19 مارس 2025, 8:03 صباحاً
في ظل تقاربٍ غير مسبوقٍ بين واشنطن وموسكو، تتكشف فصولٌ جديدة من التوترات السياسية، التي قد تُعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمي. إدارة دونالد ترامب، التي تسعى إلى تعزيز العلاقات مع روسيا، قرّرت إيقاف جهودٍ منسقة كانت تهدف إلى مواجهة التخريب الروسي وحملات التضليل والهجمات الإلكترونية. هذا القرار، الذي يأتي في وقتٍ حرجٍ، يُثير تساؤلاتٍ حول مستقبل الأمن القومي الأمريكي والأوروبي، ويُشعل مخاوف من أن تكون أوكرانيا الضحية التالية في هذه المعادلة المعقدة.
جهود متوقفة
أوقفت عدة وكالات أمن قومي أمريكية؛ من بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي، جهوداً كانت تهدف إلى مواجهة الحملات التخريبية الروسية. هذه الخطوة تأتي بعد أن كانت إدارة الرئيس جو بايدن؛ قد أنشأت مجموعات عمل متخصّصة لمراقبة وتفكيك الجهود الروسية في الحرب الهجينة، التي تشمل التضليل الإعلامي، والهجمات الإلكترونية، وتخريب البنية التحتية الحيويةـ وفقاً لـ"رويترز".
وفقاً لمصادر مطلعة، توقف مجلس الأمن القومي عن عقد اجتماعاتٍ منتظمة مع المسؤولين الأوروبيين، كما تمّ تعليق التنسيق بين الوكالات الأمريكية المعنية. وهذا التغيير يحدث في وقتٍ تتصاعد فيه التحذيرات الاستخباراتية من تصعيدٍ روسي ضدّ المصالح الغربية.
تحوُّل جذري
التقارب بين ترامب وبوتين يُثير تساؤلاتٍ حول دوافع هذه الخطوة. في الأسابيع الأخيرة، أظهر ترامب دعماً واضحاً لروسيا، بما في ذلك اقتراحه وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا لمدة 30 يوماً. هذه التصريحات، التي لاقت انتقادات من الديمقراطيين حتى بعض الجمهوريين، تُظهر تحولاً جذرياً في السياسة الأمريكية تجاه موسكو.
ويجادل ترامب؛ بأن تحسين العلاقات مع روسيا يخدم المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة، خاصة في ظل المخاوف من تصعيد الصراع في أوكرانيا إلى حربٍ عالمية ثالثة. مع ذلك، يرى محللون أن تخفيف الضغط على روسيا قد يشجعها على المُضي قُدماً في حملاتها الهجينة ضدّ الغرب.
مخاوف أوروبية
وفي أوروبا، يُثير هذا التغيير في السياسة الأمريكية قلقاً بالغاً. المسؤولون الأوروبيون يخشون أن يؤدي تقارب ترامب مع بوتين، إلى إجبار أوكرانيا على قبول هدنة غير عادلة لمصلحة روسيا. كما أن تعليق الاجتماعات الاستخباراتية المشتركة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين يزيد من حدة هذه المخاوف.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الحكومة البريطانية تؤكّد أن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة لا يزال مستمراً. لكن غياب التنسيق الرسمي بين الوكالات الأمريكية يترك فراغاً قد تستغله روسيا لتعزيز نفوذها في المنطقة.
تداعيات خطيرة
يُحذّر خبراء الأمن القومي من أن إيقاف الجهود الأمريكية لمواجهة الحرب الهجينة الروسية قد تكون له عواقب وخيمة. كوري شيك؛ مديرة دراسات السياسة الخارجية في معهد أميركان إنتربرايز، قالت: "نحن نختار أن نعمي أعيننا عن أعمال حربٍ محتملة ضدّنا".
هذا التحذير يأتي في وقتٍ تتصاعد فيه الهجمات الإلكترونية الروسية على البنية التحتية الحيوية في أوروبا والولايات المتحدة. كما أن تعليق جهود مكافحة التضليل الإعلامي يترك المجال مفتوحاً أمام موسكو لتعزيز نفوذها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
تكلفة باهظة
في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل العلاقات الأمريكية - الروسية، ومصير أوكرانيا، غامضاً: هل ستستمر إدارة ترامب في تقليل الضغط على روسيا؟ وما التبعات الأمنية لهذا التحوُّل على حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا؟
في الوقت الحالي، يبدو أن واشنطن تختبر مساراً جديداً في سياستها الخارجية، لكن هذا المسار قد يأتي بتكلفة باهظة على الأمن القومي الأمريكي والأوروبي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
أخبار متعلقة :