اخبارك الان

سفير نيوزيلندا لـ«عكاظ»: لدينا الكثير لنتعلمه عن السعودية - اخبارك الان

أكد سفير جمهورية نيوزيلندا في المملكة تشارلز كينغستون، أن اختتام مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي والتوقيع عليها، سينقل العلاقات إلى حقبة جديدة ومختلفة، من تعزيز التبادلات التجارية والاقتصادية.

وقال في حوار مع «عكاظ»: لدينا الكثير من الأمور التي يجب أن نتعلمها في نيوزيلندا عن السعودية؛ بصفتها الحاضنة للحرمين الشريفين، والمقدسات الإسلامية، ومنطلق الدين الإسلامي، ومن الضروري الاستماع لوجهة نظر المملكة حول القضايا العالمية، والإقليمية خصوصاً أن المملكة تستخدم كل إمكاناتها لحشد القوى الدولية، للنهوض بقضايا السلام والأمن العالمي.

وأضاف: يتعيّن علينا أن نتغلب على مفهوم «المسافة والبعد» وأن نعمل بجدية أكبر لتعزيز الزيارات الثنائية بين البلدين، سواء كانت سياسية أو تجارية أو ثقافية، فهناك فرص كبيرة وواعدة لنا جميعاً.

وعبّر سفير نيوزيلندا عن فخره واعتزاز بلاده بالطالبة السعودية «ريانة برناوي»، أول شابة مسلمة تحلّق إلى الفضاء، التي أكملت تعليمها ودراستها في جامعة «أوتاجو» في نيوزيلندا، لافتاً إلى أن نيوزيلندا استثمرت بشكل كبير في قطاع الفضاء على مدار العقد الماضي، وكانت من أوائل المتبنين والمستثمرين لتقنيات الفضاء، مبدياً سعادته باختيار أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، على مدار السنوات الماضية، الدراسة في المؤسسات التعليمية في نيوزيلندا وفي يلي نص الحوار:

• ما تقييمكم لمستوى العلاقات الحالية بين نيوزيلندا والمملكة في ضوء النمو الملحوظ للتبادل التجاري بين البلدين؟

•• العلاقات بين نيوزيلندا والسعودية، طويلة الأمد وودّية، وتتميز بنمو متزايد في الجوانب السياسية والروابط التجارية، إذ تعتبر المملكة من أهم شركائنا الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط، فالعام الماضي، تمت ثلاث زيارات رسمية رفيعة المستوى إلى المملكة؛ اثنتان منها أجراهما وزير التجارة والاستثمار تود ماكلاي، وآخرها زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ونستون بيترز، الذي زار الرياض أربعة أيام، وتزامنت مع الاحتفالات بيوم التأسيس.

من جانب آخر، نتوقع بعد اختتام مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة، بين نيوزيلندا ودول مجلس التعاون الخليجي في أكتوبر من العام الماضي، والتوقيع القريب على هذه الاتفاقية، حقبة جديدة ومختلفة من تعزيز التبادلات التجارية والاقتصادية، بين اقتصادات نيوزيلندا ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، وأبرزها السعودية.

ويأتي اختتام المفاوضات في وقت تواصل الرياض أجندتها الإصلاحية الرائعة والملهمة، من خلال رؤية 2030. ولدى نيوزيلندا الكثير لتتعلمه من رؤية 2030، ولكني مقتنع أيضاً بأن نيوزيلندا تستطيع أن تساهم في هذه الرؤية الطموحة، من خلال خبرتها في عدة ميادين؛ منها: الزراعة، الرياضة، الترفيه، التعليم، تطوير الاقتصاد السياحي، ولدينا أيضاً الكثير لنتعلمه عن السعودية؛ بصفتها الحاضنة للحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية، ومنطلق الدين الإسلامي، ونرى أن من الضروري لنيوزيلندا أن تستمع لوجهة نظر المملكة حول القضايا الإقليمية، خصوصاً أن المملكة تستخدم قدرتها وإمكاناتها لحشد القوى الدولية، للعب دور بارز في النهوض بقضايا السلام والأمن العالمي، ونيوزيلندا ترحب بكل هذه الجهود والمبادرات.

فرص لتنمية الصادرات • بما أن المملكة تعتبر المحطة الأولى في الشرق الأوسط للصادرات النيوزيلندية، هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق تلك الصادرات؟

•• حددت حكومة نيوزيلندا هدفاً يتمثل في مضاعفة قيمة صادراتنا في غضون 10 سنوات، ومن السبل الرئيسية لتوسيع الصادرات إلى المملكة، اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي، التي تم اختتام مفاوضاتها أخيراً. والمملكة بصفتها أكبر اقتصاد في دول مجلس التعاون الخليجي، وقاعدة تجارية متنوعة بشكل متزايد، هناك فرص كبيرة لنيوزيلندا لتنمية صادراتها إلى هذا السوق، ووصول التجارة الثنائية إلى آفاق جديدة، واليوم أصبح لدينا عدد متزايد من الشركات النيوزيلندية العاملة في المشاريع الصناعية الضخمة في المملكة، وكذلك في قطاعي السياحة والابتكار، نحن متحمسون للاستفادة من هذه الفرص لبناء شراكات جديدة، وتعزيز الشراكات القائمة في هذه القطاعات.

• ما أبرز التحديات التي تواجه التجارة بين نيوزيلندا والمملكة؟ وكيف تتم مواجهتها؟

•• أعتقد أن هناك الآن وعياً أكبر في نيوزيلندا حول التحول الاجتماعي والاقتصادي الكبير في المملكة، والفرصة التي يوفرها ذلك لتعزيز روابطنا التجارية والاقتصادية والشعبية، ولكن لتقدير طاقة المملكة وتفاؤلها نحو المستقبل وديناميكيتها، على الشخص أن يزور المملكة ويرى بنفسه ليحكم. ففي الفترة القصيرة التي قضيتها هنا، رأيت كيف يمكن أن تؤثر زيارة قصيرة لمدة يومين إلى المملكة على الزوار، فهم يصلون مُفعمين بالاهتمام والفضول، ويغادرون بدهشة وتقدير أعمق للثقافة والإنجازات السعودية.

ويتعيّن علينا أن نتغلب على مفهوم «المسافة والبعد» وأن نعمل بجدية أكبر لتعزيز الزيارات الثنائية بين البلدين، سواء كانت سياسية أو تجارية بطبيعتها.

هناك فرص كبيرة لتعزيز الروابط بين الشعبين، من خلال جوانب عدة، منها العمرة والحج، والتبادل الثقافي والتعليم والرياضة، والسياحة والترفيه. ومع وجود خطوط الرحلات الجوية المباشرة بين نيوزيلندا والمملكة فهذا مشجع وجيد جداً، ومن المتوقع أن تزداد في السنوات القادمة مع دخول «طيران الرياض»، وأنا على ثقة أن اتفاقية التجارة الحرة بين نيوزيلندا ودول مجلس التعاون الخليجي، ستساعد في التغلب على بعض التحديات التي يواجهها المصدرون، من خلال بنود لحل العوائق غير الجمركية والتنظيمية، لجعل التجارة أسهل وأكثر ربحية، لتحقيق المنفعة المتبادلة.

روابط وثيقة ومؤثرة بين البلدين • هل يمكن أن تعطينا لمحة عن أهمية ودور التعاون في مجال التعليم بين البلدين، خصوصاً مع وجود آلاف الطلاب السعوديين في نيوزيلندا؟

•• نحن فخورون للغاية بأن الطالبة السعودية «ريانة برناوي»، أول شابة مسلمة تحلّق إلى الفضاء، كانت قد أكملت جزءاً من تعليمها ودراستها في جامعة «أوتاجو» في نيوزيلندا، لقد استثمرت نيوزيلندا بشكل كبير في قطاع الفضاء المحلي على مدار العقد الماضي، بقيادة وكالة الفضاء النيوزيلندية التابعة للحكومة، وكانت من أوائل المتبنين والمستثمرين لتقنيات الفضاء.

وقد أظهرت الشركات النيوزيلندية قدرتها على التطور في المجالات ذات الصلة بالفضاء، مثل تصميم الأقمار الصناعية وتصنيعها، وعلوم الفضاء والتكنولوجيا وأنشطة البحوث الهندسية، إحدى هذه الشركات هي «Rocket Lab» التي تطلق أقماراً صناعية إلى المدار من نيوزيلندا منذ 2017م.

وعلى مدار السنوات العشرين الماضية، كان من دواعي سرورنا أن نرحب بأكثر من 10 آلاف طالب سعودي، اختاروا الدراسة في المؤسسات التعليمية ذات المستوى العالمي في نيوزيلندا. وغالباً ما سافر هؤلاء الطلاب برفقة أفراد عائلاتهم الذين عاشوا ودرسوا أيضاً في نيوزيلندا، ويعمل هؤلاء الآن في القطاعين العام والخاص في المملكة، ما يوفر روابط وثيقة ومؤثرة بين البلدين.

إمكانات غير مستغلة

• كيف تسهم الشراكات بين الجامعات السعودية والنيوزيلندية في تعزيز البحث العلمي والتبادل الثقافي والأكاديمي؟

•• في عام 2010م، وقّعت نيوزيلندا والمملكة العربية السعودية، اتفاقية تعاون تعليمي وعلمي، ما يوفر أساساً واعداً لنيوزيلندا والمملكة للتعاون أكثر في مجالي التعليم والعلوم، من خلال المشاريع البحثية المشتركة والبرامج الأكاديمية، والتبادلات بين البلدين، وأعتقد أن هذا الميدان ذو إمكانات غير مستغلة بشكل جيد، ولكن يحدوني الأمل في أن نتمكن من تعزيز التعاون فيه، والتركيز عليه بشكل أكبر.

• في ضوء بيانات عام 2024م، المشجعة، كيف تنظرون لمستقبل التجارة الثنائية بين البلدين، خصوصاً في قطاع الصناعات الكيميائية والمواد الغذائية كالألبان واللحوم؟

•• بيانات 2024م، مشجعة بالفعل، ولكن هناك الكثير مما يمكننا القيام به، عبر قطاعات متعددة. نحن الآن قريبون جداً من وضع إطار عمل لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرص، مثلما ذكرت لك سابقاً، نتوقع أن يتم توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين نيوزيلندا ودول مجلس التعاون قريباً، وهذا سيضمن قدرة تجارنا على الاستفادة من بنود الاتفاقية، ما سيساعد على زيادة تسريع النمو التجاري بين الجانبين.

نيوزيلندا يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، لكنها تستطيع أن تؤمن الغذاء لـ40 مليون شخص، من خلال الأغذية الآمنة والمستدامة عالية الجودة. لذلك يمكن أن نقدم مساهمة مهمة في دعم أصدقائنا في السعودية، لتحقيق أهدافها المتعلقة بالأمن الغذائي، وهذا مجال محل اهتمام مشترك لكلا البلدين.

مجالات محفزة وواعدة

• مع التركيز المتزايد على الاستثمارات بين البلدين، أي القطاعات التي ترى أنها تحمل قدراً أكبر للتعاون مستقبلاً؟

•• تبنت حكومة نيوزيلندا موقفاً منفتحاً تجاه الاستثمار الداخلي، من خلال تحرير نظام الاستثمار الخارجي، ومن خلال إنشاء Invest New Zealand كمحطة واحدة للاستثمار الداخلي وتقع تحت إشراف وزير التجارة والاستثمار تود ماكلاي، الذي زار الرياض مرتين في 2024.

كما ذكرت، يُعد الأمن الغذائي مجالاً محتملاً ومشجعاً للاستثمار في المملكة، إضافة إلى الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخاصة والعامة. وتتضمن رؤية المملكة 2030، طموحات في المجالات التي تُعرف فيها نيوزيلندا، بأنها رائدة عالمياً، إذ يتم توليد أكثر من 80٪ من الكهرباء في نيوزيلندا من مصادر متجددة، وطورنا خبرة وتجارب واسعة النطاق في حماية البيئة والتنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر وإدارة المتنزهات الوطنية، وجميعها مجالات ذات أهمية عالية لكل من المملكة ونيوزيلندا، ويمكننا زيادة التعاون فيها. نحن أيضاً روّاد في العديد من قطاعات التكنولوجيا، مثل التكنولوجيا الصحية والعلوم الزراعية، كل هذه المجالات واعدة ومحفزة في تصوري.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

أخبار متعلقة :