اخبارك الان

المشهد المأزوم - اخبارك الان

جو 24 :

حينما يضطرّ الأُردني في أي خصومة سياسية أو إختلاف فكري لِإثبات أردنيّته بإعلان وتكرار حبّه وولائه للوطن واحترامه للدستور وللنظام وللملك ولمؤسسة العرش ولمؤسستي الجيش والأمن حتى لا يوصم بمعاداة الوطن والنظام والملك فقد وصلنا إلى منحدر بشع وخطير جداً.

لقد بات مَن يُقدّم إنتقادا للسياسات الرسمية في أي شأنٍ كان مشكوكاً في غاياته ونواياه ومشكوكاً في وطنيته وإخلاصه للدولة والنظام وأصبح محارباً في عمله ورزقه وفي أي نشاط يمارسه وليس هو فقط بل وأبناؤه وإخوانه وأبناؤهم وبناتهم وأخواته كذلك وأبناؤهن، عداك عن محاصرته قضائياً وفق قوانين مطّاطية ضاغطة تستطيع تجريم الكلمة والحرف وتحشُر حرية الرأي والتعبير في زاوية مظلمة لا تكاد تُرى.

بل أكثر من ذلك أيضاً فقد أصبح مَن آثرَ الصّمت والسكوت تجنّباً للمشاكل أو عزوفاً عن المهاترات أو من باب عدم الإهتمام بالشأن العام مضطرّاً أو مطالباً بالإنضمام إلى جوقة التطبيل والتزمير الموجّهة حتى لا تتعطل مصالحه الشخصية ومصالح إخوانه وأبنائه ومَن حوله.

لقد أصبح المشهد العام غاية في البشاعة والتأزيم وكأن هذا المشهد مقدّمة لما هو أبشع وتمهيداً لضرب الأردن في الصميم أرضاً وشعباً ونظاماً ولتفكيكه وهدم بنيانه لصالح أعداء الأمة المتربصين بنا الدوائر لأننا ومنذ قرنٍ مِنَ الزّمن الشعب الأكثر حرصاً وصموداً ودفاعاً عن قضية الأمة الأولى فلسطين.

اليوم هو ربما اليوم الأكثر إلحاحاً على جميع الأردنيين العقلاء بغض النظر عن خلافاتهم السياسية صغيرة كانت أم كبيرة وسواءًا كانوا في المستوى السياسي وفي صف السياسة الحكومية أو في المعارضة أن يسارعوا لإطفاء الحرائق الخبيثة ودعوة كل الأردنيين للتراجع خطوتين للوراء في سجالاتهم التأزيمية الخطيرة فالمسألة اليوم أخذت منحى أمني خطير قد لا يُحمدُ عقباه.

أخبار متعلقة :