نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“الهياط على الموائد”.. ظاهرة مسيئة للدين والمجتمع وخُطَب الجمعة تدق ناقوس الخطر - اخبارك الان, اليوم السبت 19 أبريل 2025 11:47 صباحاً
في مشهد يُظهر وعياً عميقاً بخطورة بعض الظواهر الاجتماعية المتفشية، وجّه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع بمختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة بتاريخ 20 شوال 1446هـ للحديث عن آفة الإسراف والتبذير في الولائم، وما يرتبط بها من مظاهر تفاخر وسلوكيات مرفوضة شرعاً وأخلاقاً.
وجاء هذا التوجيه ضمن جهود الوزارة المستمرة في تعزيز القيم الإسلامية، وترسيخ مبادئ التوازن والاعتدال، والتحذير من الانزلاق في دوامة المظاهر الزائفة التي باتت تنتشر في المجتمع، تحت مسميات مختلفة، أخطرها على الإطلاق “الهياط” الذي أصبح – للأسف– عنواناً لبعض المناسبات الاجتماعية التي تحوّلت من محافل للود والتكافل، إلى عروض مبالغ فيها تستفز مشاعر الفقراء وتتناقض مع قيم الدين.
الإسراف.. جحود للنعمة وقرين للشيطان
ركزت خطب الجمعة على بيان خطورة الإسراف من منطلق شرعي، مستشهدة بقول الله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وتحذيره جلّ شأنه من التبذير في قوله: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين). كما نُقلت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الإسراف في الطعام واللباس وحتى في الصدقة، مشددة على أن شكر النعم يكون بحسن استخدامها لا بإهدارها.
ولفتت الخطب إلى أن المبالغة في تقديم الولائم بأصناف وألوان لا حصر لها، باتت ظاهرة مقلقة، تنذر بزوال النعم، وتذكرنا بما جاء في قوله تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)، والتحذير من مصير القرى التي كفرت بأنعم الله فحلّ بها الجوع والخوف.
“الهياط”.. تفاخر فارغ ومشاهد مستفزة
ومن أبرز ما طُرح ضمن هذا التوجيه، التصدي لظاهرة “الهياط” التي أخذت أشكالًا متعددة، من بينها تصوير الولائم المبالغ فيها ونشرها على مواقع التواصل، واستدعاء بعض المشاهير للمناسبات فقط من أجل لفت الأنظار، لا حباً بهم ولا تكريماً لضيوفهم، بل لمجرد المباهاة والظهور، وهو سلوك يتنافى مع الذوق العام، ويهين كرامة النعمة، بل ويثير مشاعر الحرمان في قلوب المحتاجين داخل الوطن وخارجه.
الحلول.. وعي جماعي يبدأ من الفرد
لمعالجة هذه الظاهرة، فإن أولى الخطوات تبدأ من الفرد، من إدراكه لخطورة التباهي الفارغ، ومن مسؤوليته في حفظ النعم وعدم إهدارها، كما يجب تعزيز الوعي المجتمعي من خلال:
1. التركيز الإعلامي والتوعوي على مخاطر “الهياط” وآثاره النفسية والاجتماعية.
2. سنّ لوائح تنظيمية تحد من مظاهر الإسراف في المناسبات العامة والخاصة.
3. تعزيز ثقافة القدوة، بتشجيع الشخصيات المؤثرة على إظهار البساطة والاعتدال.
4. دعم مبادرات حفظ النعمة وتفعيل دور الجمعيات الخيرية في توجيه الفائض.
5. العودة للقيم الإسلامية الأصيلة التي ترفع من قيمة الكرم دون ابتذال أو مبالغة.
ختاماً
إن الدعوة الكريمة التي أطلقها معالي الوزير تعيد البوصلة إلى مسارها الصحيح، وتعيد تعريف الكرم كما جاء في هدي النبي الكريم: بقدر الحاجة، ووفق الحكمة، وبعيداً عن الاستعراض والتفاخر، فشكر النعمة لا يكون بإهدارها، بل بحفظها وصونها والاعتدال في استخدامها.
أخبار متعلقة :