ما زالت أزمة الحصول على المياه النظيفة واحدة من أبرز التحديات الإنسانية التي تواجه السكان المحليين والنازحين في محافظة مأرب شرقي اليمن، حيث تُعتبر المحافظة ملاذًا لمئات الآلاف من الأسر الفارة من النزاعات والصراعات المسلحة في مختلف مناطق البلاد.

وفي ظل استمرار هذه الأزمة، أطلقت المنظمة الدولية للهجرة مشروعًا جديدًا يهدف إلى تحسين وصول المياه النظيفة لنحو 118 ألف شخص، بمن فيهم آلاف العائلات النازحة في مخيم الجفينة، الذي يُعد أكبر مخيم للنازحين في اليمن.

مشروع رائد لتحسين الوصول إلى المياه

في تقرير صدر يوم الأحد، كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن تنفيذ مشروع حيوي يهدف إلى معالجة مشكلة نقص المياه النظيفة عبر توفير إمدادات مياه مستدامة وآمنة.

المشروع، الذي يتم تنفيذه بدعم وتمويل من الحكومة الألمانية، يتضمن ربط بئر جديدة بشبكة المياه الرئيسية في مدينة مأرب، بالإضافة إلى مد خطوط أنابيب جديدة تضمن وصول المياه بشكل ثابت للمجتمعات المستهدفة.

ويسعى المشروع إلى تخفيف المعاناة اليومية التي يعيشها السكان والنازحون، الذين يعتمدون على مصادر مياه غير موثوقة أو ملوثة، مما يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة.

وتقول المنظمة إن هذه الخطوة تمثل جزءًا من استراتيجيتها الأوسع لتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود وسط الظروف الصعبة التي تشهدها اليمن منذ سنوات.

تصريحات المسؤولين: أهمية المشروع وأثره الإنساني

وفي تصريح له، قال عبد الستار إيسويف، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: "الحصول على مياه نظيفة لا يزال تحديًا يوميًا لكثير من الأسر النازحة، والمشروع الجديد يمثل خطوة محورية نحو ضمان توفر المياه الصحية التي يحتاجون إليها للبقاء ورعاية أسرهم بكرامة".

وأضاف إيسويف أن توفير المياه النظيفة يساهم بشكل كبير في تحسين ظروف المعيشة، ويُخفف من الأعباء الصحية والاقتصادية التي تثقل كاهل النازحين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.

كما أشار إلى أن المشروع ليس مجرد حل مؤقت، بل هو جزء من خطة طويلة الأمد لمعالجة أزمة المياه في المنطقة.

خطوة نحو الاستدامة وتخفيف الضغط على البنية التحتية

وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن المشروع الجديد سيساهم أيضًا في تخفيف الضغط على شبكة المياه العامة في مدينة مأرب، التي تعاني بالفعل من الإجهاد بسبب زيادة الطلب الناتج عن تدفق النازحين.

ومن خلال توفير مصدر ماء مستدام وموثوق، يأمل القائمون على المشروع في تقديم حلول دائمة لأحد أكثر المشكلات إلحاحًا في المنطقة.

كما أكدت المنظمة أن المشروع يعكس التزامها بدعم الجهود الإنسانية في اليمن، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تواجه البلاد، بما في ذلك النزاع المستمر، وانعدام الأمن الغذائي، وتفشي الأمراض المرتبطة بنقص المياه النظيفة.

أهمية التعاون الدولي

يأتي هذا المشروع بتمويل من الحكومة الألمانية، وهو ما يعكس أهمية التعاون الدولي في مواجهة الأزمات الإنسانية المعقدة.

وقد أشادت المنظمة الدولية للهجرة بهذا الدعم، معبرةً عن أملها في أن يحفز المشروع المزيد من الجهات المانحة على الاستثمار في مشاريع مشابهة تسهم في تحسين حياة السكان المتضررين.

دعوة للتكاتف لمواجهة التحديات

مع استمرار الحرب في اليمن وتفاقم الأزمات الإنسانية، يُعتبر توفير المياه النظيفة أحد الأولويات الأساسية لتخفيف معاناة السكان والنازحين.

وتدعو المنظمات الإنسانية جميع الأطراف المعنية إلى تعزيز التعاون وتوفير المزيد من الدعم لمشاريع البنية التحتية الحيوية، مثل مشاريع المياه، التي تعتبر أساسية لضمان الحياة الكريمة للملايين.