أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن منظمة العمل العربية "ركن أساسي ومحرك مهم" في منظومة العمل العربي المشترك مبينا أن المنظمة قدمت منذ انطلاقتها في عام 1965 "نموذجا رائدا" في تمثيل أطراف العملية الإنتاجية (العمال وأصحاب العمل والحكومات).
وقال أبو الغيط في كلمة ألقاها بالجلسة الافتتاحية للدورة ال51 لمؤتمر العمل العربي اليوم السبت إن المنظمة لعبت دورا في تبادل الخبرات حول أفضل الممارسات التنظيمية والمبادئ التشريعية التي تحكم علاقات العمل إلى جانب النظم والممارسات النقابية التي تضمن توازنا لا غنى عنه في العلاقة بين أصحاب العمل والعمال.
وأضاف أن "الأوضاع العالمية التي نتابعها جميعا اليوم غير مسبوقة في سرعة تلاحقها وعمق تأثيرها وخروجها على المألوف والمعتاد" مشيرا إلى أن انعدام اليقين صار سمة غالبة على الاقتصاد العالمي وصار كسر القواعد هو القاعدة والتغير السريع هو الصفة الغالبة".
واعتبر أن "هذه التحولات التي لا يمكن الإحاطة بآثارها وتبعاتها الممتدة وهي ما زالت بعد قيد التشكيل ستلمس الأمم جميعا غنيها وفقيرها كما أن آثارها ستمتد حتما إلى قوة العمل في الدول كافة وأحسب أن حماية الحق في العمل وتقليل نسب البطالة سيمثل أولوية قصوى لدى جميع الحكومات في المرحلة القادمة".
وأوضح أبو الغيط أن طبيعة العمل نفسها شهدت تغيرات كبيرة في الفترة الأخيرة إذ اختفت وظائف أو تقلص إسهامها في مقابل بروز أكبر لوظائف أخرى بخاصة في قطاع الخدمات.
وذكر أن التحولات الكبرى في التكنولوجيا تجلب معها عادة تغيرات في طبيعة العمل واضطراب قد يطول أو يقصر في سوق العمل هذه حقيقة تاريخية يمكن استخلاصها بسهولة من عملية التحول من المجتمعات الزراعية إلى الصناعية والتي صحبتها آلام وتغيرات كابدتها الأغلبية العظمى من المجتمعات.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يصحب هذه العملية تحولات في طبيعة العمل والوظائف وأن البروز المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي يشكل من دون شك مخاطر على معدلات التوظيف يتعين على كل المهتمين بشؤون العمل والعمال الانتباه لها خاصة عندما تدخل هذه التقنيات الشاملة الاستخدام إلى شتى المجالات وتعيد تشكيل عمليات الإنتاج في الصناعة والخدمات وفي الصحة والتعليم وغير ذلك من أوجه النشاط البشري.
وأضاف أن "الاستعداد لهذه الثورة التي بدأت بالفعل يعد فرض عين من أجل تقليل المخاطر وجلب المكاسب الممكنة قائلا إن "علينا أن نضع نصب أعيننا دائما العنصر البشري الذي هو أصل عملية الإنتاج وهدف أي سياسة تنموية والدفاع عن حق العمل ضرورة ملحة".
وأكد أبو الغيط في الوقت نفسه أن التخطيط بعيد الأمد "لا بد أن يشمل عناصر مختلفة للتعامل مع موجة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الجديدة خاصة في مجال التحول الرقمي ومن بينها المرونة في إعادة توجيه العمال نحو الوظائف الجديدة بكل ما يقتضيه ذلك من برامج لإعادة التأهيل والتدريب" مشددا على أنه "إذا كانت طبيعة العصر هي التغير السريع، فالتكيف والمرونة تصبح مبادئ أساسية في وضع سياسات العمل".
ولفت إلى أهمية تكيف التشريعات والتنظيمات النقابية في البلدان العربية عليها مع التغيرات المتسارعة بعقل مفتوح واستشراف متبصر للمستقبل مع إصرار متواصل في الدفاع عن حق كل فرد في العمل ومواجهة بطالة الشباب على نحو خاص باعتبارها من أخطر الآفات الاجتماعية والسياسية.
وقال أبو الغيط "لا يفوتني في هذا المقام وفي ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتي تستهدف نزعه من أرضه وسلخه من وطنه أن أوجه التحية والتقدير لمنظمة العمل الدولية وأيضا نظيرتها العربية لجهودهما المشتركة الصادقة التي أفضت إلى حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في المنظمة الدولية في الرابع من نوفمبر الماضي".
وأعرب بهذا الصدد عن الأمل في أن تتواصل الجهود لاعتماد القرار بشأنها نهائي في مؤتمر العمل الدولي المقرر عقده خلال شهر يونيو المقبل مشيرا إلى أنه لأول مرة سيمنح هذا القرار فلسطين حق المشاركة الكاملة في هياكل منظمة العمل الدولية كافة وستشارك فلسطين خلال هذا العام بوفد رسمي ثلاثي مكون من ممثلين عن الحكومة والعمال وأصحاب العمل.
من جهته طالب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل اليمني (رئيس الاجتماع) الدكتور محمد الزعوري في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة بالإيقاف الفوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني.
وأشاد الزعوري بالجهود المخلصة التي تقوم بها منظمة العمل العربية ومديرها العام فايز المطيري لتقديم الدعم اللازم لعمال وشعب فلسطين في ظل التحديات التي تفرضها سلطة الاحتلال والدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية.
وقال إن مؤتمر هذا العام يشكل "محطة تاريخية" حيث يتزامن مع الاحتفال بمرور 60 عاما على تأسيس منظمة العمل العربية "العريقة" مبينا أن المؤتمر يشهد تكريم كوكبة من رواد العمل العربي الذين أسهموا بجهودهم المبذولة في تطوير مجالات العمل والانتاج بالوطن العربي ويأتي هذا التكريم تقديرا لعطائهم اللامحدود في تعزيز العمل العربي المشترك.
وأوضح الزعوري أن المؤتمر يناقش مجموعة من البنود المهمة من بينها تقرير المدير العام لمنظمة العمل بعنوان "التنويع الاقتصادي كمسار للتنمية: الاقتصادات الواعدة في الدول العربية" وسبل تعزيز الاندماج الاقتصادي والعناقيد الاقتصادية كمدخل استراتيجي لتحقيق التنمية المستدامة والسياسات الاجتماعية الشاملة ودورها في الحد من الفقر.
ويترأس وفد دولة الكويت أمام المؤتمر نائب المدير العام لشؤون العمالة بالتكليف في الهيئة العامة للقوى العاملة مساعد المطيري ويضم الوفد كلا من المدير العام لغرفة تجارة وصناعة الكويت رباح الرباح ورئيس الاتحاد العام لعمال الكويت صباح العقاب وعدد من مسؤولي وأعضاء الجهات الثلاث.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : أخبار الرياضة - أمين الجامعة العربية: منظمة العمل العربية قدمت "نموذجا رائدا" في تمثيل أطراف العملية الإنتاجية - اخبارك الان, اليوم السبت 19 أبريل 2025 05:07 مساءً
أخبار متعلقة :