سلّط استشاري أمراض الدم من مدينة الملك سلمان الطبية بالمدينة المنورة، الدكتور أحمد طراوى، الضوء على الانتشار المرتفع لمرض ”الكلازمن“ النزافي في المملكة، وخصوصاً في منطقة المدينة المنورة، مقارنة بمعدلاته العالمية شديدة الندرة، مرجعاً ذلك بشكل محتمل إلى زواج الأقارب.
جاء ذلك خلال ورقة عمل قدمها الطبيب في المؤتمر الدولي لأمراض الدم والنزاف الذي استضافته محافظة القطيف مؤخراً، حاملاً بشرى مستقبلية تتمثل في العلاج الجيني المنتظر.
جاء ذلك خلال ورقة عمل قدمها الطبيب في المؤتمر الدولي لأمراض الدم والنزاف الذي استضافته محافظة القطيف مؤخراً، حاملاً بشرى مستقبلية تتمثل في العلاج الجيني المنتظر.
خلل الصفائح الدموية
وأوضح الدكتور طراوى أن مرض ”الكلازمن“ هو أحد أمراض النزاف الوراثية، حيث يعاني المصابون به من خلل وظيفي في الصفائح الدموية يمنعها من التجلط بفعالية بسبب نقص في أحد عواملها الأساسية.
وأشار إلى أن هذا الخلل يؤدي إلى معاناة المرضى من نزيف متكرر، غالباً ما يظهر في الأنف أو الفم، أو على شكل دورات شهرية غزيرة لدى النساء، وكثيراً ما يصاحبه نقص في مستوى الحديد بالدم نتيجة فقدان الدم المستمر.
وكشف الاستشاري عن مفارقة مقلقة في معدلات انتشار المرض؛ فبينما يُعتبر ”الكلازمن“ مرضاً نادراً جداً على الصعيد العالمي بمعدل إصابة يقدر بحالة واحدة لكل مليون شخص، فإن معدل انتشاره في المملكة يرتفع ليصل إلى حالة واحدة لكل مائتي ألف شخص.
ويزداد هذا المعدل بشكل كبير ومثير للقلق في المدينة المنورة ليصل إلى حالة واحدة لكل عشرة آلاف شخص، وهي نسبة مرتفعة جداً.
زواج الأقارب سبب رئيسي
وأكد الدكتور طراوى أن الملاحظات السريرية تشير إلى ارتباط وثيق بين هذا الانتشار وزواج الأقارب، موضحاً أن جميع الحالات التي تم تشخيصها في المدينة المنورة كانت نتاج زيجات بين أبناء عمومة من الدرجة الأولى أو الثانية.
وفيما يتعلق بالخيارات العلاجية، أكد الدكتور طراوى على توفر العلاجات التي تساعد في السيطرة على النزيف وإيقافه في المراكز الطبية المتخصصة بالمملكة.
علاج الكلازمن
وبيّن أن العلاج الشافي والناجع الوحيد المتاح حالياً لمرض ”الكلازمن“ هو زراعة نخاع العظم، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هذا الإجراء لا يُنصح به إلا في الحالات الشديدة التي يؤثر فيها النزف المتكرر بشكل كبير على جودة حياة المريض، نظراً لما قد يصاحب عملية الزراعة من مضاعفات ومشاكل صحية خاصة. وأضاف أن عدداً من الحالات في السعودية قد خضعت بالفعل لهذا الإجراء.
واختتم الدكتور طراوى حديثه بالإشارة إلى الأمل المستقبلي المتمثل في العلاج الجيني، مؤكداً أنه لا يزال قيد الدراسة والتطوير ويمثل البشرى المنتظرة لهؤلاء المرضى، ولكنه استدرك بأن الأمر قد يستغرق عدة سنوات قبل أن يصبح هذا الخيار العلاجي الواعد متاحاً بشكل فعلي، ولا يزال الوقت مبكراً لاعتماده كعلاج قياسي.
أخبار متعلقة :