نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد اكتساحه السوق المغربي.. الكيفير أم الياغورت: أيهما أفضل لصحة الجسم؟ - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025 06:23 مساءً
يعتبر كل من الياغورت والكيفير من المنتجات المخمرة ذات التاريخ العريق، إلا أن الكثيرين في المغرب لا يزالون في مرحلة التعرف على الكيفير، بل إن البعض يخلطه مع الياغورت بسبب التشابه في الشكل. هذا الالتباس دفعنا إلى البحث في الفرق بينهما بمساعدة خبراء في التغذية، حيث قام فريق Fit Generation، وهو أكاديمية إلكترونية متخصصة في التغذية، بتحليل أصول كل منهما، مكوناتهما وفوائدهما الصحية، للكشف عن أيهما يستحق لقب "ملك البروبيوتيك".
يعود أصل الكيفير إلى جبال القوقاز، بينما يُنسب الياغورت إلى منطقة البلقان والشرق الأوسط، وكلاهما غني بالعناصر الغذائية، لكن الاختلافات تبدأ من طريقة التحضير.
الكيفير له نوعان: كيفير الماء وكيفير الحليب، والأخير هو الأكثر شهرة والأقرب من حيث المقارنة بالياغورت. يتكون كيفير الحليب من حبوب الكيفير التي تحتوي على خليط من البروتينات، الدهون والسكريات المتعددة، وتضم عددًا كبيرًا من البكتيريا والخمائر النافعة. هذه البكتيريا تخمر ليس فقط اللاكتوز، بل مكونات أخرى في الحليب، ما ينتج عنه مشروب يحتوي على حمض اللاكتيك، ثاني أكسيد الكربون، الإيثانول ومركبات أخرى تمنحه مذاقًا حمضيًا مع لمسة فوارة خفيفة.
أما الياغورت، فيتم تخميره باستخدام نوعين فقط من البكتيريا: Lactobacillus delbrueckii subsp. bulgaricus وStreptococcus thermophilus، حيث تعملان معًا لتحويل اللاكتوز إلى حمض اللاكتيك، مما يؤدي إلى تخثر الحليب ومنحه قوامه الكثيف ومذاقه الحامض المميز. من هنا يأتي الفرق الأكبر بين المنتجين، فبينما يحتوي الياغورت على نوعين فقط من البكتيريا (إلا في حال كان مدعمًا)، يضم الكيفير أكثر من 30 نوعًا من البكتيريا والخمائر، ما يجعله منتجًا بروبيوتيكًا أكثر تعقيدًا من الناحية الميكروبية.
من حيث القيمة الغذائية، فكلاهما مصدر ممتاز للبروتينات، الكالسيوم، فيتامينات B وغيرها من العناصر الأساسية. إلا أن الكيفير قد يحتوي على نسبة من الكحول تصل إلى 2% نتيجة التخمير، كما أنه يحتوي على لاكتوز أقل من الياغورت، ما يجعله خيارًا مناسبًا لمن يعانون من حساسية اللاكتوز، كما تختلف فوائدهما على الجسم.
تشير الدراسات إلى أن استهلاك الياغورت يعزز صحة العظام بفضل احتوائه على الكالسيوم وفيتامين D، كما يساهم في تحسين توازن الميكروبيوتا المعوية، مما ينعكس إيجابًا على عملية الهضم والجهاز المناعي. إضافة إلى ذلك، تم ربط استهلاك الياغورت بانخفاض خطر السمنة، الأمراض القلبية والسكري من النوع الثاني.
أما الكيفير، فيتميز بفوائد إضافية مثل تحسين الهضم لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، حيث يقلل من الأعراض مثل الانتفاخ والإسهال، كما أنه يحتوي على مركبات تحارب البكتيريا الضارة مثل السالمونيلا وHelicobacter pylori، مما يعزز صحة الجهاز الهضمي.
علاوة على ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن الكيفير يساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم وخفض مستويات الكوليسترول الضار، ما يجعله خيارًا صحيًا لمن يعانون من مشكلات أيضية.
أما عن الأنواع، فهناك كيفير الماء، وهو الأقل شهرة، ويُصنع من الماء المحلى بدلًا من الحليب، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمن يبحثون عن مشروب بروبيوتيك خالٍ من اللاكتوز ومنخفض السعرات الحرارية، بينما يتم تصنيع كيفير الحليب من حليب البقر أو الماعز أو حتى من بعض أنواع الحليب النباتي، لكن ينصح الخبراء باستخدام الحليب العضوي كامل الدسم لضمان الحصول على أعلى نسبة من العناصر الغذائية والبروبيوتيك.
وبينما تزداد الأدلة العلمية التي تشير إلى الفوائد الصحية للكيفير، لا تزال بعض الأصوات العلمية تطالب بمزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج الحالية.
ويؤكد خبراء التغذية أن اختيار المنتج الصحيح يعتمد أيضًا على قراءة ملصقات المكونات بعناية، حيث يشير المختصون إلى أن الكيفير الحقيقي يجب أن يحتوي على الخمائر والبكتيريا الخاصة به، وليس فقط أنواعًا محدودة من البكتيريا، كما هو الحال مع بعض المنتجات التجارية.
فهل يكون الكيفير هو الخيار الأفضل؟ أم أن الياغورت التقليدي لا يزال يحتفظ بمكانته؟ الإجابة قد تعتمد على احتياجات كل شخص، لكن من المؤكد أن كلا المنتجين يعدان من أهم الأطعمة البروبيوتيكية لصحة الأمعاء والجسم.
0 تعليق