يُعد الحمص من أقدم المحاصيل البقولية التي تنتمي إلى العائلة البقولية، ويُزرع على نطاق واسع في حوض البحر المتوسط، وشمال إفريقيا، وشرق المتوسط، وجنوب ووسط قارة آسيا، وأمريكا. ويُستهلك الحمص في صورته الطازجة المعروفة شعبيًا باسم "الملّانة"، وهي المرحلة التي يُقطف فيها أخضر، وتتميّز بمذاق منعش يجمع بين الحلاوة الخفيفة والنكهة الشهية، وقوام مقرمش يشبه البازلاء، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للكثيرين خلال مواسمها القصيرة.
الملانة تُعتبر من المحاصيل الموسمية التي تظهر غالبًا في أوائل الربيع وأواخر الصيف وبدايات الخريف. ويُقبل عليها المصريون بكثافة في هذا التوقيت، إذ يمكن تناولها طازجة كما هي، أو محمصة في الفرن مع قليل من الملح كوجبة خفيفة صحية، أو إضافتها إلى أطباق السلطة، أو طهيها ضمن وجبة غذائية متكاملة.
وتحمل الملانة دلالة تراثية مهمة في الثقافة المصرية، إذ تعود جذورها إلى العصور الفرعونية. وكان المصريون القدماء يعتبرونها طعامًا رمزيًا للنماء والحياة، ويحرصون على تناولها مع الأسماك المملحة مثل الفسيخ والرنجة، إيمانًا منهم بقدرتها على تطهير الأمعاء وتسهيل عملية الهضم، وتوازن الأملاح في الجسم، خاصة مع الأطعمة الغنية بالصوديوم.
في المقابل، يُحذر خبراء التغذية من الإفراط في تناول الأسماك المملحة والمشروبات الغازية، لما لها من آثار سلبية مثل ارتفاع ضغط الدم، وجفاف الحلق، وضيق التنفس، وآلام الحجاب الحاجز. وهنا تبرز أهمية تناول الملانة والخضروات الورقية مثل الخس والبصل الأخضر والشيكوريا، باعتبارها عناصر غذائية تسهم في تقليل الأعراض المصاحبة للإفراط في الأملاح، وتعزز من حركة الأمعاء، وتقلل من الحساسية، وتُسهم في ترطيب الجسم.
وبحسب تقرير صادر عن معهد تكنولوجيا الأغذية، فإن الملانة تُعد من الأغذية الغنية بالعناصر الحيوية، فهي مصدر ممتاز للألياف التي تعمل على خفض الكوليسترول الضار وتسهيل حركة الأمعاء، ما يجعلها مفيدة لمرضى السكر والسمنة، كما تحتوي على ما يُعرف بـ"هرمون السعادة" الذي يرفع من الحالة النفسية العامة.
وتتميز الملانة بمحتواها العالي من البروتين، إذ يحتوي كل 100 جرام منها على نحو 7 إلى 9 جرامات من البروتين النباتي، كما تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية. كذلك فهي غنية بالدهون غير المشبعة، وعلى رأسها حمض اللينوليك، الذي يُعد من الأحماض الدهنية الضرورية لصحة القلب، إلى جانب حمض الأوليك الذي يدعم صحة الأوعية الدموية.
وتوفر الملانة مجموعة متنوعة من الفيتامينات، أبرزها فيتامين C الذي يعزز المناعة، ويُسهم في الوقاية من هشاشة العظام، وفيتامين A الضروري لصحة النظر والبشرة والمناعة، ومجموعة فيتامين B المركبة مثل الثيامين (B1) الذي يدعم إنتاج الطاقة، وحمض الفوليك (B9) الهام لإنتاج خلايا الدم الحمراء، والريبوفلافين (B2) اللازم لصحة الجلد.
وتزخر الملانة بالمعادن الحيوية، مثل الكالسيوم الضروري للوقاية من هشاشة العظام، والحديد والماغنسيوم اللذين يعززان من صحة الدم والأعصاب، فضلًا عن محتواها من الزنك والفوسفور، ونسبة منخفضة من الصوديوم، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لمرضى الضغط المرتفع، خاصة عند تناول الأسماك المملحة.
كما تحتوي الملانة على مركبات حيوية فعالة ومضادات أكسدة طبيعية، تلعب دورًا بارزًا في تعزيز الجهاز المناعي، وتُسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة، وفي مقدمتها السرطان، ما يجعلها وجبة موسمية لا غنى عنها على المائدة المصرية، سواء لمذاقها أو لقيمتها الغذائية العالية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
أخبار متعلقة :