في سابقة طبية نادرة، خضع جنين لعملية "ولادة مؤقتة" خارج رحم أمه لإنقاذ حياتها من سرطان المبيض، قبل أن يُعاد إلى الرحم ويُولد مجدداً بعد أسابيع.
الطفل البريطاني "رافيرتي"، البالغ من العمر الآن 11 أسبوعاً، نجا من واحدة من أندر العمليات الجراحية التي أُجريت على والدته، "لوسي إسحاق"، خلال حملها.
تشخيص مبكر وقرار مصيري
في الأسبوع الثاني عشر من الحمل، أظهرت فحوصات الموجات فوق الصوتية مؤشرات على وجود أورام في منطقة المبيض.
حينها، واجه الأطباء خيارين شديدي الصعوبة: إما الانتظار حتى الولادة وتعريض الأم للخطر، أو إجراء عملية جراحية معقدة أثناء الحمل، مع المخاطرة بحياة الجنين.
لوسي وزوجها آدم قررا خوض المغامرة، ووضعا ثقتهما في الجراح هوومان سولييماني ماجد، لإجراء العملية النادرة التي تتضمن إخراج الرحم بالكامل من البطن مؤقتاً.
جراحة معقدة.. لإنقاذ مزدوج
في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، شارك فريق طبي مكوّن من 15 مختصاً في تنفيذ الجراحة، حيث أُزيل رحم لوسي، الذي كان بحجم كرة قدم، وتم لفّه بشاش معقّم مع الإبقاء عليه متصلًا بالحبل السري والأعضاء الحيوية.
تمّت مراقبة نبضات قلب الجنين "رافيرتي" ووظائفه الحيوية بدقة طوال ساعتين، قبل إعادة الرحم إلى مكانه ليكمل الجنين نموه بأمان داخل أحشاء والدته.
ولادة للمرة الثانية
في يناير (كانون الثاني) من العام الجاري، وُلد الطفل رافيرتي بوزن 2.8 كيلوغرام، في ولادة طبيعية حملت معنى "الولادة الثانية" بالنسبة لعائلته.
وكان من أولى زيارات الأسرة بعد الولادة، زيارة إلى مستشفى "جون رادكليف" في مدينة أوكسفورد، حيث التقى الجراح مجدداً بالطفل الذي "أنقذه مرتين".
عائلة انتصرت بالأمل
آدم، والد الطفل، وهو موسيقي شارك سابقاً في برنامج "ذا فويس" على قناة BBC، كان هو الآخر قد خضع لعملية زراعة كُلى في عام 2022، تبرع بها أحد أصدقائه.
وقال بتأثر: "أن نتمكن أخيراً من احتضان رافيرتي بين أذرعنا بعد كل ما مررنا به، كان لحظة لا تُنسى".
أما لوسي، وهي معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أعربت عن امتنانها للتشخيص المبكر، مؤكدة أن اكتشاف المرض في مراحله الأولى هو ما منحها فرصة للعلاج والنجاة، وفقاً لما ورد في موقع "ميترو".
بصيص أمل في وجه المرض
يُذكر أن سرطان المبيض يصيب نحو 7.000 امرأة سنوياً في المملكة المتحدة، وغالباً ما يُكتشف في مراحل متأخرة.
لكن قصة رافيرتي ولوسي تمثل حالة فريدة من الأمل والانتصار الطبي، تؤكد أهمية الفحص المبكر، وتُظهر قدرة الطب الحديث على إنقاذ الأرواح في أصعب الظروف.
أخبار متعلقة :