«أوراكل» تقترب من نادي التريليون دولار بفضل الذكاء الاصطناعي  - اخبارك الان

ظل الاقتصاد الأمريكي القوة الدافعة وراء ظهور أكبر الشركات العالمية، حيث كانت شركة يونايتد ستيل أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار في عام 1901. وبعد 117 عامًا، دخلت شركة آبل التاريخ كأول شركة تبلغ قيمتها تريليون دولار في عام 2018، والآن قد تنضم شركة جديدة إلى نادي التريليون دولار، وهذه الشركة هي "أوراكل"، وفقًا لما أورده موقع "ذا موتلي فول".

أكبر شركة في العالم

لا تزال آبل الشركة الأكبر عالميًا من حيث القيمة السوقية، حيث بلغت قيمتها 3.3 تريليون دولار، لكنها لم تعد الوحيدة في هذا النادي الحصري. منذ عام 2018، انضمت إليها عدة شركات أمريكية أخرى، من بينها مايكروسوفت، إنفيديا، أمازون، ألفابت (جوجل)، ميتا، وبيركشاير هاثاواي. في المقابل، شهدت شركات مثل تسلا وبرودكوم انخفاضات حادة في أسعار أسهمها، مما أدى إلى خروجها من القائمة مؤخرًا.
اقرأ أيضاً: مستقل بالكامل.. ما هو برنامج مانوس للذكاء الاصطناعي المثير للقلق؟

تريليون دولار

وسط هذه التحولات، يرى محللون أن أوراكل تمتلك إمكانات كبيرة تؤهلها لدخول نادي التريليون دولار في السنوات المقبلة. تشتهر الشركة بتشغيل واحدة من أقوى البنى التحتية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، ويُتوقع أن ينمو هذا القطاع بمعدل عشرة أضعاف على المدى الطويل، وفقًا لتوجيهات إدارتها. تبلغ القيمة السوقية لـ أوراكل حاليًا حوالي 403 مليارات دولار، مما يعني أن المستثمرين الذين يشترون أسهمها اليوم قد يحققون مكاسب تصل إلى 148% إذا نجحت الشركة في الوصول إلى هذه العتبة.

الذكاء الاصطناعي

تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي على مرحلتين رئيسيتين، الأولى هي مرحلة التدريب، حيث يتم تزويد النموذج بكميات هائلة من البيانات ليتمكن من التعلم، والثانية هي مرحلة الاستدلال، حيث يقوم النموذج بتحليل المدخلات من المستخدمين وإنتاج استجابات، مثلما يحدث عند التفاعل مع روبوتات المحادثة. كلا المرحلتين تتطلب قوة حوسبية ضخمة، وغالبًا ما يعتمد المطورون على مراكز البيانات المتخصصة لتوفير هذه البنية التحتية.
اقرأ أيضاً: طريق الشركات الناشئة إلى المليار دولار

قوة حوسبية هائلة

تمتلك أوراكل بعضًا من أقوى مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في العالم، حيث تعتمد على وحدات معالجة الرسوميات (GPU) من شركات رائدة مثل إنفيديا وأدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD). وتعمل الشركة حاليًا على تطوير أحد أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي عالميًا، عبر نشر 64 ألف وحدة معالجة رسومية من طراز إنفيديا بلاكويل، والتي تُعد أقوى شريحة متاحة في السوق حتى الآن. هذه الخطوة تعزز مكانة أوراكل كمزود رئيسي للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.

التوسع ليس الميزة الوحيدة في أوراكل

لكن التوسع في مراكز البيانات ليس الميزة الوحيدة التي تمنح أوراكل هذا التفوق، حيث طورت الشركة تقنية شبكات الوصول العشوائي المباشر للذاكرة (RDMA)، التي تسمح بنقل البيانات بسرعة تفوق شبكات الإيثرنت التقليدية. هذه التقنية لا توفر فقط أداءً أسرع، بل تؤدي أيضًا إلى خفض كبير في تكاليف الحوسبة، خاصة أن المطورين يدفعون عادة مقابل سعة الحوسبة بالدقيقة، مما يجعل كفاءة وسرعة المعالجة ميزة تنافسية كبيرة.

تدريب الذكاء الاصطناعي

مع استمرار نمو الطلب على مراكز البيانات، توقع لاري إليسون، رئيس مجلس إدارة أوراكل، أن استخدام وحدات معالجة الرسوميات في الذكاء الاصطناعي قد ارتفع بنسبة 244% خلال الأشهر الـ 12 الماضية. في السياق ذاته، صرح جينسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة ستستهلك طاقة حوسبية أكبر بمئة مرة من الأجيال السابقة، مما يزيد من الحاجة إلى مراكز بيانات أكثر تطورًا.
وشهدت إيرادات أوراكل نموًا ملحوظًا، حيث سجلت 14.1 مليار دولار خلال الربع الثالث من السنة المالية 2025، بينما حقق قطاع البنية التحتية السحابية وحده 2.7 مليار دولار.

طريق أوراكل إلى نادي التريليون دولار

تتوقع سافرا كاتز، الرئيسة التنفيذية لـ أوراكل، أن ترتفع إيرادات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي بأكثر من 50% خلال السنة المالية 2025، مع تحقيق معدل نمو أسرع في 2026، مما قد يجعل الشركة أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق قيمة سوقية تريليون دولار.
وفي ظل الطلب المتزايد على الحوسبة السحابية والتوسع في الذكاء الاصطناعي، تبدو أوراكل مهيأة للانضمام إلى قائمة أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية. إذا استمرت الشركة في تحقيق هذا النمو السريع، فقد نشهد قريبًا دخولها إلى نادي التريليون دولار، لتصبح واحدة من أهم اللاعبين في صناعة التكنولوجيا عالميًا.