وقال وزير الصحة الإيرلندي سايمون هاريس وفق ما نقلته صحيفة (إيريش إكسامينار) الأيرلندية عبر موقعها الإلكتروني، إن صادرات الأدوية من إيرلندا إلى الولايات المتحدة قد تنخفض إلى النصف إذا تم تنفيذ التهديدات الأمريكية.

وفيما يخص التوقعات الاقتصادية، أشار وزير المالية الأيرلندي باسكال دونوهيو إلى صعوبة التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور بعد الإعلان عن التعريفات، لكنه أشار إلى أن من المحتمل أن يواجه الاقتصاد الإيرلندي تحديات في السنوات القادمة مع تباطؤ في النمو الاقتصادي واحتمالية فقدان بعض الوظائف.

ومن جانبه، شدد رئيس وزراء ايرلندا ميشيل مارتن على أن أوروبا تسعى للتفاوض وتجنب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، لكنه حذر من أن التغيرات قد تؤدي إلى "توقف في الاستثمارات" من قبل الشركات المتعددة الجنسيات، مما سيؤثر على النمو الاقتصادي في أوروبا وإيرلندا.

وتستعد السلطات الإيرلندية لخلق تحالف مع الدول التي ستتأثر بشكل خاص من التعريفات الأمريكية، خصوصًا في قطاع الأدوية، بما في ذلك 12 دولة، 10 منها في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى سويسرا وبريطانيا .

وفي تصريحاتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن أوروبا لم تبدأ هذا الصراع، لكنها مستعدة للرد إذا لزم الأمر. 

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يمتلك العديد من الأوراق للضغط، من التجارة إلى التكنولوجيا وحجم السوق، ولكن استعداد أوروبا لاتخاذ تدابير مضادة قوية إذا كان ذلك ضروريًا.

ومن المتوقع أن يتم الرد الأولي على الإعلان عن التعريفات الأمريكية في اجتماع وزراء التجارة الأوروبيين الذي سيعقد في لوكسمبورج نهاية الأسبوع الحالي.

وتأتي تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية في وقت يسعى فيه ترامب إلى تنفيذ المزيد من الرسوم الجمركية إلى جانب تلك التي تسببت بالفعل في اضطراب الأسواق العالمية في الأسابيع الأخيرة.

وفي الشهر الماضي، تم فرض رسوم على الصلب والألومنيوم، مما شكل ضغطاً على القطاع الصناعي في الاتحاد الأوروبي.

وحدد ترامب اليوم الأربعاء كموعد نهائي لإعلان المزيد من الرسوم الجمركية، مشيراً إليها بيوم "التحرير" وتشير هذه التطورات إلى تصعيد في التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات محتملة على التجارة والأسواق العالمية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن التعريفات الانتقامية على الدول التي تفرض رسومًا على السلع الأمريكية ستدخل حيز التنفيذ فور إعلان ترامب عنها، بينما ستدخل تعريفات بنسبة 25% على واردات السيارات حيز التنفيذ غدا الخميس.

وأوضح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن التعريفات الانتقامية التي سيعلن عنها ترامب تمثل "حدًا أقصى" لأعلى مستوى من التعريفات التي ستواجهها الدول، وقد تنخفض إذا استجابت هذه الدول لمطالب الإدارة الأمريكية.

وتأتي عزيمة ترامب على المضي قدما وسط مؤشرات متزايدة على أن حالة عدم اليقين الواسعة التي يسببها تركيزه المكثف على التعريفات الجمركية قد تؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وزيادة الأسعار.

وأظهرت دراسة حديثة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أتلانتا أن المسؤولين الماليين في الشركات يتوقعون أن تدفع التعريفات أسعارهم للارتفاع هذا العام مع التأثير سلبًا على التوظيف والنمو.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية، نقلاً عن أشخاص مطلعين على المناقشات، أن مكتب الممثل التجاري الأمريكي يدرس خيار فرض تعريفات شاملة على مجموعة من الدول، والتي ربما لن تكون بنفس الارتفاع مثل خيار التعريفة العالمية بنسبة 20%.

فيما قالت إحدى مساعدات البيت الأبيض إن أي تقرير قبل حدث اليوم هو "مجرد تكهنات".

من جانبها، تعهدت كندا بالرد بتعريفات جمركية خاصة بها، حيث قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارن"لن نضر المنتجين والعمال الكنديين مقارنة بالعمال الأمريكيين".

وناقش كارني ورئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، امس الثلاثاء خطة كندا "للتصدي للإجراءات التجارية غير المبررة" من قبل الولايات المتحدة، وفقًا لمكتب رئيس الوزراء.

ويحذر الاقتصاديون من أن العلاج الذي يقدمه ترامب — وهو فرض تعريفات جمركية كبيرة — سيؤدي إلى زيادة الأسعار في الداخل والخارج ويضرب الاقتصاد العالمي. 

ويقدر مختبر ميزانية جامعة ييل الأمريكية أن التعريفة الجمركية بنسبة 20% ستكلف الأسرة الأمريكية العادية ما لا يقل عن 3,400 دولار.

وتظهر بالفعل مؤشرات على أن الاقتصاد الأمريكي يفقد زخمه جزئيًا بسبب حالة عدم اليقين التي تثيرها سياسات ترامب الاقتصادية الفوضوية.

وأظهرت العديد من الاستطلاعات للأعمال والأسر تراجع الثقة في التوقعات الاقتصادية، حيث أعرب المشاركون عن قلقهم من أن تعريفة ترامب ستؤدي إلى زيادة التضخم وقد باع المستثمرون الأسهم بشكل مكثف لأكثر من شهر، مما أدى إلى خسارة ما يقرب من 5 تريليونات دولار من قيمة الأسهم الأمريكية منذ منتصف فبراير. 

وأنهت وول ستريت تداولاتها امس الثلاثاء بشكل مختلط مع بقاء المستثمرين في حالة ترقب لانتظار تفاصيل إعلان ترامب اليوم الأربعاء.

ولا تقتصر المخاطر على الولايات المتحدة فقط، فقد شهدت المصانع في جميع أنحاء العالم، من اليابان إلى بريطانيا وصولاً إلى الولايات المتحدة، تراجعًا في النشاط في مارس مع استعداد الشركات للتأثيرات المرتقبة لتلك التعريفات الجديدة، رغم أن البعض شهد زيادة في النشاط لتلبية احتياجات المستهلكين قبل دخول التدابير الجديدة حيز التنفيذ.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل