة، في مشهد موثّق بالصوت والصورة.
وأكد أن العملية كشفت انكشاف منظومة الحماية الإسرائيلية والأمريكية أمام قدرات اليمن الصاروخية، مشيراً إلى أن صداها الكبير على مستوى العالم وانعكاساتها الأمنية والاقتصادية تعكس نجاحها. وتابع قائلاً: “أعلنت أكبر شركات الطيران إيقاف رحلاتها إلى كيان الاحتلال، وتضرر قطاع السياحة والتجارة بشكل كبير، كما لجأ أكثر من ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ، وتجمّد نشاط المطار لفترة زمنية مهمة”.
ولفت إلى أن حالة الخوف والذعر الجماعي في أوساط المستوطنين أدت إلى ضغوط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى تأكيد وسائل إعلام العدو إلغاء 27 شركة طيران أجنبية رحلاتها إلى مطار “بن غوريون” حتى إشعار آخر.
وفي سياق متصل، استعرض السيد الحوثي حجم التصعيد الأمريكي الأخير الذي وصفه بـ”الجولة الثانية من العدوان”، قائلاً إنها بدأت منذ 15 رمضان واستمرت حتى 9 من ذي القعدة، وشملت أكثر من 1712 غارة وقصف بحري. ورغم ذلك، أكد أن هذا التصعيد فشل “فشلاً ذريعاً” في تحقيق أهدافه، سواء في التأثير على القدرات العسكرية اليمنية أو في كسر الإرادة الشعبية.
وأضاف أن العمليات العسكرية اليمنية لم تتوقف أسبوعاً واحداً، بل ترافقت مع حشود مليونية خرجت في مظاهرات متواصلة في مختلف المحافظات، واصفاً هذه المشاركة الجماهيرية بأنها “لا مثيل لها في كل العالم”.
وكشف أن الإدارة الأمريكية، بعد إخفاقها في دعم الاحتلال عبر التصعيد العسكري، اضطرت إلى إبلاغ الأشقاء في سلطنة عُمان بتوجهها نحو إيقاف هذا الإسناد، في اعتراف غير مباشر بفشل الاستراتيجية الأمريكية.
ورد السيد الحوثي على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي وصف الموقف اليمني بالضعف، قائلاً: “ما قاله الكافر المجرم ترامب بأن موقف اليمن جاء نتيجة ترجي واستسلام، هو أبعد من عين الشمس، وهذا هو المستحيل بعينه”.
وختم بالتأكيد على أن الموقف اليمني نابع من التزام إيماني خالص، مشدداً على أن التوفيق الإلهي والمعونة الربانية هي التي منحت هذا الموقف فعاليته الكبيرة. وقال: “لو لم يكن موقف شعبنا مؤثراً لما استنفر الأمريكي كل إمكاناته وحاملات طائراته وقاذفات قنابله… هذا ليس تمثيلاً ولا مسرحيات، بل موقف حقيقي أرعب الأعداء”.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق