اخبارك الان

رئيس مجلس الأعيان: علاقة مجلس الأمة مع ديوان المحاسبة تكاملية ومحورية - اخبارك الان

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس مجلس الأعيان: علاقة مجلس الأمة مع ديوان المحاسبة تكاملية ومحورية - اخبارك الان, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 03:19 مساءً

أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أن العلاقة بين ديوان المحاسبة ومجلسي الأعيان والنواب تعتبر علاقة تكاملية ومحورية تتمثل بالدور الرقابي الذي يقوم به الديوان في ممارسة أعماله وفق الصلاحيات المنصوص عليها قانونيا ودستوريا، ولذلك فهو مساند للمجلسين في الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية والمؤسسات التابعة له، وخاصة المتعلقة بحماية المال العام.

وأضاف الفايز، خلال افتتاحه الندوة السنوية الثالثة حول "استقلالية الأجهزة العليا للرقابة" في المنطقة العربية، والذي نظمه ديوان المحاسبة بالتعاون مع المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة (الأنتوساي)، أن ديوان المحاسبة يقوم بعرض نتائج أعماله الرقابية على مجلس الأمة (مجلسي الأعيان والنواب) وذلك من خلال التقارير الشهرية والسنوية التي يعدها باعتبار مجلس الأمة هو صاحب الاختصاص الأصيل بأعمال مراقبة أعمال السلطة التنفيذية ومساءلتها عن نتائج أعمالها، موضحا أن هذه التقارير يناقشها المجلسان من قبل اللجان المختصة ويتم اتخاذ القرارات المناسبة حولها وفق الأطر الدستورية والمهام الرقابية المناطة بالمجلسين.

وبين أن مجلس الأعيان يجد بأن مخرجات أعمال الرقابة لديوان المحاسبة تشكل قاعدة أساسية للمجلس في ممارسة دوره الرقابي على المال العام والمخالفات التي ترتكب من خلال توجيه الأسئلة والاستجوابات وغيرهما من وسائل الرقابة البرلمانية إلى الجهات التنفيذية المسؤولة.

وأضاف الفايز، أن دور الأجهزة الرقابية يعد حجر الزاوية في ضمان نزاهة أعمال مختلف الجهات الخاضعة لرقابتها كما تتنوع اختصاصاتها لكنها تتشارك في هدف أساسي يتمثل بمراقبة الأداء المالي والإداري للجهات الخاضعة لرقابتها والوقوف على مدى امتثالها والتزامها بالقوانين والأنظمة ولهذا فهي تمثل العمود الفقري للحوكمة الرشيدة لضمان الالتزام بالقوانين والمعايير الأخلاقية والإدارية.

وأشار إلى أن الأجهزة الرقابية تلعب أدوارا متعددة لتحقيق أهدافها، من أبرزها التحقق من التزام الجهات المختلفة بالتشريعات سواء كانت مالية أو إدارية أو قانونية، كما تعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال التقارير الدورية التي تصدرها والتحقيقات التي تجريها بالإضافة إلى إسهامها في كشف أي تجاوزات ما يعزز ثقة المواطنين بأداء الجهات المعنية برقابتها إضافة إلى أنها تعد خط الدفاع الأول ضد الفساد المالي والإداري وتحسين إدارة الموارد ورفع كفاءة الأداء المؤسسي وحماية حقوق الأفراد من خلال مراقبة التجاوزات التي قد تؤثر على حقوق المواطنين مثل سوء استخدام السلطة أو التمييز.

وبين أن الأجهزة الرقابية تسهم في دعم التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمار فهي تساعد على إيجاد بيئة مواتية للاستثمار من خلال ضمان الشفافية والعدالة والنزاهة في طرح العطاءات ومنح الرخص الاستثمارية بكل نزاهة وشفافية من خلال وجود رقابة صارمة تحد من الممارسات غير القانونية حيث يدرك المخالفون بأن ممارساتهم غير الأخلاقية والقانونية ستخضع للتدقيق.

وبين أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الأجهزة الرقابية قد تضعف فعاليتها ودورها منها التدخلات السياسية أو التنفيذية بعملها ما يحد من قدرتها على اتخاذ قرارات حيادية، والنقص في الموارد المالية والبشرية المؤهلة، والبيروقراطية، إضافة إلى التحديات التكنولوجية في ظل تزايد الجرائم الإلكترونية والاحتيال الرقمي حيث تحتاج الأجهزة الرقابية إلى تطوير قدراتها التقنية لمواكبة هذه التحديات.

وأوضح أنه في عالم يتسارع فيه التحول الرقمي وتتزايد تعقيدات التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يصبح تعزيز دور الأجهزة الرقابية أولوية استراتيجية، ونحن كسلطة تشريعية علينا العمل على تعزيز فعالية الأجهزة الرقابية لضمان تحقيقها الأهداف المنوطة بها من خلال تعزيز استقلاليتها بتشريعات قانونية صارمة تمنع التدخل في عملها أو التجاوز على صلاحياتها.

وأكد الفايز أن الأجهزة الرقابية تعتبر عاملا أساسيا في الحد من التجاوزات والمخالفات، مشيرا إلى أن دورها يمتد إلى بناء ثقافة المساءلة وتعزيز الثقة بين المواطن والدولة، ونجاحها يعتمد على مدى استقلاليتها وكفاءتها وقدرتها التكيف مع التحديات المتجددة.

ودعا إلى "تعزيز علاقاتكم المشتركة، وتبادل الخبرات والمعرفة للنهوض بدور الأجهزة الرقابية، وتمكينها من القيام بعملها بكفاءة عالية، لنجعل من هذه الأجهزة درعا لحماية المواطن وسيفاً لمحاربة الفساد المالي والإداري، وجسراً لتحقيق العدالة والتنمية".

من جهته أكد رئيس ديوان المحاسبة راضي الحمادين أن انعقاد هذا الملتقى يأتي في مرحلة مهمة تتطلب نظرة جادة لمستقبل أجهزة الرقابة العليا وتمكنيها من أداء واجباتها في حماية المال العام، ورفع مستوى الخدمات المقدمة لدافي الضرائب وترسيخ الثقة بين المواطن والمؤسسات.

وأوضح أن استقلالية الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ليست ترفاً تنظيمياً، وليست بنداً شكلياً في نصوص التشريعات، بل هي ركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية الرشيدة، وضمانة حقيقية لشفافية إدارة الموارد العامة، ومكافحة الفساد، وتعزيز المساءلة على كافة المستويات، مبينا أن الإطار القانوني هو الأساس الذي تقوم عليه الاستقلالية، ولكن التجارب الدولية تؤكد أن التشريعات وحدها لا تكفي إذا لم تترافق مع ضمانات غير رسمية تحمي هذه الاستقلالية كالثقافة المؤسسية السائدة داخل الجهاز الرقابي نفسه، والضغوط السياسية التي قد لا تكون مكتوبة ولكنها حاضرة في السياقات العامة لعمل المؤسسات، إضافة إلى دور الإعلام والرأي العام الذي يشكل في كثير من الأحيان رقيبا غير مباشر على نزاهة واستقلال الأجهزة، وكذلك العلاقات الشخصية والمصالح المتقاطعة التي قد تؤثر سلبًا على استقلالية اتخاذ القرار داخل الأجهزة.

وبين الحمادين أن ديوان المحاسبة الأردني خطا شوطاً كبيراً في تعزيز استقلاليته وتطوير عمله من خلال تعديل التشريعات الناظمة وتوفير الموارد التي تساعده على أداء واجباته الرقابية على إكمل وجه، موضحا أنه وتنفيذاً للتوجه الإصلاحي الذي يقوده جلالة الملك فقد أطلق الديوان مؤخراً خطته الاستراتيجية للأعوام (2024- 2027) والتي تتضمن 19 محورا تركز على تطوير عمل الديوان وتعزيز ممارساته المستقلة.

ورحب بمهمة تقييم الاستقلالية التي سينفذها فريق من البنك الدولي وبالتعادل مع مبادرة تنمية "الانتوساي" ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ضمن مشروع دولي هذا العام، كما سيقوم الديوان بمهمة تقييم أداء شاملة باستخدام إطار تقييم الأداء لتشمل الممارسات الاستقلالية، علاوة على تنفيذ مهمة تدقيق النظير، العام المقبل ولأول مرة في تاريخ المملكة.

وأكد الحمادين أن ديوان المحاسبة لم يكتف بدوره التقليدي كجهة رقابية بل بات اليوم شريكا رئيسيا في عملية إصلاح الإدارة العامة وتعزيز المساءلة وزيادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة.

نائب المدير العام لمبادرة "تنمية الانتوساي" اولى هويم، أكد أن استقلال الأجهزة الرقابية شرط أساسي لنجاح أي جهاز أعلى للرقابة المالية والمحاسبة في أداء مهامه بفعالية ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أن استقلالية الأجهزة العليا للرقابة، كما حددتها مبادئ إعلاني "ليما ومكسيكو" التابعين لمنظمة "الإنتوساي".

وبين أن استقلالية الأجهزة العليا للرقابة أصبحت من المجالات ذات الأولوية لتعاون مبادرة الإنتوساي للتنمية والمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدا أهمية الملتقى كونه يشكل فرصة لتبادل الخبرات وإثارة النقاشات العميقة حول الموضوع.

وبين أن الفهم الفعال ومعالجة الفجوة بين أحكام الاستقلال "القانوني" ومستويات الاستقلال "الفعلية" التي تشهدها الأجهزة العليا للرقابة يتطلبان تبني منظور مختلف يتناول مجموعة العوامل المؤثرة في كيفية تطبيق مختلف جوانب الإطار القانوني للأجهزة العليا للرقابة كما يستلزم دراسة كيفية تأثير الاتفاقيات الضمنية، والمعايير غير المكتوبة، وأنظمة الحوافز، والتوقعات، والأنماط السلوكية، إيجابًا أو سلبًا، على درجة استقلالية الجهاز.

نائب الأمين العام للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة "الأرابوساي" فضيلة القرقوري، بينت أن مسألة استقلالية الأجهزة العليا للرقابة تُعدّ إحدى الركائز الأساسية لضمان قيامها بدورها الرقابي بكل مهنية وفاعلية وموضوعية لإحداث الأثر المأمول من تدخلاتها بعيداً عن كل التأثيرات التي قد تُقوّض مهنيتها أو تضعف ثقة المواطن والأطراف ذات العلاقة في نتاج أعمالها.

وأشارت إلى أن المحافظة على الدورية السنوية لهذه الندوة بحضور رفيع المستوى دليل على حرص الجميع وإيمانهم بضرورة العمل بصفة متواصلة لتحقيق الاستقلالية المنشودة وضمان ديمومتها، موضحة أن من شأن ضمان جودة الأعمال وحسن متابعتها بالتوازي مع إيجاد السبل لتدعيم العلاقة بين الأجهزة والأطراف ذات العلاقة وتطوير آليات التواصل مع البرلمان والمجتمع المدني والإعلام المختص أن يبرز أهمية دور الأجهزة في التفعيل المساءلة وتحسين التصرف في المال العام وتحسين الخدمات العمومية وأن يساهم بالتالي في الحصول على المناصرة المنشودة وتدعيم منسوب الثقة المتبادلة من أجل أجهزة عليا قوية تشع على محيطها وتستجيب لتطلعات دافع الضريبة.

ويأتي اختيار المملكة لعقد هذه الندوة والتي من المتوقع أن يشارك بها نحو 40 مسؤولاً من رؤساء أجهزة رقابية عربية وبرلمانيون من الدول العربية والأردن، نظراً للمكانة المتميزة التي يتمتع بها الأردن على الصعيد السياسي في المنطقة، إضافة للعلاقة الوطيدة بين ديوان المحاسبة ومنظمة الأنتوساي الدولية وذراعها التدريبي مبادرة تنمية الأنتوساي والتي سبق وأن اختارت المملكة لعقد العديد من اللقاءات التدريبية على المستوى العربي.

ومن المتوقع أن يناقش المنتدون سبل تعزيز الحوار وتبادل الأفكار بهدف دعم استقلالية الأجهزة الرقابية العليا خاصة للعلاقة الوثيقة بين هذه الأجهزة مع البرلمانات المنتخبة، حيث من المتوقع أن تشهد جلسات الندوة مناقشات من المشاركين والمختصين بالشأن الرقابي والبرلماني لإيجاد وبلورة أفكار لدعم استقلالية وتمكين أجهزة الرقابة في أداء عملها زيادة على ما تم تقديمه في الأطر التشريعية والمواثيق والمعايير الدولية وبما يحقق رضا المواطنين.

بترا

أخبار متعلقة :