نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عبدالساتر في قداس حضره الرئيس عون في مدرسة "مون لاسال": نلمس كيف تعملون بكدّ لتعيدوا إلى لبنان عافيته - اخبارك الان, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 09:59 مساءً
لبى رئيس الجمهورية جوزاف عون دعوة رابطة قدامى خريجي مدرسة "الفرير- مون لاسال" عين سعادة، وأمضى ساعات في المدرسة التي تلقى فيها علومه، واستعاد لحظات من حياته قضاها برفقة زملاء له في دفعة خريجي عام 1982.
كما جال في ارجاء المدرسة، والتقى تلامذتها ودخل الى الصف الذي تلقى فيه دروسه، وشارك في القداس الإلهي الذي أقيم في كنيستها.
وكان الرئيس عون وصل الى مدرسة "الفرير- مون لاسال" في عين سعادة، حيث استقبله المنسق العام لاخوة لاسال في لبنان الأخ اندريه بيار غوتييه، مدير المدرسة جيلبير حلال، رئيس رابطة خريجي المدرسة جورج الخوري، الأمينة العامة ديزيريه غصوب، وإيلي الداية من المتخرجين.
ثم صافح الأساتذة وشق طريقه بين صفين من تلاميذ المدرسة، لوحوا له بالاعلام وهتافات الترحيب وشعار الجيش اللبناني، وطلب بعضهم توقيع رئيس الجمهورية على العلم، فتجاوب ووقع على عدد من الاعلام التي كان يحملها التلاميذ.
ثم زرع ارزة عند المدخل الرئيسي كتب عليها: "الارزة غرسها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لمناسبة زيارته مدرسة الفرير مون لاسال يوم الجمعة 16 أيار 2025، وستنمو في ظل هذه الشجرة ذكرى تلميذ اصبح رئيسا".
بعدها، التقى رئيس الجمهورية رفاق دفعته خريجي عام 1982 الذين شاركهم المقاعد الدراسية واخذوا معه صورة تذكارية. كما تم التقاط صورة جماعية للرئيس مع رابطة الخرجين، قبل ان يعود الى الصف الذي استقبله لتحصيل علومه، وجلس على المقعد الذي اعتاد ان يجلس عليه حين كان يتلقى علومه، واستعاد ذكريات هذه المرحلة التعليمية من حياته، حتى انه شارك رفاقه في حصة مدرسية رمزية في علم الاحياء Biologie تولت المعلمة سهيلة صغبيني تقديمها، مستعيدا بذلك لحظات لا تنسى واكبته طوال حتى اليوم.
وألقت زينة خليل، وهي إحدى زميلات الرئيس في دفعة عام 1982، قصيدة أشادت فيها بـ"مزايا الرئيس والامل الذي يحمله معه للبنان".
وبعد اللحظات المدرسية، انتقل الرئيس عون إلى كنيسة المدرسة للمشاركة في القداس الإلهي الذي تم الاحتفال به لمناسبة ذكرى القديس جان باتيست دو لاسال، وللدعاء بالتوفيق لرئيس الجمهورية في مهامه وأهدافه للنهوض بلبنان والسير به نحو شاطئ الأمان.
وعند دخوله الى الكنيسة، علا التصفيق ترحيباً بالرئيس عون الذي حرص على إلقاء التحية على الموجودين، وحرص على مصافحة الجالسين في الصف الاول، ومنهم وزيرا الصناعة والاعلام جو عيسى الخوري وبول مرقص، والنائبان إبراهيم كنعان وسيمون ابي رميا، وفعاليات تربوية وكبار الموظفين من خريجي المدرسة.
بداية، رحب الزائر العام لمدارس "الفرير" في الشرق الاوسط حبيب زريبي بالرئيس عون ومطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر، وقال: "انه لشرف كبير أن تستقبلك هذه المدرسة يوم كنت طالبا ويوم غدوت عماد الوطن، واليوم حين أصبحت أمل المواطنين. هذه المدرسة التي تحمل إلى جانب رسالة التعليم رسالة بناء الإنسان والمواطن الصالح. كما أرحب بكل اعتزاز براعي أبرشية بيروت المطران بولس عبد الساتر في مدرسته، إذ هو ابن المون لاسال الذي حمل قيمها فرفعها إلى أسمى مراتب الخدمة والعطاء حتى أصبح رمزا يحتذى في الايمان والقيادة الروحية".
وتابع: "يوحنا دو لاسال لم يكن فقط رجل إيمان، بل عاش بين الناس، شعر بآلامهم، أدرك عطشهم إلى المعرفة والعلم، فكانت الرسالة اللسالية المبنية على الثقافة والمحبة والعدالة وخدمة الآخرين وخصوصا المعوزين منهم. انها القيم التي كنا وما زلنا وسنبقى نرتكز عليها في تربية طلابنا".
وقال للرئيس عون إن "حضوركم اليوم بيننا هو رسالة عميقة تثبت أن الدولة ترافق المدرسة، وأن السياسة الحقيقية تبدأ من هنا من الصفوف والملاعب، من دفاتر التلاميذ واحلامهم، وأن السياسة والتربية هدفهما واحد وطن يستحقه أبناؤه، وابناء يستحقون وطنهم".
وختم: "باسم رهبنة إخوة المدارس المسيحية – الفرير وباسم كل الحاضرين أشكركم على تلبية دعوة رابطة قدامى المون لاسال فوجودكم في هذا الصرح التعليمي يعبر عن ثقتكم بالرسالة التربوية وايمانكم بأن السياسة هي فلسفة الجسد والتربية هي فلسفة الروح، والجسد والروح لا ينفصلان. عشتم عاشت المون لاسال، وليحيا لبنان".
ثم ترأس المطران عبد الساتر القداس الإلهي، الذي عاونه فيه الاب بيار ابي صالح والأب شربل بشعلاني.
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى عظة قال فيها: "ها نحن نلتقي من جديد لنحتفل سويّة بعيد القديس جان باتيست دو لاسال، مؤسّس جمعيّة إخوة المدارس المسيحيّة، الذي تحرّك قلبه لمّا رأى العديد من أطفال زمانه يعيشون في الطرق من دون علم ومن دون مستقبل. فترك بيته وباع ما يملك في سبيل تعليمهم وتربيتهم على القيم المسيحيّة والإنسانيّة الصحيحة، يساعده متطوّعون تركوا أيضا عائلاتهم وتبعوه وكرَّسوا حياتهم لهذه الرسالة. وبدأت المسيرة التي لا تزال مستمرّة حتى يومنا بنعمة الله وبسخاء القلوب المُحبَّة التي تتكرّس لهذه الخدمة. وها نحن نلتقي أيضا بالفرح حول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي هو من قدامى هذه المدرسة ويحمل في قلبه محبّة لبنان بكلّ مناطقه وأهله".
وأضاف في كلمة للرئيس عون: "نحن نوقن عِظَم التحديات التي تواجهونها منذ تولّيكم خدمة الرئاسة وصعوبة المهمّة. فنحن لا نزال نذكر كيف كانت حال البلد قبلكم. ونحن نلمس كيف تعملون بكد ومن دون راحة وبصمت وبكثير من الروية والصبر ومن دون أن تستفزوا أحدا، وبالتعاون مع باقي المسؤولين المخلصين لتعيدوا إلى لبنان عافيته ورونقه ليعود وطن الإنسان والكرامة والتلاقي. وإنّنا نُدرك أيضًا أنَّ نجاحكم في مهمتكم يستوجب أن يقف إلى جانبكم شعب ومسؤولون يواجهون معكم الفساد، ويعملون بذهنيَّة جديدة بعيدة من ذهنيّة التجّار وبعيدة من التعصّب. فخامة الرئيس، وجودكم على رأس الدولة يطمئننا ويضع فينا الأمل بمستقبل أفضل. تأكدوا من محبّتنا لكم ومن صلاتنا لأجلكم ولباقي المسؤولين ليلهمكم الربّ ما فيه خير الوطن والمواطن".
وتابع: "نعمل في مؤسساتنا التربوية على تأمين المعرفة والمهارات التي يحتاجها طلابنا وطالباتنا لبناء مستقبل مزدهر لهم وليساهموا بشكل فاعل في بناء مجتمعهم، وهذا أمر حسن. وتتنافس المؤسسات التربوية في ما بينها على استيراد أحدث البرامج العلميّة والتقنيات وأوفر المعلمين والمعلمات علمًا وأكثرهم احترافًا، وهذا أمر حسن أيضًا. وقد يعتبر بعض هذه المؤسسات نفسه ناجحًا فقط إذا قلّد الخارج في أسلوب التربية أو إذا اعتمد قيمه وأفكاره ورؤيته للعالم وللإنسان، وهذا أمر غير حسن. أتذكر أنني لمّا كنت على مقاعد مدارس الفرير كنا نبدأ نهارنا وحتى كلّ ساعة بصلاة قصيرة. ونبدأ أسبوعنا بتوجيه قصير من الاستاذ الأساسي للصف، فيه يحكينا عن جمال القيم الإنسانيّة والمسيحيّة ويحثّنا على عيشها وينبّهنا من ارتكاب ما يسيء إلينا وإلى الآخرين. لقد كان معلّمونا والإخوة يقفون إلى جانب أهلنا ويساهمون في تربيتنا لأنّ التربية كانت الهمّ الأول والغاية الأساسيّة من المدارس. أرى أنّه من الضروري أن تعود المدرسة إلى لعب هذا الدور فيتربّى فيها التلاميذ والتلميذات على النزاهة والصدق والانفتاح على الآخر المختلف وعلى محبّة الوطن وخدمته فلا تكون مجرّد مكان للتلقين".
وقال "أشكر رابطة قدامى مدرسة المون لاسال على دعوتهم لي للاحتفال بهذا القدّاس وأصلّي معكم من أجل لبنان وشعبه ومن أجل فخامة الرئيس ومن يتعاون وإيّاهم من المسؤولين ومن أجل أن يعمّ السلام الحقيقي في منطقتنا. ونصلّي أيضًا من أجل أن تكون هذه المدرسة العريقة دومًا صرحًا للتربية أوّلًا وللعلم بجهود الجميع وبتضحيات الإخوة ومحبّتهم المجانيّة لطلّابهم وطالباتهم. آمين".
وفي نهاية القداس، القى رئيس رابطة قدامى خريجي المدرسة جورج الخوري كلمة قال فيها: "إنه ليومٌ مشهود، بل لحظةٌ تاريخية، أن نلتقيَ بكم اليومَ في رحابِ مدرستِنا الأم، هذه المؤسسة العريقة التي شكَلت بداياتِنا ونَهلت منها أرواحُنا قيمَ العلمِ والمعرفةِ والوطنيةِ الصادقة. وإنّ حضورَكم الكريم، فخامة الرئيس، بينَنا اليوم، لهوَ أبلغُ دليلٍ على أصالةِ الانتماء وصدقِ الوفاءِ لهذه الدار التي جمعَتْنا ذاتَ يومٍ على مقاعدِ الدراسة. نستقبلُكم اليومَ لا كرئيسٍ للجمهوريةِ فحسب، بل كأخٍ عزيزٍ وزميلٍ كريم، عادَ إلى جذورِه ليُضيءَ هذا اللقاءَ بوجودِه. إن مسيرتَكم المضيئة، فخامة الرئيس، من هنا، من بينِ هذه الجدران، وصولًا إلى أعلى هرمٍ في الدولة، لهيَ مصدرُ فخرٍ وإلهامٍ لنا جميعًا، نحن خريجو هذه المدرسة الأبية. لقد أثبتُم قولًا وفعلًا أن بذرةَ العلمِ والأخلاِق التي غُرسَت هنا، تُثمر عطاءً وقيادةً حكيمةً تخدمُ الوطنَ والمواطنين".
وأضاف: "إن رابطةَ خريجي المون لاسال، وهي تلتقي اليومَ بكم وبكوكبةٍ من أبناءِ هذه المؤسسة، تجدِّد العهدَ على الاستمرارِ في حملِ رسالةِ المدرسة السامية، رسالةِ العلمِ والوحدةِ والتفاني في خدمةِ مجتمعِنا ووطنِنا الحبيبِ لبنان. نسعى دائمًا لتعزيزِ التواصلِ بين الخريجين، ودعمِ المسيرة التعليميةِ للمدرسة، والمساهمةِ الفاعلة في نهضةِ مجتمعنا. فخامةَ الرئيس، إننا على ثقةٍ بأن رعايتَكم واهتمامَكم الدائمَين بشأن رابطةِ قدامى الـMont La Salle، هما الضمانةُ لمستقبلٍ مشرقٍ لأجيالِنا المقبلة. ونحنُ، كخرّيجي هذه المدرسة، على أتمِّ الاستعدادِ لنكونَ عونًا وسندًا لكم في مسيرةِ بناء الوطنِ ورفعتِه".
ثم قدم الخوري الدرع الى الرئيس عون وهو عبارة عن ارزة لبنان كتب من حولها عبارة: "فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون".
أخبار متعلقة :