اخبارك الان

الإخوان والحوثيون في اليمن .. بين التحالف والعداء صراعات المصالح المتشابكة تتحكم - اخبارك الان

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإخوان والحوثيون في اليمن .. بين التحالف والعداء صراعات المصالح المتشابكة تتحكم - اخبارك الان, اليوم الأحد 18 مايو 2025 02:21 صباحاً

مقدمة تحليلية .. في قلب المشهد اليمني المعقد، تقف جماعتان يُفترض أن تكونا على طرفي نقيض: جماعة الحوثي ذات المرجعية الزيدية الشيعية المدعومة من إيران، وجماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح ذو الخلفية السنية، ومع ذلك، فإن هذه العلاقة التي يُفترض أنها قائمة على صراع وجودي، لا تخلو من لحظات تقارب، بل وتحالفات ميدانية وسياسية تتجدد حين تلتقي المصالح، وتنقطع حين تتعارض الأجندات.

عداوة أيديولوجية.. وتحالف تكتيكي

عقائديًا، يقف الطرفان على ضفتين متنازعتين من الفكر الإسلامي: "إسلام سياسي شيعي" في حالة الحوثيين، و"إسلام سياسي سني" في حالة الإخوان، ورغم هذا التباين الحاد، إلا أن تحولات المشهد السياسي اليمني منذ تسعينيات القرن الماضي حتى اليوم كشفت أن الصراعات الكبرى لا تُبنى دومًا على القناعات، بل كثيرًا ما تُدار تحت منطق "العدو المشترك".

في حرب صعدة (2004–2010) وقف الإصلاح في صف الدولة ضد الحوثيين، لكن في 2011، ومع موجة الربيع العربي، اجتمع الخصمان على هدف واحد: إسقاط نظام علي عبد الله صالح، رغم أن أهدافهما النهائية كانت مختلفة.

ما بعد 2014.. من شراكة مؤقتة إلى صدام دموي

مع اجتياح الحوثيين لصنعاء في 2014، انقلبت العلاقة مجددًا، فقد استُهدفت قيادات الإصلاح وتمت مصادرة مقراته، في مشهد أعاد العلاقات إلى مربعها الأول من العداء، خاصة بعد أن طرد الحوثيون الحكومة المعترف بها دوليًا التي كان الإصلاح شريكاً أساسياً فيها.

رغم ذلك، لم يمنع هذا العداء من بروز تفاهمات على الأرض. ففي مأرب وتعز، عُقدت صفقات "تجميد قتال" في مناطق معينة، أحياناً لحماية مصالح اقتصادية، كما هو الحال مع القيادي الإصلاحي حميد الأحمر، أو لضمان نفوذ اجتماعي في مناطق كإب والبيضاء.

التحالفات الرمادية.. من سرية الصفقات إلى علنية المواقف

كثير من مؤشرات "التخادم" بين الطرفين تجلت في مواقف مشتركة ضد خصوم جنوبيين كالمجلس الانتقالي وألوية العمالقة، بل واتهامات مباشرة للإصلاح بتسهيل دخول الحوثيين إلى بعض مديريات شبوة قبل تحريرها لاحقًا.

وفي السياق السياسي، برزت الدعوة العلنية للمصالحة مع الحوثيين من قبل القيادي الإخواني عبد المجيد الزنداني تحت غطاء "نصرة غزة"، وما لبث أن أيده عدد من رموز الإصلاح، قبل أن تتراجع تلك الدعوات مع اتساع الضربات الأمريكية للحوثيين خشية الانزلاق في مواجهة مع الغرب.

ازدواجية الخطاب والمواقف المتقلبة

ما يثير الانتباه أن الإخوان في اليمن ينتقلون من وصف الحوثي بـ"العدو الإيراني" إلى "الشريك في معركة الأمة"، بحسب تطورات الأحداث. فعندما برزت قضية غزة، سارع الإصلاح إلى إعلان الدعم لمواقف الحوثيين في مهاجمة السفن و"الوقوف مع حماس"، ثم عاد للتراجع عن ذلك بعد ضغط دولي وإعلامي، وهو ما يعكس سياسة براجماتية مفرطة تنأى عن الثوابت العقائدية لمصلحة النجاة السياسية.

ما وراء السطح: تقاطعات أعمق مما تبدو

محللون سياسيون ومراكز بحث متخصصة يرون أن تقلبات العلاقة بين الإخوان والحوثيين ليست مجرد مناورات ظرفية، بل تعكس جذورًا فكرية مشتركة، فكلا الفريقين ينطلق من تصور ديني سياسي يرى نفسه وكيلاً عن الله في الحكم. وهذا ما يمنحهما تبريرًا أخلاقيًا لمحاربة كل من يعارضهما، حتى إن اختلفت الأطر المذهبية.

تحالفات الضرورة وصراع الإرادات

لا يمكن توصيف العلاقة بين الإخوان والحوثيين في اليمن إلا بأنها "تحالفات الضرورة وعداوات الإرادة". فعلى مدى سنوات الصراع، تتبدل المواقع بين القتال والمهادنة، بين الاتهام بالخيانة والاصطفاف تحت شعار الأمة، وبينما يبدو أن الخلاف العقدي لا يُطفأ، فإن المصالح الآنية تُطفئ كل حرائق الأيديولوجيا، في مشهد يختزل تناقضات الإسلام السياسي في اليمن المعاصر.

الحوثيون، الإخوان المسلمون، حزب الإصلاح اليمني، تحالف الحوثي والإصلاح، الصراع في اليمن، مأرب، شبوة، تعز، التحالف العربي، إيران وقطر في اليمن، حماس وغزة، عبد المجيد الزنداني، حميد الأحمر، الحوثيون والإخوان، الإسلام السياسي، الحرب في اليمن، ولاية الفقيه، تركيا وقطر في اليمن، حزب الإصلاح والحوثيين، العلاقات بين الحوثيين والإخوان، التخادم السياسي في اليمن.

أخبار متعلقة :