خاص - قالت أستاذة العلوم السياسية والمختصة بالشأن الفلسطيني، الدكتورة أريج جبر، إن فكرة تهجير المدنيين من قطاع غزة ليست فكرة وليدة اليوم، بل هي استراتيجية صهيونية قديمة لكنها أصبحت واضحة بعد السابع من أكتوبر.

وأضافت جبر لـ الاردن24 أن الهدف المعلن للاحتلال هو تحويل غزة إلى "أرض محروقة" أو منطقة مُفرّغة من سكانها، تمهيدًا لاستغلالها واستملاكها من قبل الكيان الصهيوني بدعم أمريكي.

وأشارت جبر الى ان محاولات التهجير بدأت مبكرً ، خاصة بعد اجتياح رفح في مايو 2024، حيث استهدفت قوات الاحتلال معبر رفح لإجبار المدنيين على النزوح إلى مصر، لكن المشروع فشل بسبب الرفض المصري والأردني، وصمود الفلسطينيين.

وبيّنت جبر أن الاحتلال يسيطر الآن على 30% من قطاع غزة بعد تطهيره عرقيًا، ويسعى لتهجير الباقين إلى الجنوب لاستكمال السيطرة.

وقالت جبر إن خطط التهجير الجديدة تتكثل في خطة "عربات جدعون" (نسبة إلى القائد العبري التوراتي)، وهي تقضي بتوسيع الحرب وتفريغ غزة بالكامل من المدنيين تحت ذريعة "حمايتهم".

ونوهت جبر أن نتنياهو يروج للفكرة باعتبارها "ضرورة إنسانية"، بينما الهدف الحقيقي هو تصفية الوجود الفلسطيني.

وبحسب جبر، فإن الاحتلال يستخدم الذباب الإلكتروني ونشر مقاطع مزيفة عن هجرة جماعية "طوعية" لغزة، اضافة إلى تزييف الحقائق وإظهار أن الآلاف غادروا، بينما الواقع يؤكد إصرار الغزيين على البقاء.

وأشارت جبر إلى الدور الأوروبي (فرنسا نموذجًا) في استقطاب الكفاءات الفلسطينية (أطباء، مهندسين) تحت غطاء "إنقاذهم"، مما يُفقد غزة عناصر البناء الأساسية، وهي سياسة انتقائية تهدف إلى تجريد غزة من طاقاتها البشرية، مما يُعيق إعادة الإعمار ويُسهل التهجير الدائم.

وحذرت جبر من ان الخطر الأكبر تصفية القضية الفلسطينية وذلك من خلال التطهير العرقي في غزة ، مؤكدة انه ليس مجرد تشريد، بل إنهاءٌ لحق العودةعبر جعل الهجرة "باتجاه واحد".

ونوهت جبر الى ان ما يجري تدميرٌ للهوية الوطنية بتمزيق النسيج المجتمعي تمهيدا لضم الأرض بعد إفراغها من أهلها.

وختمت جبر حديثها يالقول المشروع الصهيوني يواجه تحديات بسبب الرفض العربي الرسمي (مصر، الأردن) والأهم الصمود الشعبي الفلسطيني الذي يرفض تكرار نكبة 1948.