"المهدية" في الشرقية.. تصدر الخضراوات لكل المحافظات - اخبارك الان

يبلغ عدد سكان المهدية نحو 40 ألف نسمة. فيما تمتد الرقعة الزراعية علي مساحة تقارب 907 أفدنة. مخصص أغلبها لزراعة الخضراوات. ومتفوقة بفارق كبير علي مساحة القمح. التي لا تتجاوز 306 أفدنة. الخضراوات هنا ليست مجرد محاصيل موسمية. بل مستديمة. تظل في التربة حتي 18 شهرًا. لتوفر دخلاً مستقرًا للمزارعين.

قال المهندس حازم الأشموني. محافظ الشرقية. إن المهدية تمثل نموذجًا مشرفًا للقرية المصرية المنتجة. مشيدًا بالجهود التي يبذلها المزارعون في تطوير قطاع الخضراوات وتوفير الإمدادات اليومية للأسواق. وأكد خلال اجتماعه بالقيادات الزراعية. أن المزارع هو أساس التنمية الزراعية. ودعمُه واجبى وطني. خاصة في القري التي أصبحت نماذج للنجاح مثل المهدية.

ووجّه المحافظ المهندس عماد جنجن. وكيل وزارة الزراعة بالشرقية. بضرورة تكثيف الدعم الفني والإرشادي للمزارعين. وتوفير كل ما يلزم للنهوض بالإنتاج الزراعي. سواء من حيث البذور. أو وسائل الري الحديثة. أو توفير الأسمدة في التوقيتات المناسبة.

شدد علي أهمية الاستماع إلي احتياجات المزارعين علي الأرض والعمل علي حل مشكلاتهم بشكل عاجل. مؤكدًا أن المحافظة لن تدّخر جهدًا في دعم هذا القطاع الحيوي.

يقول المهندس أشرف نصير مدير عام مديرية الزراعة إن القرية صنعت لنفسها اسمًا في عالم الزراعة منذ عقود. حتي أنها كانت الوحيدة في المنطقة التي استُثنيت من الدورة الإلزامية لزراعة القطن في الستينيات. بفضل تميزها في إنتاج الخضراوات. ولم تكتفِ المهدية بزراعاتها. بل تحوّلت إلي نقطة توزيع رئيسية تمد السوق المصرية بالخضراوات الطازجة يوميًا كما أن عشرات السيارات المحمّلة بالخضراوات الطازجة تخرج يوميًا من المهدية. متجهة إلي محافظات مثل الإسماعيلية. بورسعيد. السويس. القليوبية. دمياط. وغيرها وأصبحت القرية قلبًا نابضًا لسوق الخضراوات المصرية.

يقول أحمد محمود مزارع انه يزرع أرضه بالبقدونس والنعناع والكزبرة والجرجير. ويقوم بتوريد إنتاجه يوميًا إلي أسواق الإسماعيلية لافتا الي أن سر نجاح القرية يكمن في التربة الخصبة وارتباط الناس بأرضهم. فالمهدية لم تكن يومًا مجرد مكان للزراعة. بل هي قصة انتماء. و"الزراعة هنا هي الحياة". والخضراوات توفر دخلًا أفضل من أي نشاط زراعي آخر.
يضيف أنه تعلّم الزراعة من والده وجده. وأن العائلة تعتمد علي هذا النشاط اعتمادًا كاملاً و زراعة الخضروات باتت البديل الأنجح لتربية الماشية. مشيرًا إلي أن قري مجاورة بدأت في تقليد نموذج المهدية بعد أن شاهدت نتائجه.
تُعد المهدية اليوم نموذجًا ملهمًا للزراعة المستدامة في مصر. حيث يندمج التاريخ مع الحاضر في بوتقة نجاح مستمر. فبفضل جهود أبنائها وتطويرهم المستمر لأساليب الزراعة. تحوّلت من قرية زراعية تقليدية إلي واحدة من أكثر القري تأثيرًا في الأمن الغذائي المصري

قال الدكتور محمد يوسف الأستاذ بكلية الزراعة جامعة الزقازيق: تُعد زراعة المحاصيل العطرية مثل البقدونس. الشبت. النعناع. والكزبرة من الزراعات الواعدة في قرية المهدية. حيث تمتاز هذه المنطقة بظروف مناخية وتربة مناسبة تساهم في إنتاج محاصيل عالية الجودة.

أثبتت هذه الزراعات قدرتها علي تحقيق عائد اقتصادي مجزي للمزارعين. خاصة مع زيادة الطلب المحلي علي هذه المحاصيل. كما أن دورة نموها القصيرة تتيح أكثر من موسم زراعي في العام. مما يعزز من الدخل الزراعي ويُحسن من مستوي المعيشة في القرية و أنصح المزارعين بالاستمرار في تطوير هذه الزراعة واتباع الأساليب العلمية الحديثة لتحسين الإنتاجية وزيادة القيمة المضافة للمنتج.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل