اخبارك الان

هل يشهد الخليج العربي نهضة الذكاء الاصطناعي؟.. إليك التفاصيل - اخبارك الان

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يشهد الخليج العربي نهضة الذكاء الاصطناعي؟.. إليك التفاصيل - اخبارك الان, اليوم الأحد 18 مايو 2025 06:04 مساءً

في عالمٍ يتغير بسرعة الضوء تحت تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي، تبرز منطقة الخليج العربي كلاعب رئيسي يسابق الزمن لاستثمار الفرصة الذهبية. من مراكز البيانات العملاقة إلى مشاريع المدن الذكية، يقود الخليجيون موجة تطور جديدة تثير تساؤلات جوهرية: هل تنجح المنطقة العربية في اللحاق بالركب العالمي؟ وأي مستقبل ينتظر الذكاء الاصطناعي في بلداننا؟

العرب والذكاء الاصطناعي... أين يقفون؟

يشهد العالم ثورة غير مسبوقة بفعل الذكاء الاصطناعي، تترك آثارها في الاقتصاد، التعليم، الدفاع، والحوكمة. غير أن المشهد العربي يبدو متباينًا؛ إذ تظهر دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، كقادة الاستعداد الرقمي، بينما تكافح دول عربية أخرى لتجاوز الفجوة الرقمية والمعرفية.

مؤشر الاستعداد للذكاء الاصطناعي يكشف الفوارق

وفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي لعام 2024، حققت دول الخليج معدل استعداد بلغ 0.54، متجاوزة المعدل العالمي البالغ 0.47، ومتقدمة على الدول العربية غير الخليجية التي سجلت فقط 0.34. ويأتي هذا التقدم نتيجة لتكامل البنية التحتية الرقمية، وتطور رأس المال البشري، وسرعة الاستجابة التشريعية والتنظيمية.

السعودية والإمارات في الطليعة

أطلقت السعودية مشروع "ترانسندنس" الهادف إلى بناء منظومة ذكاء اصطناعي متكاملة تضم شركات ناشئة ومواهب عالمية. في المقابل، طورت الإمارات برنامج "فالكون" الذي يضاهي كبرى نماذج اللغة العالمية، مشكلاً ركيزة للابتكار المحلي. هذه المبادرات تعكس التزامًا استراتيجيًا بتحويل الذكاء الاصطناعي إلى محرك أساسي للنمو.

الاستثمار في قطاعات متعددة: من التعليم إلى الأمن

في حين تركز دول الخليج على الابتكار والاقتصاد الرقمي، تظهر تجارب عربية متنوعة في توظيف الذكاء الاصطناعي:

قطر: استخدمت التقنية خلال كأس العالم 2022 لإدارة الحشود وتأمين الفعاليات بكفاءة.

مصر: تعتمد الذكاء الاصطناعي في الزراعة والتعليم، وتسعى لتقليص الفجوة التعليمية في المناطق الريفية.

المغرب: أدخل الذكاء الاصطناعي في النقل العام وتطوير مشاريع المدن الذكية.

الجزائر وتونس: شرعتا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات التكنولوجية.

صناديق مليارية تدعم طموحات الخليج

في عام 2024، أعلنت السعودية عن إنشاء صندوق استثماري بقيمة 40 مليار دولار مخصص لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تبعه إعلان عن مبادرة أخرى بقيمة 100 مليار دولار لبناء نظام بيئي شامل. وأطلقت أبوظبي شركة استثمارية بميزانية مماثلة، تركز على الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات.

مراكز بيانات وحوسبة فائقة لتعزيز التقدم

تحتضن المملكة العربية السعودية حاليًا 22 مركز بيانات نشطًا، وتعمل على بناء 40 آخرين، ما يوفر بنية تحتية قوية لأبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما أطلقت المملكة المركز الوطني لأشباه الموصلات بهدف استقطاب 50 شركة عالمية بحلول 2030.

مصر تنافس عبر التعليم وبناء القدرات

رغم التحديات، تسعى مصر إلى ترسيخ مكانتها كمنافس صاعد في المنطقة. وقد بدأت في تعزيز التعليم الرقمي، وتطبيق الفصول الدراسية الذكية، بالإضافة إلى إطلاق المبادرات الزراعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لرفع الإنتاجية وتوفير المياه.

الفجوة المعرفية ما زالت تحديًا قائمًا

رغم كل ما تحقق، لا تزال غالبية الدول العربية تفتقر إلى منظومة معرفية متكاملة، حيث يُركّز على البنية التحتية التقنية دون الاستثمار الكافي في التطبيقات المجتمعية الحيوية، مثل الصحة، والتعليم، والحوكمة.

الاعتماد على الخبرات الأجنبية... عقبة أم فرصة؟

يعتمد عدد من الدول العربية على التكنولوجيا والخبرات المستوردة، ما قد يشكّل عقبة أمام بناء منظومات ذكاء اصطناعي محلية مستقلة. الحل يكمن في دعم التعليم، وتمكين الشباب، وتطوير الأبحاث الأكاديمية المتخصصة محليًا.

تجارب ملهمة يجب البناء عليها

تشكل تجارب السعودية في "نيوم"، والإمارات في "فالكون"، وقطر في إدارة المونديال، نماذج ناجحة يمكن تعميمها إقليميًا، شرط تعزيز التعاون العربي وتبادل الخبرات بدلاً من تكرار الجهود.

الذكاء الاصطناعي العربي بحاجة إلى خارطة طريق موحدة

إذا أرادت الدول العربية أن تتجاوز كونها مستهلكًا للتكنولوجيا إلى مصدّر لها، فعليها اعتماد سياسات موحدة، وتوفير حوافز للشركات الناشئة، وتطوير تشريعات محفزة، وإدماج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية كافة.

نحو مستقبل عربي رقمي

السباق نحو الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خيار، بل ضرورة للبقاء في عالم متحوّل. ودول الخليج أثبتت أن الاستثمار الاستراتيجي قادر على تغيير قواعد اللعبة. لكنّ تحقيق نهضة رقمية عربية شاملة يتطلب رؤية موحدة، واستثمارات معرفية مستدامة، وتحفيز الإبداع المحلي.

أخبار متعلقة :