عاجل.. ترامب: الحرب في أوكرانيا ليست حربي ولدي حدود حال استمرارها - اخبارك الان

ترامب يتحدث بصراحة: "الحرب في أوكرانيا ليست مسؤوليتي"

في تصريحات أثارت اهتمامًا واسعًا على الصعيدين السياسي والإعلامي، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إن الحرب الدائرة في أوكرانيا "ليست حربه"، مؤكداً أنه يسعى فقط "لمساعدة الأطراف على إنهائها"، وسط تعقيدات دولية متزايدة وتصعيد غير مسبوق في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

وجاءت تصريحات ترامب في مقابلة إعلامية مطوّلة، حاول فيها رسم ملامح موقفه من الأزمة الأوكرانية، معتبراً أن الصراع دخل مرحلة مرهقة وطويلة، وأن من واجب القادة العالميين محاولة التوصل إلى حل سلمي يُنهي المعاناة المستمرة منذ أكثر من عامين.

مشاهد لم يرها من قبل: "الحرب في أوكرانيا مرعبة"

كشف ترامب أنه تابع المشاهد الواردة من ساحات القتال في أوكرانيا بشيء من الصدمة، قائلاً: "رأيت مشاهد لم أشاهد مثلها من قبل"، مضيفًا أن حجم الدمار والضحايا المدنيين فاق ما تصوره حتى خلال فترة رئاسته التي شهدت توترات عسكرية في أكثر من منطقة بالعالم.

وتابع الرئيس الأميركي السابق قائلاً: "ما يحدث في أوكرانيا محزن للغاية، ولهذا السبب أعتقد أنه من الضروري السعي لإيجاد مخرج سياسي يُنهي هذه الحرب. يجب علينا جميعًا أن نجد حلاً."

رؤية ترامب: بوتين وزيلينسكي يريدان إنهاء الحرب

في قراءة تبدو مختلفة عن السردية الغربية السائدة، أعرب ترامب عن اعتقاده بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يريد إنهاء الحرب"، كما وصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "رجل قوي وصعب المراس"، لكنه أيضًا "يريد وقف النزاع".

وتشير هذه التصريحات إلى تموضع ترامب كمفاوض محتمل أو وسيط إن قُدر له العودة إلى البيت الأبيض، إذ لطالما تفاخر بقدرته على التعامل مع الزعماء "الأقوياء" بطريقة خاصة، رغم الانتقادات الواسعة التي لاحقته بسبب مواقفه المتساهلة مع بوتين في بعض الملفات السابقة.

حسابات سياسية: لا يكشف أوراقه بالكامل

قال ترامب إنه يضع "حدودًا" لما يمكن فعله بشأن استمرار الحرب في أوكرانيا، لكنه رفض الإفصاح عنها، معتبراً أن الكشف عن مثل هذه المعلومات قد يعقّد مساعي التفاوض أو يضع عراقيل إضافية أمام جهود الوساطة، قائلاً: "لا أريد أن أقول ما هي الحدود الآن، لكني أؤكد أن هناك فرصة حقيقية لإنهاء هذه الحرب".

وأضاف ترامب أن موقفه ينبع من شعوره بالمسؤولية تجاه أرواح الأبرياء، معرباً عن أمله في أن يستعيد العالم بعضاً من التوازن المفقود خلال هذه الأزمة.

رسالة ضمنية لإدارة بايدن

لم تخلُ تصريحات ترامب من الإيحاءات السياسية تجاه إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، التي اتهمها مرارًا بتأجيج النزاعات الخارجية وغياب الرؤية الواضحة في السياسة الدولية، ورغم أنه لم يوجه اتهامًا صريحًا هذه المرة، فإن رفضه اعتبار الحرب "مسؤوليته" يعكس تحرره من النهج الذي تتبناه الإدارة الديمقراطية.

وفيما لم يذكر بايدن بالاسم في سياق الحرب، عاد ترامب ليعلق على حالته الصحية قائلاً: "أشعر بحزن شديد لإصابة بايدن بالسرطان"، في إشارة أثارت جدلًا واسعًا حول ما إذا كانت معلوماته دقيقة أو مجرد تصريح غير موثق.

فرصة لإنهاء الحرب؟ ترامب يتفاءل

رغم ما يبدو من تشاؤم عالمي بشأن إنهاء الصراع الروسي الأوكراني، أبدى ترامب تفاؤله، قائلاً: "أعتقد أن هناك فرصة جيدة لإنهاء هذه الحرب"، وهي العبارة التي التقطتها وسائل الإعلام بوصفها عرضًا غير مباشر لتولي مهمة التهدئة، خاصة مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 التي يسعى ترامب للفوز بها مجددًا.

وكان ترامب قد لمح في مناسبات سابقة إلى أن بإمكانه "إنهاء الحرب خلال 24 ساعة" إذا ما أُعيد انتخابه، وهي تصريحات يرى كثير من المراقبين أنها دعائية أكثر منها واقعية، إلا أنها تلقى صدى لدى شريحة من الجمهوريين الراغبين في وقف الدعم الأميركي الكبير لأوكرانيا.

ردود فعل دولية متفاوتة

تفاوتت ردود الفعل على تصريحات ترامب، بين من يراها محاولة لفرض نفسه كلاعب سياسي دولي قبل الانتخابات، ومن يعتقد أنها تعبّر عن تيار داخل الحزب الجمهوري بدأ يتململ من انخراط الولايات المتحدة في حرب طويلة وكلفتها باهظة اقتصادياً وعسكرياً.

بينما يرى آخرون أن إشارات ترامب إلى بوتين وزيلينسكي بوصفهما راغبين في السلام تعكس قراءة مفرطة في التبسيط لطبيعة النزاع، الذي يتجاوز مجرد الرغبات إلى تعقيدات جيوسياسية وأمنية أوسع.

صراع مستمر.. ومواقف غامضة

تصريحات ترامب الأخيرة تعيد رسم خارطة المواقف الأميركية من الحرب في أوكرانيا، وتبرز تمايزه الواضح عن إدارة بايدن في التعامل مع هذا الملف الساخن. وبين نبرة الحزن والتفاؤل، يُحاول الرئيس السابق تقديم نفسه مجددًا كصانع سلام قادر على إنهاء واحدة من أكثر الحروب دموية في العصر الحديث.

لكن ما إذا كانت تصريحاته مقدمة لتحرك سياسي حقيقي، أم مجرد تكتيك انتخابي، يبقى السؤال مفتوحًا حتى تتضح معالم المرحلة المقبلة.

دونالد ترامب، حرب أوكرانيا، تصريحات ترامب، بوتين، زيلينسكي، الصراع الروسي الأوكراني، الانتخابات الأميركية، السياسة الخارجية الأميركية، جو بايدن، مساعدات أوكرانيا، إنهاء الحرب، ترامب وبوتين، حل أزمة أوكرانيا، الجمهوريون والحرب، موقف ترامب من الحرب، الأزمة الأوكرانية، مستقبل الحرب في أوكرانيا، دور الولايات المتحدة في أوكرانيا، مفاوضات السلام، تصريحات ترامب 2025