نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هوس الجمال في زمن الفلاتر..بين معايير غير واقعية وضغوط متزايدة - اخبارك الان, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 05:01 مساءً
أظهرت دراسات حديثة أن أكثر من 70% من مستخدمي تطبيقات مثل إنستغرام وتيك توك، يشعرون بعدم الرضا عن شكلهم بعد تصفح الصور والمنشورات. إذ تروج هذه المنصات لمظهر "مثالي" يعتمد على البشرة الصافية، الشفاه الممتلئة، الأنف النحيف، والجسم المتناسق، وهي ملامح يصعب الوصول إليها طبيعيًا.
وبحسب دراسة من الجمعية الأميركية للجراحة التجميلية (ASPS)، فإن عدد عمليات التجميل التجميلية غير الجراحية زاد بنسبة 40% منذ عام 2016، ومعظم الطلبات تركزت على تحسين مظهر الوجه بما يتماشى مع الصور المعدلة على التطبيقات.
تقول دكتورة هدى سلامة أستاذ الأمراض النفسية والعصبية في جامعة الإسكندرية ان السوشيال ميديا تغذي مشاعر النقص وتقلل من احترام الذات، خصوصًا لدى المراهقين. الأمر يتحول أحيانًا إلى اضطراب نفسي مثل "اضطراب التشوه الجسدي"
بحسب د. هدى، فإن هذا الاضطراب يعد من أخطر الآثار النفسية الناتجة عن الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا، حيث يتركّز تفكير الفرد على "عيب" بسيط أو غير موجود أصلًا في مظهره، ويبدأ في الشعور بالخجل أو القلق الشديد، وقد يتجنب التفاعل الاجتماعي خوفًا من نظرات الناس.
وتشير إلى أن مرضى هذا الاضطراب غالبًا ما يلجؤون إلى عمليات تجميل متكررة، في محاولة مستمرة لتغيير ملامحهم، لكنهم لا يشعرون بالرضا أبدًا، لأن المشكلة ليست في الشكل، بل في الإدراك الذاتي المشوّه. وتحذر من ان هذه الحالات تكون أكثر عرضة للاكتئاب، والانعزال، وقد تتفاقم الحالة لتصل إلى أفكار انتحارية إذا لم تعالج مبكرًا"،
ويوضح د. سامر العلبي استشارى جراحة وتجميل, نستقبل طلبات كثيرة من شابات يطلبن التغيير ليصبحن شبيهات بمؤثرات أو شخصيات مشهورة. المشكلة ليست فقط في الطلب، بل في الإدمان على التعديل."
ويوضح أن السوشيال ميديا لم تعد فقط منصّة للعرض، بل أصبحت المعيار الذي يُقاس عليه الجمال. عشرات الفتيات يدخلن العيادة يوميًا، يحملن صورًا لمؤثرات على "إنستغرام" أو "تيك توك"، ويطلبن أن يصبحن شبيهات بهن: "أريد أنفي مثل فلانة"، "أريد شفايف مثل المشهورة الفلانية"، دون أن يدركن أن معظم هذه الصور معدّلة أو التقطت من زوايا مدروسة.
يشير د. سامر إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في العملية التجميلية الأولى، بل في الدخول في دوامة لا تنتهي من التعديلات، والتي يطلق عليها البعض "متلازمة الوجه غير المكتمل".
ويقول "كثير من الفتيات يبدأن بتعديل بسيط، ثم يكتشفن أن التغيير لا يرضيهن، فيلجأن لتعديل جديد، وهكذا. والمشكلة الأكبر أن هذا النمط يخلق إدمانًا مشابهًا لإدمان السوشيال ميديا، لكنه هنا إدمان على التغيير الخارجي في محاولة للوصول إلى صورة غير واقعية."
يحذر د. سامر من أن كثرة التعديلات قد تؤدي إلى فقدان الفتاة هويتها الجمالية الخاصة، فتصبح نسخة مكرّرة من غيرها. ويضيف أن الجمال الحقيقي يكمن في التميز، لا في التشابه، لكن ضغط الصور الموحدة على الإنترنت يشوش هذا الفهم عند كثير من المراهقات.
ويشدد استشارى التجميل على أن مسؤولية الطبيب التجميلي لا تقتصر على إجراء العملية، بل تمتد إلى التوعية والإرشاد. "فعندما أشعر أن الفتاة لا تعاني من مشكلة حقيقية، بل من تصور مشوه عن نفسها، أرفض إجراء العملية. هناك جانب أخلاقي في مهنتنا يجب ألا يهمل، لأن التجميل يجب أن يكون وسيلة لتعزيز الثقة، لا لتغذية الوهم.
كما يوضح د. سامر العلبي استشارى جراحة وتجميل إلى أن كثيرًا من الحالات التي يراها تكون في الحقيقة انعكاسا لمشاكل نفسية، مثل القلق الاجتماعي أو اضطراب التشوه الجسدي. ويقترح أن يتم دمج الأطباء النفسيين ضمن عيادات التجميل في حالات معينة، خصوصًا للفتيات دون سن الـ25، لأنهن أكثر عرضة للتأثر بمواقع التواصل.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :