اخبارك الان

بعقليني: البابا فرنسيس كان يذكُر لبنان باستمرار ويصلي من أجله وأتمنى أن يكمل البابا الجديد نهجه من أجل عالم أفضل - اخبارك الان

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعقليني: البابا فرنسيس كان يذكُر لبنان باستمرار ويصلي من أجله وأتمنى أن يكمل البابا الجديد نهجه من أجل عالم أفضل - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 09:34 صباحاً

أشارت "جمعيَّة عدل ورحمة" في بيان الى أن "العناية الإلهيّة أرادت أن يحتفل البابا فرنسيس بعيد قيامة المسيح وينتقل صباح اثنين الحواريين، اثنين القيامة إلى السماء لأن مكانه هناك بعدما عاش على الأرض حياة السماء"، لافتة الى ان " رسالة البابا الأخيرة التي وجهها إلى العالم في أحد القيامة داعيًا إياه إلى هدم الجدران التي تخلق الانقسامات وتخلّف عواقب سياسية واقتصادية وخيمة، وإلى تعزيز التضامن المتبادل، والعمل على التنمية المتكاملة لكلِّ إنسان، هي بمثابة خارطة طريق للتخلُّص من الحروب والقتل والدمار والسير في طريق السلام، هذا السلام الذي ناضل البابا من أجل بلوغه، ورفع صوته في وجه زعماء العالم أن "أوقفوا الحرب والدمار والجوع والقهر وضعوا حدًا للدماء وانتهاك كرامة الإنسان".

وأكد رئيس الجمعية الأب الدكتور نجيب بعقليني أن " لكل بابا بصمات طبعت الكنيسة والمجتمع والعالم، لكن البابا فرنسيس أحدث تغييرًا أو توجُّهًا لفكرة البابويَّة التي كانت في نظر الناس مقدسة لا يمكن الوصول إليها والتواصل معها، فأنزلها إلى ساحة مار بطرس، والتقى المؤمنين، وصافحهم وباركهم، وطلب منهم الصلاة لأجله".

أضاف: "في أول إطلالة للبابا بعد انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكيَّة حيّا الجمهور المحتشد في ساحة القديس بطرس قائلًا: "مساء الخير"، لم تكن هذه العبارة واردة في البروتوكول والتقليد الكنسي، لكنه خرق البروتوكول ليتقرب من الناس، كذلك يوم الأحد بعد صلاة التبشير الملائكي كان يتمنى دائمًا للمُصلِّين غداء مباركًا".

وحول لقائه البابا في أواخر تشرين الثاني في الفاتيكان، اشار بعقليني الى انه "شكرتُ البابا فرنسيس على دفاعه عن لبنان وعن غزة، وأخبرته أنني رئيس "جمعيَّة عدل ورحمة" التي تهتمّ بالمُهمَّشين ونُزلاء السُّجون والمُدمنين على المخدرات، وهو في الأساس كان مرشدًا للسجون في الأرجنتين عندما كان راهبًا وأُسقفًا وكاردينالًا، وكان يزور المُهمَّشين، ويحرص في يوم خميس الغسل على أن يقيم هذه الرتبة في السِّجن ويغسل أرجل السُّجناء، ومع بداية السنة اليوبيليّة 2025 فتح "بابًا مقدَّسًا" في سجن ربيبيا على مشارف روما، لإظهار أن "الرجاء لا يخيب".

أضاف: "قلت للبابا أنا من لبنان وشكرتُه لدعمه وطننا ودفاعه عن الإنسان والإنسانيَّة وتنديده على الدوام بالحروب معتبرًا إياها أنها تُسبب الموت والدمار. في العصور الوسطى كان اللاهوتيون يعتبرون أن الحرب صحيحة لأن هدفها الدفاع عن الدين والبلد، اليوم للأسف أضحت الحروب لاستغلال الإنسان والاستيلاء على المواد الأولية التي تخصه وإخضاعه. عندما تكلمت مع البابا بدا الارتياح على وجهه لأن لبنان في قلبه وفكره على الدوام".

تابع: "على مدى 13 سنة في مسيرته في سُدّة البابوية أحدث البابا فرنسيس ردَّة فعل بين الناس، لأنه أضحى بابا الفقراء والمُهمَّشين والمسجونين والذين يعانون من الحروب ويطالب بحقوقهم. صحيح أن البابوات من قبل رفعوا الصوت عاليًا بضرورة وقف الحروب، لكن البابا فرنسيس كان الوحيد الذي أصرَّ في كلّ لقاءاته على وقف الحرب ورفع لواء العدل والرحمة. أنا سميته بابا العدل والرحمة، لأنه رحوم ورحيم مع كل الناس وعادل في قراراته وتصرفاته. يأخُذ عليه البعض الطيبة في التعاطي وخرق البروتوكول، لكنه فعل كلّ ذلك لصالح الإنسان.

وأكد الأب بعقليني أن "البابا رسول سلام وأراد أن يجوب العالم للتبشير به، ولكن صحته الضعيفة بعد توليه سدة البابوية لم تساعده كثيرًا على زيارة كل الدول، مع ذلك جاهد وناضل للوصول إلى الناس. كان حُلمنا أن يزور لبنان لكن للأسف جائحة كورونا عرقلت الحياة في العالم، فضلًا عن الظروف التي واجهناها في السنوات الأخيرة من انفجار المرفأ وحروب الآخرين على أرضنا ونحن لنا يد فيها للأسف".

وأشار إلى أن البابا كان يذكُر لبنان باستمرار ويصلي من أجله، وكانت الديبلوماسيَّة البابوية - الفاتيكانية في خدمة لبنان باعتباره مركز إشعاع مسيحي إيماني رسولي إنساني. "كان حلمنا أن يتم إعلان وثيقة الأُخوَّة الإنسانيَّة (وقعها البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيب الإمام الأكبر للأزهر في 4 شباط 2019 في أبو ظبي) من أرضنا، لكن الظروف الصعبة التي نعيشها منعت ذلك، إنما يبقى لبنان وجهًا حضاريًا يحتضن الديانات المختلفة، لذلك كان حُلم البابا أن يزور لبنان ويؤكد على رسالتنا ويؤنبنا ويوعينا لنحافظ على شُعلة الإيمان في الشرق، التي تخبو أحيانًا بسبب المناحرات والانقسامات بين اللبنانيين... على أمل ننتهي من هذه الحروب ونعيد إلى الإنسان كرامته".

ووصف الأب بعقليني البابا فرنسيس بأنه "رجل عالمي طبع التاريخ والكنيسة بأدائه واستراتيجيته وبالتبشير الدائم. الرسائل والكلمات التي وجهها إلى العالم عاشها ونقلها إلى الناس بطريقة بسيطة، وكان قريبًا من الأطفال والمُسنين ونزلاء السجون . في الحوار المسكوني التقى البطاركة الأورثوذكس، والإنجيليين، واليهود، والمسلمين، وفي آذار 2021، زار العراق والتقى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، تعزيزًا للحوار بين الأديان. إنه رجل وجد ليكون في خدمة الآخرين والكنيسة والإنسانيَّة كي نستطيع العيش في هذا العصر المليء بالحُروب التي أصبحت تجارية واقتصادية ومالية، ما زاد من عدد الفقراء وتضرُّر العالم من السياسات المعتمدة اليوم".

وأضاف :"نترحَّم على البابا فرنسيس الذي انتقل وعبر من الأرض إلى السماء وترك لنا رسالة لنكون واعين لدورنا وتعاليم يسوع، ولنكون أداة سلام ورجال حوار ونستطيع روحنة العالم من خلال أدائنا وتصرفاتنا وفكرنا اللاهوتي والروحاني الذي يجسده يسوع المسيح أمامنا، وعلينا تطبيقه نحن من خلال عيش الكتاب المقدس والأنجلة الجديدة بطريقة أكثر إنسانية. جسَّد البابا فرنسيس القيم الأخلاقية والإنسانية في تعاليمه ورسائله وتبشيره وحياته وتواضعه وفقره وبساطته وطريقته الحازمة في تعاطيه مع الأخطاء لا سيما داخل الفاتيكان، فأصلحها ووضعها على عاتقه واعتذر عنها... رسم نهجًا جديدًا وأتمنى أن يكمله البابا الجديد لنستطيع العيش في عالم أفضل".

أخبار متعلقة :