نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بيريث.. عاشق دروجبا وضحية أرتيتا يبهر الفرنسيين - اخبارك الان, اليوم الخميس 27 مارس 2025 02:32 مساءً
في لندن، عاصمة الديربيات وأحد أسرار جاذبية الدوري الإنجليزي الممتاز، تشكَّلت وتعطَّلت أحلام ميكا بيريث، حديث الساعة حاليًا في فرنسا، التي منحته شهرةً حرمته منها إنجلترا.
صبيٌّ أشقر من مواليد العاصمة البريطانية، أبوه دنماركي ألماني وأمُّه من البوسنة والهرسك، يتوق إلى تمثيل فريق كبير على مسرح الـ «بريميرليج»، الدوري الأقوى في العالم، وحبَّذا لو كان لندنيًا. هكذا، وقبل أكثر من ثمانية أعوام، بدأت حكاية مهاجم موناكو وثاني أفضل هدافٍ في الدوريات الخمسة الكبرى خلال عام 2025. الخيارات في العاصمة البريطانية عديدة أمام البراعم الموهوبة كرويًا. في المقدمة، أرسنال وتشيلسي وتوتنام هوتسبير، المنتمين إلى شريحة الأندية العملاقة. هناك أيضًا كريستال بالاس وبرينتفورد والعديد من الأندية المتوسطة والصغيرة. لكن بيريث انطلق، في عُمر الـ 14، من نادي فولهام، في غرب العاصمة، الذي سجّله في أكاديميته عام 2017.
قبل ذلك، وقع الدنماركي في عشق مركز رأس الحربة الكلاسيكي، وتأثر بالنجم الإيفواري ديديه دروجبا، أسطورة تشيلسي. وفي لقاء صحافي أخير، قال عن الرمز الكروي الإفريقي: «إذا عدنا إلى الوراء، كنت أحب مشاهدة مهاجمي المدرسة القديمة، مثل دروجبا الذي كان يتمتع بصفات رياضية مذهلة وإحساس بموقع المرمى». ومن المهاجمين المعاصرين، يُقدِّر اللاعب، صاحب الـ 21 عامًا، النرويجي إيرلينج هالاند، لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، ويقول عن نفسه: «أرى أنني هالاند الفقير».
وداخل أرسنال، ينظرون إلى أكاديمية النادي، المسمَّاة «هيل إند» نسبةً إلى المنطقة التي تقع فيها، بوصفها ثروة بشرية. يتشرّب منها الصغار أساليب وروح «المدفعجية»، ويتخرج فيها من حينٍ إلى آخر لاعبون ينخرطون سريعًا في صفوف الفريق الأول ويُجنِّبون النادي إنفاق عشرات ملايين الدولارات لجلب من يشغلُ مراكزهم. من هؤلاء الجناح الإنجليزي بوكايو ساكا، ونجم إسبانيا الكبير سيسك فابريجاس، والقائمة تطول.
ولتعزيز صفوف الأكاديمية، يفتش النادي عن المواهب في كل مكان، خاصةً في لندن. وخلال 2021، التقطت عيون كشّافيه موهبة بيريث، مهاجم فريق فولهام تحت 18 عامًا، ما مهّد للتعاقد معه صيف العام ذاته وإلحاقه بفريق تحت 23 عامًا. ونتيجةً لتألّقه مع الفريق، صعّده المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا إلى الفريق الأول، وأدخله إلى قوائم أربع مباريات رسمية لكن من دون منحه أي دقيقة لعِب.
يُحسَب أرتيتا، الذي بدأ مسيرته التدريبية مساعدًا لمواطنه بيب جوارديولا، على تيّار إلغاء مركز المهاجم الصريح. لذا، كان من الصعب على الشاب القادم من فولهام المشاركة مع الفريق الأول. يقول بيريث: «فرصة الجلوس على دكة احتياطيي الفريق الأول كانت رائعة، حتى لو كان عدم حصولي مُطلَقًا على فرصة الدخول بديلًا أمرًا محبطًا بعض الشيء، لكن هذا جزء من اللعبة».
بعد موسم واحد مع أرسنال، دخل الدنماركي إلى دوّامة من الإعارات انتهت صيف العام الماضي بانتقالٍ دائم إلى شتورم جراتس النمساوي، الذي استعاره قبلها بستة أشهر في تجربة ناجحة تُوِّجت بنيل لقبي الدوري والكأس المحليين. يحكي ميكا: «عندما عدت إلى أرسنال وجدت أن الطريق إلى اللعِب بعيدة جدًا، فكان قراري المغادرة سهلًا».
كلَّفت الصفقة نحو 4 ملايين جنيه إسترليني، وواصل اللاعب التألّق محرزًا 14 هدفًا في النصف الأول من الموسم، بينها اثنان أمام جيرونا الإسباني وليل الفرنسي ضمن دوري أبطال أوروبا.
وخلال فترة الانتقالات الشتوية، دفع موناكو الفرنسي نحو 11 مليون جنيه إسترليني إلى النادي النمساوي وضمّ بيريث إلى صفوفه، مُوقِّعًا معه عقدًا لأربعة مواسم ونصف الموسم. وفي وقتٍ يبدو فيه موسم أرسنال مُهدّدًا بالفشل بسبب غياب المهاجم الهدّاف وإصابات الأجنحة، قدّم مهاجم موناكو الجديد أوراق اعتماده سريعًا في فرنسا، وأحرز 11 هدفًا في 12 مباراة، بينها ثلاث ثلاثيات «هاتريك» أمام أوكسير ونانت وستاد ريمس، مُحقِّقًا بعض الأرقام القياسية الخاصة بإحراز الأهداف على صعيدَي الدوري والنادي، مثل الوصول إلى حاجز الهدف العاشر في المسابقة بأقلّ عددٍ من المُشارَكات «10 أهداف في 7 جولات».
وعلى لائحة هدافي عام 2025 من الدوريات الخمسة الكبرى، يحتلُّ المُبعَد عن أرسنال المركز الثاني، بـ 11 هدفًا، خلف الفرنسي عثمان ديمبيلي، جناح باريس سان جيرمان في الدوري ذاته، الذي أحرز 13 هدفًا.
وبسبب ظهوره اللافت مع موناكو، نال بيريث الاستدعاء الدولي الأول في مسيرته، ومثَّل منتخب الدنمارك أمام البرتغال، ذهابًا وإيابًا في 20 و23 مارس، ضمن ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية. كل شيء حدَث سريعًا وخلال أقل من عام، مغادرة أرسنال نهائيًا، العودة إلى النمسا، الانتقال إلى فرنسا وخطف الأضواء على نحو مفاجئ في ملاعبها، وارتداء قميص المنتخب، والباب مفتوح أمام المزيد. لكن ميكا مُستعد لتقلّبات الكرة، ولخّص أفكاره بالقول: «التقدم في اللعبة ليس خطًا مستقيمًا، هناك صعود وهبوط، وأنا أريد فقط خوض المباريات الواحدة تلو الأخرى ومواصلة التعلم، ثم سأرى إلى أين سيقودني ذلك».
أخبار متعلقة :