الرعاية الصحية التخصصية على مدار الرؤية - اخبارك الان

للرؤية منذ انطلاقها وحتى اليوم أثر واضح في مسيرة المملكة وحراكها على كافة المستويات واستشرافها لآفاق جديدة، ولعل من أهمها رعايتها المباركة للموهوبين من الجنسين، بإطلاق العديد من المبادرات الداعمة للمخترعين، على سبيل المثال وليس الحصر إنشاء الهيئة السعودية للملكية الفكرية، إنشاء حاضنات ومسرعات الأعمال للمخترعين والمبتكرين، إطلاق الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، زيادة عدد فصول الموهوبين، إطلاق برامج دعم وتمويل الاختراعات والابتكارات، إطلاق 104 مراكز للعلوم والرياضيات STEM، رفد المؤسسات التعليمية بما يلزم من أجهزة حاسوبية وأجهزة عرض للتنوع في العملية التعليمية، تجهيز المختبرات العلمية بكل ما يلزمها من أجهزة وأدوات، وغير ذلك مما وفّرته الرؤية الطموحة لبلوغ الغاية من تعليم مثمر وفاعل على مسيرة الوطن، وحركة التنمية والتطوير، لتحقيق التقدم والريادة في مجال العلوم والتكنولوجيا، ليكون الوطن في مصاف الدول المتقدمة بعقول أبنائه وبناته، خروجاً من دوائر الاستهلاك الترفي إلى براحات الإنتاج المثمر والفعّال في حركة الاقتصاد العالمي كما وعدنا صاحب الرؤية ومبدعها ووفى بوعده الكريم.

تماشياً مع هذه الرؤية القديرة للمملكة، وإنزالها على أرض الواقع المعاش، يستضيف مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث (مؤتمر الرياض ميش كور) للابتكار في الرعاية الصحية خلال شهر إبريل الحالي بالتعاون مع نيوم وجامعة الملك سعود، وبرعاية وزير التعليم،

وهو مؤتمر وبرنامج تدريبي متخصص في الابتكار في مجال الرعاية الصحية، تُقدمه مجموعة «ماس جنرال ريغهام» الأمريكية.

وتُعد نظاماً أكاديمياً متكاملاً للرعاية الصحية ويضم تحت مظلته خمسة مستشفيات تعليمية مرتبطة بجامعة هارفارد الأمريكية تغطي مختلف مستويات الرعاية من المراكز الطبية الأكاديمية المتقدمة إلى المستشفيات المجتمعية وخدمات الرعاية المنزلية.

وقد تأسست حاضنة الابتكار «ميش» عام 2016م كمسرّع داخلي لريادة الأعمال، وتحفيز الابتكار، حيث دعمت منذ إنشائها أكثر من 2500 طبيب وباحث عبر مشاريع تطوير وبراءات اختراع وتأسيس شركات ناشئة وبرامج تعليمية متخصصة في الابتكار، كما تتولى مسؤولية تنظيم مؤتمر «ميش كور»، وهو مؤتمر سنوي وبرنامج تدريبي معتمد يُقام حاليًّا في مواقع متعددة حول العالم بما فيها وطني الكبير السعودية.

يجمع هذا الحدث العالمي نخبة من العقول المؤثرة من المملكة والعالم للعمل على تنمية مهارات الابتكار في هذا المجال المستقبلي الحيوي الهام. ويتضمن مؤتمر الرياض ميش كور، تجربة مكثفة تجمع بين التدريب العملي، والنقاشات التي يقودها خبراء عالميون، ويتلقى المشاركون معارف أساسية في مجالات الابتكار الرئيسة، إلى جانب رؤى واقعية من رواد الرعاية الصحية العالميين والإقليميين؛ مما يتيح للمشاركين الوصول إلى أحدث التطورات في مجالات الصحة الرقمية، والذكاء الاصطناعي في الطب، والتكنولوجيا الحيوية، وريادة الأعمال في قطاع الرعاية الصحية، مع فرص متنوعة للمشاركة في جلسات لعرض الأفكار المستجدة ومستقبل الاستثمار والتحول التقني في القطاع الصحي.

وتأتى استضافة التخصصي لهذا المؤتمر امتداداً لالتزامه الراسخ بدعم البحث والابتكار والتعاون الدولي في مجال الرعاية الصحية التخصصية، متسقاً مع التوجهات الوطنية لتعزيز مكانة المملكة كرائدة في التحول الطبي والتقني، ليشكل هذا الحدث منصة محورية لتبادل الخبرات، وبناء الشراكات، وتسريع تطور قطاع الرعاية الصحية في المنطقة. فالاهتمام بالإنسان وصحته يتواءم مع رؤية المملكة، التي وضعت الإنسان في مقدمة أولوياتها، وجعلت أمر تأهيله، وترقيته، وتوفير أعلى درجات جودة الحياة له نصب عينها، فجاءت برامج الرؤية وفق هذا المعيار الأخلاقي الرفيع.