شهدت محافظة أسيوط بصعيد مصر لحظات إنسانية مؤلمة، بعد أن انهار عقار مكوّن من أربعة طوابق على رؤوس ساكنيه، مخلفاً ضحايا ومصابين، وسط جهود مضنية من فرق الإنقاذ للبحث بين الأنقاض.
ومن بين الضحايا، فتاة تدعى "نهال"، خطفت القلوب عندما تمكنت من التواصل عبر مكالمة هاتفية أجرتها من تحت الركام، مستغيثة من العتمة والاختناق والخوف، إذ لم يُسمع صوتها في الشارع، لكن هاتفها كان وسيلة الأمل الوحيدة.
ونظراً لكون صوتها لم يخرج من تحت الأنقاض، استعانت الفتاة بهاتفها الذي كان في يدها آنذاك، واتصلت بأحد جيرانها مطالبة بسرعة إنقاذها، قائلة: "أنا بخير.. أريد أن تخرجوني فقط من هنا".
بدوره، سارع الجار إلى إبلاغ قوات الحماية المدنية بموقعها التقريبي، خاصة أنها اتصلت مجدداً لطمأنة أقاربها بعبارات مقتضبة لكنها مؤثرة، تُخبرهم فيها بأنها ما زالت على قيد الحياة وتنتظر إنقاذها.
من جهتها، تعاملت قوات الحماية المدنية المصرية مع البلاغ بأقصى سرعة، وبذلت جهوداً كبيرة لإنقاذها، مستخدمة الوسائل اليدوية في رفع الأنقاض لتفادي إصابتها بالمعدات الثقيلة، لكن كانت النهاية صادمة، فقد فارقت "نهال" الحياة قبل دقائق فقط من إخراجها.
يُذكر أن العقار المنهار كان يسكنه ثلاث أسر، وأسفر الحادث حتى الآن عن وفاة 8 أشخاص، بينهم 3 أطفال ونساء، إضافة إلى مصاب واحد نُقل إلى المستشفى لتلقي الرعاية.
وتم الدفع بوحدات الإنقاذ والإسعاف، التي لا تزال تواصل أعمال البحث عن ناجين أو ضحايا آخرين، وسط أنقاض الخرسانة والحديد المتشابكة.
وفي تطور لاحق، أعلنت محافظة أسيوط تشكيل لجان هندسية متخصصة للتحقيق في أسباب انهيار المبنى، والتأكد مما إذا كانت هناك شبهة جنائية أو إهمال يستدعي المحاسبة. كما أشارت إلى توفير سكن بديل للناجين من الحادث.
0 تعليق