عاجل

تجار اليمن ووكالة بازرعة.. تعرف على أساس القهوة في مصر - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تجار اليمن ووكالة بازرعة.. تعرف على أساس القهوة في مصر - اخبارك الان, اليوم الخميس 10 أبريل 2025 09:00 صباحاً

بدأت القصة في رواق طلبة اليمن داخل الأزهر الشريف، حين جلب الصوفيون اليمنيون مشروبًا غريبًا يدعى "القهوة"، كانوا يحتسونه ليساعدهم على الذكر والاستذكار والسهر للدراسة. لم يمر وقت طويل حتى انتشرت القهوة بين طلاب الأزهر، وبدأت تحظى بشعبية كبيرة. لكن هذا الانتشار لم يكن على هوى الجميع، فقد استنفر رجال الدين، وخصوصًا في القاهرة ومكة، ضد هذا المشروب الذي وصفوه بـ"المثير للفتن"، حتى أن الفقيه الشافعي أحمد بن عبد الحق السنباطي أصدر في عام 1572 فتوى شديدة اللهجة تحرم شرب القهوة باعتبارها مؤثرة في العقل.

شغب وتحطيم المقاهي على منابر المساجد

أثارت الفتوى موجة من الغضب الشعبي، خصوصًا بعد أن هاجم أحد الأئمة القهوة في خطبة الجمعة، فاندلعت اضطرابات عارمة في القاهرة، حيث قام الغاضبون بتحطيم المقاهي وكسر الأواني، وهاجموا باعة القهوة باعتبارهم مروجين للمنكر. صدرت أوامر صارمة بمنع شرب القهوة وهدم المقاهي التي تقدمها، حتى أصبحت القاهرة أشبه بساحة معركة بسبب مشروب بني اللون.

موتى و"شهداء القهوة" يشعلون الحصار

رفض تجار البن ومؤيدوهم من العوام هذا القرار واعتبروه تهديدًا لأرزاقهم وحريتهم. وعندما مات أحد أنصار التجار في مشاجرة مع أنصار الفتوى، بدأت فصول جديدة من التصعيد، وصلت إلى حد حصار التجار لشيخ الفتوى ومؤيديه داخل أحد المساجد. لم يكن الحصار عاديًا، بل دام ثلاثة أيام، وامتد أثره حتى القصر السلطاني، بعد أن سقط مزيد من القتلى أطلق عليهم العامة "شهداء القهوة".

انتصار القهوة وسر تقديمها في صوان العزاء

مع تصاعد التوترات، تدخل السلطان العثماني مراد، وقرر تعيين مفتي جديد أصدر فتوى تبيح شرب القهوة، ما اعتُبر نصرًا تاريخيًا للتجار و"شهداء القهوة". منذ ذلك الحين، تحولت القهوة من مشروب مُحرم إلى عادة متأصلة في المناسبات، خصوصًا في صوان العزاء، تكريمًا لأولئك الذين سقطوا في سبيل كوب من القهوة السادة.

وكالة بازرعة.. من تجارة البن إلى تراث خالد

ومن تلك الحقبة، لمع نجم وكالة بازرعة، الواقعة في حي الأزهر، التي كانت من أبرز مراكز تجارة البن اليمني في مصر. أنشئت في القرن السابع عشر الميلادي، وسُميت لاحقًا باسم محمد بازرعة، التاجر الحضرمي الذي جعلها قبلةً لتجارة الصابون النابلسي والبن اليمني. وبفضل تصميمها المعماري الرائع الذي يجمع بين الطراز المملوكي والعثماني، تحولت لاحقًا إلى مركز دولي للحرف التراثية. هذه الوكالة لم تكن مجرد مبنى، بل شاهدًا على معركة القهوة التي غيّرت جزءًا من الثقافة المصرية، وربطت البن اليمني بالعزاء والموروث الشعبي حتى اليوم.

خاتمة قصيرة:

من التحريم والدم إلى العزاء والكرم، رسمت القهوة لنفسها طريقًا مليئًا بالصراعات والمفاجآت، لتصبح أيقونة ثقافية لا يخلو منها بيت مصري، ولا مناسبة حزن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق