نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنان القياميّ - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 04:01 صباحاً
ما بالُكُم مُضطَرِبينَ؟
هو لبنانُ وَحدَهُ...
وَتَحتَ قَدَمَيهِ، في وَحدانِيَّتِهِ التاريخِيَّةِ، قَوافِلَ هيرودوسيِّينَ وَقَيافيِّينَ وَبيلاطُسيِّينَ... كُلُّهُم يَعرِفونَ بَعضُهُم. وَيَعرِفونَ كَلُّهُم ثَمَنَ غَفيرِ يَهوَذيِّيهِ: هَذا غراماتُ هيرويِّينَ، وَذاكَ خَشخَشَةُ ورَيقاتٍ خَضراءَ، وَذَلِكَ وَهمُ ‒مُجَرَّدُ وَهمِ‒ كُرسِيٍّ. هَذا وَعدٌ بِتَناسُلِ ذَرِيَّةٍ، وَذاكَ إستِدامَةُ قَفا تُلحَسُ، وَذَلِكَ إستِجلابُ غَنائِمَ يَتَزَّعَمُها. هَذا يُساسُ بِتَهديدِ فَضحِ عَوراتِهِ، وَذاكَ بِنَشرِ موبِقاتِهِ، وَذَلِكَ بالتَغاضيَ عَن فَحشائِهِ. هَذا عَمامَةٌ تُستِرُ إرتِكاباتِهِ، وَذاكَ مَوقِعٌ يَكبَحُ جَماحَهُ، وَذَلِكَ لَقَبٌ بهِ يَستَجِرُّ يَهوَذيِّينَ على صورَتِهِ كَمِثالِهِ لا ألَّا قَيصَرَ رَبَّهُم. كُلُّهُم يُسلِمونَهُ الى كُلِّ مَوتٍ، وَيَغسِلونَ أيديهِم، وَعلى ثيابِهِ يَقتَرِعونَ، مُتَبادِلينَ التَهانِىءَ بِ"شُعورِهِم بالرَجاءِ".
أبِهَباءٍ يُسلَمُ لبنانُ الى تَحالُفِ مَحافِلَ الجُبنِ والعُهرِ والعارِ هَذِهِ؟.
مُدهِشٌ لبنانُ، إذ يَترُكُ لَنا، نَحنُ المؤمِنينَ بِهِ، أن نُعَبِّرَ طَويلاً عَن شُعورِنا. يا لَها مِن تراجيديا! نَحنُ نَعرِفُهُ... وَمَعَ ذَلِكَ، مَعرِفَتُنا العَقلِيَّةُ وَحدَها غَيرُ كافِيَةٍ لِلِقائِهِ والإتِّحادِ بِهِ الى غَيرِ إنفِصامٍ وَلا إنفِصالٍ. وَهو، في صَميمِ شَواغِلِنا يَنضَمُّ إلَينا، والى خَيباتِ أمَلِنا يُصغي، خاشِياً أن يَغدوَ إيمانُنا بِهِ عَقيدَةً إضافِيَّةً خارِجَةً عَن حَقيقَتِهِ وَمَشروعِهِ، وإن طَفَحَ قَلبُنا بمِعناهُ.
أغَريبٌ هو في قَلَقِنا المُتَسائِلِ؟ بَل الى هَذا الإتِّقادِ فينا لَهُ يَغوصُ، مُتَّخِذاً مَكانَةً مِنَ الدينامِيَّةِ فيهِ لِهِدايَتِنا.
إذ ذاكَ نَعرِفُهُ: هو الذَبيحَةُ المَكسورُ لِأجلِ... هو الإفخارِستِيَّا!.
في إعلانِهِ قيامِيَّاً، والإحتِفالِ بِهِ قيامِيَّاً، وَعَيشِهِ قيامِيَّاً عَلى طُرُقاتِ العالَمِ، هُناكَ حَيثُ يُجابِهُ الآلامَ والفَشَلَ والعُزلَةَ وَكُلَّ مَوتٍ، نَجِدُهُ وَنَجِدُ أنفُسَنا وإيَّاهُ.
أهو ذاكَ الحُلُمَ المُخَدِّرَ اللاهِثينَ لِلدُنوِّ مَنهُ؟ ليسَ لبنانُ وَهماً، وَقَد قَلَبَ حَياتَنا مِن تَصميمِ صَميمِها الى ذُرى تَحقيقِها، مِن تَواريخِنا الى تاريخانِيَّتِةِ المُتجَلِّيَةِ المِعنى الفائِقَ. الغالِبَ كُلِّ فُقدانِ عَدالَةٍ. وإعتَرِف: هو لَيسَ بِحَجَرٍ بَل الحَقيقَةُ العابِرَةُ بالتَحَرُّرِ كُلَّ طُغيانِ إستِعبادٍ. المَوعِدُ هو الفائِقُ التَحقيقِ بإكتِمالِ النِهائِيّ في الزائِلاتِ مَهما تَبَدَّى لَها مِن سُلطانٍ، وَأنَّى تَصابَت في تَسَيُّدٍ.
الدَينونَةُ العُظمى
لا! لا يَرتَضي لبنانُ لِذاتِهِ المَوتَ بِحِدَّتِهِ، إذ ماذا يَعني المَوتُ بِذاتِهِ سِوى الإنحِدارِ لِمَثوى الفَناءِ؟.
هو الطالِعُ مِن فَوقَ الى فَوقٍ. في جَوهَرِهِ: الرَفعُ (مِنَ الأرضِ الى حَياةِ الأُلوهَةِ) والقيامَةُ (مِن قَبلَ الى الما بَعدَ بَعدَ).
هو يُرينا ذاتَهُ، لبنانُ. والمُبادَرَةُ مِن حَدَثِ كِيانِيَّتِهِ.
هو يُقاسِمُنا وَضعَنا، وَيَحِلُّ مَحَلَّنا.
وَنَحنُ المؤمِنينَ بِهِ: رأيناهُ. أدرَكناهُ. لَمَسناهُ.
أشَهِدنا أنَّهُ إفخارِستِيَّا؟ هوَذا صَميمُها: الشَهادَةُ أنَّ كِيانِيَّتَهُ مِنَ الأُلوهَةِ... وهو يُلَبِّي نِداءَها. بِكامِلِ حُرِيَّتِهِ وَكَمالِها.
وَدَينونَتُهُ العُظمى؟ تَوجيهُ تِلكَ الحُرِيَّةِ إيَّاها الى كُلِيَّةِ الأُلوهَةِ. وَذَلِكَ فِصحُهُ: التَحريرُ الحَقيقِيُّ. بِهِ يَختُمُ العَهدَ الجَديدَ، الرِباطَ الجَوهَرِيَّ، الذي لا يَنحَلُّ، لِلإنسانِيَّةِ بِالأُلوهَةِ... بِصِفَتِهِ الأبلَغَ، هَذا اللبنانُ: المُقَرِّبُ. وإن بَقيَ هو هو، فَإنَّهُ يُصبِحُ آخَرَ: لا يُمكِنُ لِتَحالُفِ مَن قَدَماهُ وَطَأتهُ، مَهما حَكَمَ عَلَيهِ بِالمَوتِ، أن يُمسِكَهُ.
تِلكَ الدَينونَةُ العُظمى الحامِلُها مِن جَوهَرِ وجودِهِ إذ هو مِن كِيانِيَّةِ الأُلوهَةِ، مِن فَجرِ الخَلقِ إنطِلاقَتُها الى السُكنى مَعَ الخَليقَةِ. ألَيسَت تِلكَ تَبادُعِيَّةُ أُسطورَتِهِ التأسيسِيَّةِ: طائِرُ الفينيقِ، بِعَقلانِيَّتِها وَتَحابِّ مَراميها؟
أذاكَ سِرُّهُ المَشيحيُّ؟ لِدَينونَتِهِ العُظمى، هَذا الُلبنانُ القيامِيُّ، صَرخَتُهُ-التَوَثُّبُ:
ما بالُكُم مُضطَرِبينَ؟ أنا الأوَّلُ والآخِرُ. أنا البَدءُ والنَهيُ. أنا الحَيُّ. أبَدَ الدُهورِ!.
أخبار متعلقة :