كتب ايهاب سلامة - عندما اشتد الحصار والجوع على النبي ﷺ وصحبه في شعب أبي طالب، أبت المروءة على هشام بن عمرو، وهو مشرك ليس من بني هاشم ولا بني المطلب، إلا أن يكسر حصار قريش على المسلمين الذين بلغ الجوع والعطش والابادة منهم مبلغها، عقب سنوات ثلاث من الحصار، فكيف يأكل ويشرب وينام هانئاً هو وأطفاله وهم عطشى وجوعى؟
جمع هشام بن عمرو معه أربعة رجال وهم : زهير بن أبي أمية المخزومي والمطعم بن عدي من بني نوفل وأبي البختري بن هشام وزمعة بن الأسود واتفقوا على نقض صحيفة المقاطعة لما ساءهم - رغم كفرهم - رؤية عرب مثلهم ينامون وهم يتأوهون جوعًا وعطشا..
مئات ملايين المسلمين اليوم، يكتنزون ثروات الدنيا، ويرفلون بنعيم الأرض، ويراقبون مذبحة غزة، وحصارها، وتجويع أهلها، ولم يفكر واحدهم بتمزيق الصحيفة من جوف الكعبة!
إنه امتحان إلهي مرعب مخيف، سقط فيه الملايين والملايين ممن يحسبون على أمة محمد، وما الله بغافل عما يعملون.
في النهاية، أبى الله سبحانه لأحد أن ينال شرف فك الحصار عن النبي من خلقه سوى الارضة (دودة الارض) التي لم تبق من صحيفة الكعبة سوى اسم الله سبحانه!
إنه امتحان صعب نعم، لكن قدر الله نافذ لا محالة..
أخبار متعلقة :