48 قنبلة على الحديدة...هل فتحت إسرائيل جبهة حرب جديدة في اليمن؟ - اخبارك الان

أعلنت إسرائيل، الاثنين، أنها نفذت ضربات جوية مكثفة على ميناء الحديدة ومحيطه، مستهدفة منشآت حيوية تابعة لجماعة الحوثي، رداً على إطلاق صاروخ سقط قرب مطار بن جوريون في تل أبيب يوم الأحد.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لصحيفة يديعوت أحرونوت إن العملية شملت إلقاء ما بين 48 إلى 50 قنبلة على أهداف داخل الميناء، ما أدى إلى "تدميره بالكامل"، حسب تعبيره، مضيفاً:

"الضربة كانت قوية جداً، واستهدفت مصنعاً مهماً للحوثيين شرق الحديدة."

30 طائرة شاركت… ونتنياهو راقب العملية من مقر وزارة الدفاع

ونقلت قناة العربية/الحدث عن مصادرها أن أكثر من 30 طائرة إسرائيلية شاركت في العملية، التي تم تنفيذها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لكن البنتاغون نفى المشاركة المباشرة، مؤكداً أن الغارات إسرائيلية خالصة.

وظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يراقب مجريات العملية الجوية من داخل مبنى وزارة الدفاع، إلى جانب كبار قادة الأمن والجيش، في مشهد هدف إلى إيصال رسائل ردع قوية للحوثيين ولطهران.
 

تضارب حول تدمير الميناء... ومصادر تنفي دمارًا كاملاً

رغم التأكيد الإسرائيلي الرسمي على "تدمير الميناء بالكامل"، فإن وسائل إعلام عبرية أخرى أشارت إلى أن الميناء تعرض لغارات عنيفة لكنه لم يُدمَّر تمامًا، وأن الأضرار تركزت على بعض المستودعات والبنية التحتية المستخدمة لنقل الأسلحة، على حد وصفها.

في السياق ذاته، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي، أن الضربات استهدفت مصنع الباطون "باجيل"، شرقي المحافظة، الذي وصفه بأنه "أحد موارد البنية العسكرية الحوثية"، قائلاً:

"استهدافه يشكّل ضربة مزدوجة للاقتصاد والتسلح الحوثي."

حصار جوي… وردود تهديد من الحوثيين

في المقابل، أعلنت جماعة الحوثي أنها تعمل على فرض "حصار جوي شامل" على إسرائيل، عبر استهداف متكرر لمطاراتها، داعية شركات الطيران العالمية إلى إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب حفاظاً على سلامة الطائرات والركّاب.

وقال الناطق العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان الأحد:

"مطارات الاحتلال ستكون في مرمى الصواريخ والمسيّرات، والرد مفتوح على أي عدوان."

وجاء هذا التصعيد عقب سقوط صاروخ حوثي من طراز بعيد المدى بالقرب من مطار بن غوريون، في تطوّر أثار ذهولاً واسعاً داخل إسرائيل بعد فشل الدفاعات الجوية في اعتراضه.

نتنياهو وكاتس: هذا مجرد بداية

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إن "ما حدث في الحديدة هو البداية"، متوعدًا بالمزيد من الضربات على الحوثيين، مضيفاً:

"سنتحرك كما فعلنا سابقاً، وسنضرب كل من يهدد أمننا أينما كان."

كما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن الرد القادم سيكون "مضاعفًا"، مشيراً إلى أن الهجمات الحوثية لن تمر دون ثمن، في وقت أكد فيه مسؤولون أمنيون أن خيارات الرد تشمل ضربات جديدة على العمق اليمني.

تصعيد أميركي بالتوازي: 29 غارة خلال ساعات

جاءت الغارات الإسرائيلية بعد موجة من الهجمات الأميركية ضد الحوثيين في الساعات السابقة، شملت 29 غارة على مواقع في 5 محافظات يمنية، ما يشير إلى تنسيق عسكري أوسع بين واشنطن وتل أبيب في مواجهة تهديدات الحوثيين المتصاعدة للملاحة الدولية وإسرائيل.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد توعد، الأحد، بتحميل إيران المسؤولية عن أي هجمات تنفذها الجماعة، في تأكيد على أن المواجهة في اليمن أصبحت أكثر تشعبًا إقليميًا.

يرى مراقبون أن إسرائيل توسّع دائرة الصراع مع وكلاء إيران في المنطقة لتشمل جبهة جديدة في اليمن، بعدما كانت المواجهات تقتصر على غزة، لبنان، وسوريا، معتبرين أن عملية الحديدة تمثّل تغييرًا نوعيًا في السياسة الدفاعية الإسرائيلية.

لكنهم يحذرون في الوقت نفسه من أن تصعيد الهجمات قد يؤدي إلى موجة انتقامية أوسع من الحوثيين، تشمل استهداف منشآت حيوية إسرائيلية وربما إغلاق الممرات البحرية.