عبر التاريخ، تعيد الشعوب التفكير في نفسها وتسأل عن هويتها وزمنها. واليوم، نعيش في زمن غريب ومؤلم، يشبه زمن الجاهلية، لكنه ليس كما كان قبل الإسلام، بل زمن مليء بالدماء وأوهام التقدم ونسيان الكرامة.
في الماضي، كانت الجاهلية صراع قبائل على الأرض والكرامة، لكنها كانت تحتوي على قيم الرجولة والنخوة والحياء. أما الآن، فهذه القيم اختفت وكأنها سراب، زمن بلا نخوة وزمن بلا حياء.
"زمن الجاهلية يعود، لكنه مغطى بالأكفان والدماء، لا نخوة ولا حياء."
هذه الجملة تعني أكثر من مجرد زمن يعود، بل هي حالة اجتماعية وسياسية وأخلاقية. فالأكفان ترمز إلى الاستسلام، والدماء تعبر عن الثمن الذي دفعناه.
هذه الصورة تظهر مشهداً مؤلماً، حيث السياسة والدين مختلطان، والقوة مع الذل. ترامب رمز للهيمنة الغربية، والخليج يعبر عن الخضوع، والشعر والرقص أصبحا رموزاً للانشغال بالمظاهر الفارغة، كأن الاستعمار اليوم أصبح في شكل احتفالات ذل واستسلام.
هذا ليس مجرد استسلام سياسي، بل استسلام أخلاقي وثقافي. الفن، الذي كان وسيلة للتعبير عن الهوية والكرامة، أصبح أداة لخدمة أسياد القوة. الشعر والغناء، بدل أن يكونا صوت الثورة، أصبحا وسيلة للتمويه على الواقع المرير.
الزمن الذي نعيشه اليوم هو زمن التخلي عن القيم والكرامة مقابل مصالح ضيقة، فقط للبقاء في السلطة أو للحصول على رضا الدول الكبرى. غابت النخوة التي كانت تدفع الرجال لمواجهة الظلم، وحل محلها الصمت والخضوع.
لكن، هل هذا هو القدر؟ هل نستسلم لهذا الزمن الخالي من الأخلاق؟
زمن بلا نخوة قد يبدو مظلماً، لكنه ليس نهاية الطريق. ففي وسط الظلام دائماً يوجد نور، ومن الألم تنمو بذور التغيير.
علينا أن نستعيد النخوة والحياء، وأن نرفض أن نكون مجرد راقصين أمام أسيادنا، وأن نحول الشعر والغناء إلى صوت الثورة والكرامة والحرية.
العودة إلى قيمنا ورفض الذل هما الطريق الوحيد للخروج من هذا الظلام. كل نهضة تبدأ بأمل صغير ورغبة حقيقية في التغيير.
أخبار متعلقة :