22 مارس 2025, 10:49 صباحاً
في مشهدٍ يكرّر فصولًا من عنفها المُمنهج، تُواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة بلا هوادة، مُستهدفةً المدنيين والبنى التحتية، بينما ترفع سقف تهديداتها بضم أجزاءٍ من الأراضي الفلسطينية. وخلفَ هذه التصريحات المُستفزّة تقف أرقامٌ مُروّعة: آلاف القتلى، نزوحٌ جماعي، ومجاعة تلوح في الأفق.
إستراتيجية التوسع
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس؛ خُطوةً خطيرة، تتمثل في توسيع عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، رابطًا ذلك بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وجاء تصريحه بالتزامن مع تقدُّم قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو بلدة بيت لاهيا شمالًا ومدينة رفح جنوبًا، في إطار سعيها للسيطرة على "ممر نتساريم" الإستراتيجي، ما يُهدّد بتمزيق القطاع جغرافيًا وسكانيًا.
ولا تقتصر الخُطط الإسرائيلية على العمليات العسكرية؛ بل تمتد إلى نيّة إنشاء "مناطق عازلة" دائمة داخل غزة، وفق تصريحات كاتس. مراقبون يُشيرون إلى أن هذه المناطق ستُحوّل أجزاءً من القطاع إلى مناطق عسكرية مُغلقة، تُكرّس الاحتلال وتُعيق أي جهود لإعادة الإعمار. والتهديدات الإسرائيلية تُلامس أيضًا حدود التهجير القسري، مع نزوح 124 ألف فلسطيني خلال أيام، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
تداعيات إنسانية
"الوضع كارثي.. لا نعرف متى نُصبح تحت الأنقاض"، بهذه الكلمات لخّص أمجد الشوا؛ رئيس شبكة المنظمات غير الحكومية في غزة، حجم المعاناة اليومية. الأرقام الرسمية تُسجّل مقتل 504 فلسطينيين خلال 72 ساعة، بينما تُحذّر الأمم المتحدة من نفاد المخزون الغذائي خلال أسبوع، والقصف الإسرائيلي طال حتى مقارّ الأمم المتحدة، حيث قُتل موظفٌ دولي بقذيفة دبابة، وفق تحقيقات أولية.
ورغم الوحشية المُتصاعدة، تظل المواقف الدولية مُتردّدة. البيت الأبيض أعاد تأكيد دعمه لإسرائيل، مُتجاهلًا انتهاكات القانون الدولي. في المُقابل، تُواجه المقترحات الدبلوماسية -مثل خطة الهدنة الأمريكية- تعطيلًا إسرائيليًا، إذ ترفض تل أبيب التفاوض على إنهاء الحرب أو سحب قواتها، بينما تُركّز على صفقة رهائن مُجزّأة.
أزمات داخلية
وردّت حركة حماس على التصعيد بإطلاق صواريخ نحو تل أبيب، في خطوةٍ رمزية تُظهر قدرتها العسكرية رغم الحصار. الحركة تدرس المُقترحات الدولية، لكنها تشترط ضمانات بوقفٍ دائمٍ للعدوان. في غضون ذلك، تتصاعد الانتقادات الداخلية ضد نتنياهو، الذي يتهمه مُحتجّون إسرائيليون باستخدام الحرب لإنقاذ مستقبله السياسي.
والمشهد الإسرائيلي الداخلي لا يقلّ اضطرابًا: المحكمة العُليا تُعلّق فصل رئيس "الشاباك"، وتقرير أمني يُحمّل نتنياهو مسؤولية فشل 7 أكتوبر. وهذه التطوّرات تُضعف موقف الحكومة، لكنها لا تُغيّر من سياستها تجاه غزة، حيث تُواصل حربها تحت شعار "القضاء على حماس"، رغم الأدلة المتكررة على استحالة تحقيق هذا الهدف عسكريًا.
وبينما تُدير إسرائيل ظهرها لكل الحلول السياسية، وتُمعن في تحويل غزة إلى أرضٍ مُحترقة، تُطرح أسئلةٌ مصيرية: هل ستنجح الضغوط الدولية في كسر دائرة العنف؟ أم أن المنطقة مُقبلةٌ على حرب وجود طويلة الأمد، تُهدّد بانهيارٍ كامل للقضية الفلسطينية؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
أخبار متعلقة :