د.إيمان الهاشمي
مخيفةٌ هي قدرة بعض البشر على الأذى والاستمرار في ممارسة الشر، والأدهى من كل ذلك قلة قدرتهم على الحب والتهاون عن إنصاف الخير!
حسناً، لقد تُوفّي قبل قليل العالم الإنجليزي إسحق نيوتن بعد اكتشافه أن الجاذبية الحقيقة تكمن في حب الموسيقى وموسيقى الحب ولا غير. وإن كنتم لا تصدقوني فلا داعي لأن أحلف لكم اليمين، وإياكم أن تبحثوا عن مصداقيتي في شبكة الإنترنت أو تسألوا المتعلمين، بل اسألوا أولئك المنافقين إن قال أصحاب المصلحة إن اليسار هو اليمين، فأنا عن نفسي أيقنت أن العلم غير محدود، وأن الفلسفة لا تعني الذكاء في الردود، وأن الصمت ليس أقوى فعلٍ لردع الشرور، وأن الابتسامة ما عادت رمزاً للفرحة والسرور، وأن الشهادة الأكاديمية لا تشترط الأخلاق والثقافة، بينما الشهرة قد تشترط التفاهة والسخافة.
لا عليكم الآن، فالحقيقة أنني قبل أن أحب آلتي الموسيقية كنت أظن أن التنفس يحدث في الرئتين، ولكن «بعض الظن إثم».
في سنٍ مبكرة بمقاطعة بافاريا الألمانية، تعلَّم الموسيقى ولم يدرس الفنون البوليفونية، ولهذا عزف إحساسه لحناً، يحتضن «الأورغن» وطناً، ويعانق آلتي الكمان والتشيللو، اللتين درسهما في ميلانو، وذلك على نفقة أحد المهتمين الأثرياء، الذي عزم على جعله من العظماء، وانتشاله من واقع الفقر الأليم، بعدما عجز والده عن تكاليف التعليم. هو كريستوف ويليبالد غلوك الموسيقار والملحن الألماني، صاحب الوجه المُشرِق والمفعم بالأماني، والمُحاط بهالةٍ تكتظ بالوقار وبقوة الشخصية، وبجسدٍ ممتلئ بالعواطف الجياشة والقوة البدنية، وبعقلٍ عظيم الثقافة، عديم السخافة، واسع الخبرة، دقيق الفكرة، ولهذا جاب أوروبا متلهفاً على مر السنين، يتجرّع منها ألحان العباقرة الأولين، ولكنه سعى لتخليص الأوبرا من مبالغة الزخارف الباروكية، ومن هيمنة أصوات المغنين وسيطرتهم التكنيكية، في سبيل توضيح الدراما الشعرية باللغة الكلاسيكية، واستيعاب جميع قدراتها الإدراكية. وقد نجح بالفعل عند تقديم أوبرا «أورفيوس» الشهيرة، ومن بعدها تتالت أعماله المتميزة والقديرة، والتي اعتمد عليها الموسيقيون في أعمالهم الكبيرة، وعلى رأسهم الموسيقار فاغنر ومؤلفاته الخطيرة.
أهم ما قام به غلوك من تغييرات وإصلاحات، يصب في نبذ الغموض بالكثير من الإيضاحات، خاصة أثناء حضور الجمهور شتى الافتتاحات، حيث استثمر «الكورَس» في تعميق الإحساس الدرامي، وأقر بأن التقيد بالنص أمر إلزامي، بعيداً عن استعراضات الحنجرة، وزيادة التكلف لمضاعفة الأجرة.
الاسم: كريستوف ويليبالد غلوك
النشاط: موسيقي
الجنسية: ألماني
التاريخ: 1714 – 1787 (73 سنة)
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق