الجراد الصحراوي ينتقم للمغرب وموريتانيا ويحتاج الجزائر وتونس وليبيا وفي التفاصيل، في مشهد لافت يحمل دلالات سياسية وطبيعية معًا، تعرضت الجزائر وتونس وليبيا لاجتياح واسع من أسراب الجراد الصحراوي، في توقيت يبدو وكأنه رسالة من الطبيعة إلى قادة هذه الدول، الذين اختاروا التحالف في مشروع إقليمي إقصائي تجاه المغرب وموريتانيا.
رسالة الطبيعة إلى تحالف الإقصاء
منذ الإعلان عن تحالف ثلاثي يضم الجزائر وتونس وليبيا، وسط استبعاد متعمد للمغرب وموريتانيا، بدا وكأن هذا المشروع يفتقد لأي رؤية استراتيجية متماسكة. لكن لم يتوقع أحد أن تأتي الطبيعة نفسها لتختبر مدى جاهزية هذه الدول لمواجهة الأزمات. ففي الأيام الأخيرة، غزت أسراب الجراد أراضي هذه الدول، مخلفة وراءها خسائر زراعية فادحة، وكأنها تنبيه صارخ بأن الظلم والتخبط السياسي لا يمران دون عواقب.
الجزائر: بين فشل التحالف وفشل التصدي للجراد
في الجزائر، اجتمعت لجنة عليا متعددة القطاعات لمحاولة احتواء الكارثة، في مشهد يذكرنا باجتماعاتها المعتادة التي غالبًا ما تترك الأزمات بلا حلول. هذه المرة، لم يكن “العدو” يدًا خارجية مزعومة أو “مؤامرة مغربية”، بل كان خصمًا طبيعيًا لا يمكن مواجهته بالشعارات أو بالدبابات السوفياتية القديمة. الجراد لا يعترف بخطابات العداء، ولا تؤثر فيه الدعاية السياسية، بل يتقدم بلا هوادة، كما يفعل التاريخ مع من يختارون مسار العزلة والصدام.
تونس: الاستنفار في مواجهة الغزو الأصفر
أما تونس، التي بدأت تدرك أن تحالفها مع الجزائر وليبيا لم يجلب لها سوى المزيد من الأزمات، فقد أعلنت حالة استنفار قصوى لمواجهة هذه الجيوش الطائرة. عمليات رش المبيدات شملت 12 هكتارًا، لكن الجراد، الذي هاجر من ليبيا والجزائر، وجد في الأراضي التونسية موطنًا مناسبًا ليكمل زحفه، كأنه يعكس الفوضى السياسية التي تعيشها البلاد في ظل خياراتها الإقليمية غير المدروسة.
ليبيا: انهيار المؤسسات وفوضى المواجهة
وفي ليبيا، حيث تسيطر المليشيات والتدخلات الخارجية على المشهد، لم تكن استجابة السلطات للكارثة بحجم التهديد. اجتمعت الشرطة الزراعية في سبها لمناقشة الأزمة، لكن دولة تعاني من انهيار مؤسساتها السياسية والأمنية كيف لها أن تتصدى لكارثة طبيعية بهذا الحجم؟ الجراد، مثل الكثير من المشكلات التي تعاني منها ليبيا، لا يعترف بالحكومات الضعيفة، ولا بالحدود التي لا تحميها إلا البيانات الرسمية الفارغة.
موريتانيا: الابتعاد عن التحالف الفاشل نحو رؤية متزنة
على الجانب الآخر، اختارت موريتانيا عدم الانخراط في هذا التحالف الفاشل، وأدركت أن مصلحتها الحقيقية تكمن في تعزيز علاقاتها مع المغرب، البلد الوحيد في المنطقة الذي يتبنى منطق التعاون بدلًا من الصراع. لم تنسَق نواكشوط وراء إغراءات النظام الجزائري أو ضغوطاته، بل اختارت طريقًا براغماتيًا يراعي مصالحها الوطنية بعيدًا عن المغامرات الإقليمية غير المحسوبة.
الجراد والطبيعة: دروس لمن يفهمها
وبينما تحاول هذه الدول الثلاث مواجهة أسراب الجراد بالمبيدات وعمليات الرش، يبقى السؤال الأكبر معلقًا: متى ستتوقف هذه الأنظمة عن محاربة منطق التاريخ والطبيعة؟ فكما أن الجراد لا يمكن احتواؤه إلا بسياسات زراعية متزنة وإدارة رشيدة للأزمات، كذلك لا يمكن بناء مستقبل سياسي مستقر على أسس الإقصاء والتآمر ضد الأشقاء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا الخبر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا الخبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
أخبار متعلقة :