الرئيس الإيراني: لا نسعى لقنبلة نووية ولا ننوى امتلاكها في الحاضر والمستقبل - اخبارك الان

أعلنت واشنطن، أن الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيكون ضمن الوفد المشارك في المباحثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، والتي ستحتضنها سلطنة عمان السبت، محذرة من أن طهران ستواجه «خطرا كبيرا» إذا لم تتخل عن طموحاتها النووية. في المقابل، أكدت طهران أن المحادثات ستكون «غير مباشرة» و»لن يتم القبول بأي طريقة أخرى للتفاوض»

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس للصحافيين «إنها ليست مفاوضات»، موضحة أن الهدف منها «تحديد ما هو ممكن في المباحثات» مع طهران.

وأضافت «إنه اتصال، إنه لقاء وليس تفاوضا».

بدوره، أعلن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في مراسم اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية، أن بلاده لا تسعى إلى «امتلاك قنبلة نووية».

وقال: «لم نسعَ يومًا إلى امتلاك القنبلة النووية، ولسنا نسعى إليها الآن، ولن نسعى إليها في المستقبل».

وأضاف بزشيكان: «يروّجون باستمرار لضرورة التحقّق والتفتيش، لقد قمتم بالتحقّق 100 مرة، فليكن 1000 مرة أيضاً، لكننا بحاجة إلى العلم النووي وإلى الطاقة النووية».

وحول ملف التفاوض مع أمريكا، علق الرئيس الإيراني: «نحن مستعدون للتفاوض، ولكن ليس بشكل مباشر».

وأوضح أن «وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، سيُجري حوارًا غير مباشر مع ممثلي الولايات المتحدة في عُمان، استنادًا إلى التوصيات والتوجيهات الصادرة عن المرشد الإيراني».

وشدد على أن «موقفنا تجاه القضايا المحددة التي كرّرها المرشد مرارًا، واضحٌ وحازم. أما بالنسبة إلى باقي القضايا التي يمكن أن نتعاون بشأنها، فستكون موضع محادثات».

وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده تسعى دائمًا «للحفاظ على علاقات سلمية ومتوازنة مع الدول الأخرى».

و أشار إلى سياسة الحكومة الاقتصادية تجاه الاستثمارات الأجنبية قائلاً: «لقد أعلنّا بوضوح..، في أكثر من مناسبة.. أنه لا يوجد أي اعتراض على الاستثمارات المشروعة حتى من قبل المستثمرين الأميركيين في البلاد».

وتابع بزشكيان: «رغم كل التحديات، نحن دائماً نرغب في إقامة علاقات صحية، وحياة سلمية، وتعامل قائم على السلام والأخوة مع الآخرين».

وأضاف الرئيس الإيراني متحدثا عن الأنشطة العسكرية الإيرانية التي وصفها بـ «الدفاع المشروع»: «إذا دافعنا عن أنفسنا، يتهموننا، وإذا بقينا بلا دفاع، لن يقدموا لنا أي دعم، بل سيفعلون بنا نفس ما يفعلونه اليوم بالشعوب البريئة في غزة ولبنان وسوريا».

وذكر أنه «لا يمكن للمؤامرات والمخططات أن تهدد استقلال وأمن البلاد»، مضيفا: «شبابنا وعلماؤنا وأهلنا الواعون لن يسمحوا أبداً لأعداء هذا الوطن بطمعهم أن يهددوا أمن واستقلال البلاد».

وحذر في ختام حديثه من التدخلات الخارجية: «ما لا يمكن قبوله هو المؤامرات، والإطاحة بالأنظمة، والسياسات التخريبية والتدخلية، إيران ليست مكانًا للمؤامرات ولن تكون كذلك».

وعشية جولة جديدة من المشاورات بين إيران والولايات المتحدة، تواصل وسائل الإعلام تغطية مواقف الجانبين حول طريقة التفاوض، وأفادت مصادر إعلامية بتبادل الرسائل والمواقف حول هذا الأمر.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» Washington Post عن مسؤول أمريكي، أن فريق ستيف ويتكوف، ممثل الحكومة الأميركية، أرسل رسائل إلى إيران عبر سلطنة عُمان، طالبًا إجراء مفاوضات مباشرة يوم السبت.

وأضاف المسؤول الأمريكي أنه في حال لم تُجرَ المحادثات بشكل مباشر، قد يقرر ويتكوف عدم السفر إلى عُمان.

وقال: «نحن بحاجة إلى تفاهم وحوار شامل، ولا نقبل بخداع الإيرانيين».

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن ويتكوف مستعد لزيارة طهران في حال تلقّى دعوة رسمية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع مراسلة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، آمنة سادات ذبيح بور، أن المفاوضات ستُعقد يوم السبت في عُمان، وستكون غير مباشرة، مؤكدا: «نحن لا نقبل بأسلوب غير التفاوض غير المباشر».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن ليل الاثنين بشكل مفاجئ أن بلاده ستبدأ مباحثات «مباشرة» رفيعة المستوى مع إيران بشأن برنامجها النووي السبت المقبل، وذلك خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض.

وأكدت طهران أن المحادثات ستعقد في عُمان، لكنها شددت على أنها ستكون «غير مباشرة».

وهنا قال عراقجي إن إيران لن تجري مفاوضات مباشرة إذا لم تتوفر ظروف عادلة لإجرائها بعيدا عن سياسة الضغوط القصوى.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها عراقجي، على هامش الزيارة التي يقوم بها للجزائر، حسبما ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية، اليوم الأربعاء.

وتابع: «المفاوضات يجب أن تتم من موقع متكافئ وليس تحت تهديدات عسكرية»، مضيفًا: «إيران لا تريد الحرب، لكنها تعرف كيف تدافع عن نفسها بصورة جيدة إذا لزم الأمر».

وقال وزير الخارجية الإيراني: «يعرف الأمريكيون جيدا مدى قدرة إيران الدفاعية».

وأضاف: «واشنطن مارست ضغوطا كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة للتفاوض معنا على برنامجنا النووي السلمي»، مضيفًا: «لا صحة للاتهامات بأننا نريد امتلاك سلاح نووي ومستعدون لمعالجة أي مخاوف بهذا الشأن من خلال الدبلوماسية».

وأردف: «الطريق إلى الدبلوماسية لم يتم إغلاقه حتى الآن، وطهران أعلنت أنها قادرة على التفاوض بشكل غير مباشر مع واشنطن، وهو ما قبلت به واشنطن أخيرًا، ومن المقرر أن تبدأ تلك المفاوضات خلال الأسبوع المقبل».