نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدردشة (الأزمة) - اخبارك الان, اليوم الاثنين 31 مارس 2025 11:17 مساءً
هناك تشابه كبير بين الأزمتين، ويتوقف مصير الرئيس ترمب، على مدى تعامله معها. بدأ، الرئيس ترمب رد فعله تجاه الأزمة، بنفي علمه بما جرى في تلك الدردشة (الأزمة)، التي جرت بين أساطين إدارته. كما حاول أن يقلل من شأنها، وكل همه أنصب على كيفية وصول الصحفي، الذي فجّر القضية، إلى اختراق تلك المجموعة الخاصة بتطبيق للدردشة يسمى (Signal)، آملاً ألا يتكرر، مثل هذا الفعل.
فيما يبدو الرئيس ترمب بعيداً عن علمه بتلك المجموعة.. وما إذا كانوا فقط يدردشون معاً.. أو أنها وسيلة للتواصل بينهم كفريق متجانس في الإدارة يتناقشون في قضية مشتركة ويتبادلون تحديث المعلومات في ما بينهم حولها، وهذا ما أقره وزير الدفاع (بيتي هيكست)، رافضاً تفسير أن ما ورد في تلك الدردشة هو مناقشة لخطة حرب. وزير الدفاع بهذا التصريح، ربما يكون قد ورّط نفسه أكثر، كما يقول المثل: جاء يكحلها عماها.
ليس غريباً أن تجد الصحافة والمعارضة مادة دسمة للهجوم على الرئيس ترمب وإدارته، كونها -حسب رأيهم- أن أعضاءها لا يتمتعون بأي خلفية سياسية محترفة، يجمعهم فقط الولاء للرئيس وليس خدمة الولايات المتحدة واحترام الدستور والحرص على أمن البلاد القومي.
من وجهة نظر الصحافة، اليسارية بالذات التي يعتبرها الرئيس ترمب وأركان إدارته، بأنها صحافة مزيفة ليست لها مصداقية ولا تتمتع بالمهنية، وكل ما يهمها الهجوم على الرئيس وإدارته لإفشال برنامج استعادة عظمة وهيبة الولايات المتحدة، من جديد. أما المعارضة، فقد وجدت ما تتغدى عليه وتقتات به لمواصلة الهجوم على الرئيس وإداراته، نيلاً من أجندته الداخلية والخارجية.
المتورطون في هذه الدردشة الخطيرة، خاصة أولئك الذين يتبؤون مكانة رفيعة في الإدارة ولهم علاقة بالسياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي، يحاولون التقليل من المعلومات التي وردت في الدردشة، نافين أنها لا تعني مناقشة خطة حرب.. ولم تحوِ أي أسرار أمنية أو سياسية، ممكن أن يستفيد منها العدو، تصل لدرجة وضعها تحت طائلة قانون التجسس.. أو تهدد، أرواح أفراد القوة العسكرية المشتركة في الحملة العسكرية على اليمن.
خطورة الدردشة، تطلبت استدعاء رموز الأزمة لجلسة استماع في الكونجرس على عجل، لاستجواب أطراف الدردشة، وأظهرت جلسة الكونجرس تلك كم هم الرموز المهمين في إدارة الرئيس ترمب، قليلو الكفاءة.. وأن اختيارهم صورة «كلاسيكية» للنظام يقوم على معايير الثقة وليس على معايير الجدارة والكفاءة. أسئلة كثيرة من نواب الشعب في الكونجرس تفادى المتورطون في الأزمة، الإجابة المباشرة عليها.. وكانوا كثيراً ما يتلعثمون في الإجابة أو يدورون حول مواضيع لا صلة لها بأسئلة نواب الشعب. في المجمل: تركوا انطباعاً سلبياً في جلسات لجان الكونجرس المعنية الاستنطاقية، تلك.
محور الجدل حول ماذا إذا كانت الدردشة التي لم تعد خاصة بين من شاركوا فيها، بل أصبحت قضية رأي عام، عرف عنها الشعب الأمريكي، بل والعالم بأسره، يدور حول ما إذا كان موضوع الدردشة هو مناقشة خطة حرب، تخضع لقوانين فيدرالية تحكم سلوك رموز السلطة التنفيذية، وهذا ما أدى لرفع قضية أمام قاضٍ فيدرالي للنظر، ثم الحكم في ما إذا كان هناك خرقٌ للقانون والدستور.. أم أن الأمر لا يعدو تبادل معلومات وتحديثها بين فريق متجانس من الإدارة مهمته أن يتابع حملة عسكرية، لا ترقى ولا تطال بأي شكل من الأشكال الإدلاء بمعلومات خطيرة قد تضر أو تساوم على أرواح جنود أمريكيين، أو استفادة العدو منها.
المعارضة، من جانبها، ترد: إذا لم يكن مناقشة «تكتيكات» الحملة العسكرية على اليمن.. وتوقيت إقلاع الطائرات من حاملة الطائرات بدقة وعودتها بنفس الدقة وما تحمله من ذخائر وما تقصفه من مواقع للعدو.. وما هو الفرق بين استخدام الطائرات الحربية والدرونات وصواريخ كروز، إذا لم تكن تلك المعلومات الإستراتيجية خطة حرب، أو جزء من خطة حرب، فما هي خطط الحرب إذن.
الرئيس ترمب وإدارته في موقف لا يحسدون عليه، سيتمخض عن تلك الأزمة الإطاحة برموز كبيرة في إدارة الرئيس ترمب.
الدردشة (الأزمة) نسخة جديدة من أزمة ووتر جيت، التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون قبل خمسين سنة.
أخبار ذات صلة
0 تعليق