في موسم استثنائي على كل الأصعدة، لم يكن التتويج بلقب دوري روشن السعودي 2024/2025 من نصيب لاعبي الاتحاد فقط، بل كان أيضًا من نصيب من صنعوا الفارق في المدرجات، وساهموا بأهازيجهم، وولائهم اللامحدود، في تحويل كل مباراة إلى ملحمة كروية.. الحديث هنا عن "جمهور الذهب"، جماهير الاتحاد التي تصدرت قائمة الحضور الجماهيري في الموسم الحالي عن جدارة.
أرقام تروي القصة.. 536,209 مشجع في 16 مباراة!
في ظاهرة لم تحدث كثيرًا في الدوري السعودي، نجحت جماهير الاتحاد في حسم صدارة الحضور الجماهيري لدوري روشن قبل نهاية الموسم بجولة كاملة، بعدما سجّل حضورها في 16 مباراة على ملعب الجوهرة المشعة بجدة ما مجموعه 536,209 مشجعًا، أي بمتوسط يقارب 33,500 مشجع في المباراة الواحدة، وهو رقم مذهل يعكس عمق الارتباط بين النادي وجماهيره.
ولا تزال هناك مباراة واحدة متبقية على ملعب الاتحاد هذا الموسم، ما يعني أن الرقم مرشح للارتفاع، وترسيخ الصدارة أكثر، في وقت عجزت فيه جماهير بقية الفرق عن مضاهاة هذا الزخم والحضور.
صوت الجماهير.. لاعب الاتحاد رقم 12 الحقيقي
لم تكن جماهير الاتحاد مجرد حضور رقمي في مدرجات الملعب، بل لعبت دورًا فاعلًا في تحفيز اللاعبين، ورفع روحهم المعنوية في أصعب اللحظات، خاصة في المباريات الكبرى أو الفترات التي تعرض فيها الفريق لضغوط نفسية أو فنية.
وكانت الأهازيج الصاخبة، واللوحات البصرية اللافتة، وحتى التشجيع المستمر طيلة دقائق المباراة، سلاحًا معنويًا لا يُستهان به، جعل من "الجوهرة المشعة" حصنًا منيعًا لكل من واجه النمور على أرضهم.
الجوهرة تلمع بالجماهير.. مشهد موسمي من العراقة
تحوّلت مدرجات ملعب "الجوهرة" هذا الموسم إلى عرض دائم للولاء الكروي، حيث تزيّنت المدرجات باللونين الأصفر والأسود، ورفرفت الرايات، وهتف الآلاف من المدرجات باسم الاتحاد دون توقف.
وحافظ جمهور الاتحاد على حضوره المكثف حتى في المباريات التي لم تكن حاسمة، أو التي أُقيمت في أوقات غير مثالية، ما يؤكد أن العلاقة بين النادي وجمهوره تتجاوز النتائج، وتمتد إلى جذور الانتماء والهوية والتاريخ.
دعم جماهيري = بطولة
لا شك أن هذا الحضور الجماهيري الساحق انعكس بشكل مباشر على أداء الفريق، وساهم في منحه الأفضلية النفسية والفنية، خاصة في الجولات الحاسمة التي قادت الفريق نحو التتويج بلقب الدوري.
فالاتحاد حسم مباريات كثيرة على أرضه بفارق الحسم المعنوي والجماهيري، وهو ما أشار إليه عدد من اللاعبين في تصريحاتهم، مؤكدين أن "جمهورنا هو الوقود الحقيقي خلف هذا التتويج".
رسائل الوفاء.. الجماهير تطالب بالمزيد
ورغم التتويج والإنجاز، لم تتوقف جماهير الاتحاد عن المطالبة بتعزيز صفوف الفريق والاستمرار في حصد البطولات، معتبرين أن هذه اللحظة الذهبية يجب أن تكون نقطة انطلاق، لا نهاية فرح مؤقت.
الجماهير نفسها أطلقت حملات عبر منصات التواصل لتكريم اللاعبين والإدارة، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على هوية الفريق البطل، ودعم الطموحات القارية المقبلة، وأبرزها دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية في المستقبل القريب.
الكلمة الأخيرة.. الاتحاد ليس مجرد نادٍ، بل أمة من العاشقين
ما فعلته جماهير الاتحاد هذا الموسم لا يمكن وصفه إلا بالملحمي. فأن تسجل أكبر حضور جماهيري في موسم كامل، وتكون رقمًا صعبًا في كل جولة، ثم تساهم بشكل فعلي في تتويج الفريق، يعني أنك لست فقط مشجعًا، بل شريكًا في صناعة التاريخ.
أخبار متعلقة :