عاجل

إدارة العيد وثقافة الأحياء والأزمة الاتصالية - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إدارة العيد وثقافة الأحياء والأزمة الاتصالية - اخبارك الان, اليوم الاثنين 31 مارس 2025 11:17 مساءً

يأتي العيد مرتين في العام، وإن أحد أسباب هدر وإضاعة الفرص الاتصالية الفردية والمجتمعية والمؤسسية، والتي يكشف عن تكرارها العيد، تباعد العيدين مع عدم وجود مؤسسة أو إدارة مركزية تخطط وتنسق وتستثمر الأبعاد المختلفة للعيد بما يعكس تطلعات فئات المجتمع المختلفة، وبما ينعكس على تحسين السلوك الاتصالي المجتمعي وتوظيف الإمكانات البشرية للارتقاء بعلاقات الجيران في الأحياء والارتقاء بها من علاقات جغرافية إلى علاقات إنسانية وتنموية إيجابية مثمرة كقيمة مضافة تسهم مباشرة وغير مباشرة في رفع جودة الحياة. التكرار المتباعد للعيدين لا يجوز أن يعوق استثمار مناسبة العيدين وسواهما من مناسبات، والنأي بهذه المناسبات عن العشوائية والارتجالية.

هذا لا يعني أن تتدخل المؤسسة الرسمية في تفاصيل العيد، فمن المهم ترك الفضاء مفتوحاً للمبادرات الإبداعية الفردية التلقائية والتطوعية وغير الحكومية تأخذ مداها، وذلك لكي يشتد عود المبادرات الإبداعية ولكي يتم تمكين المجتمع المدني من ناحية أخرى، ولتتاح فرصة التمايز المختلف والتنويع بين المجتمعات المحلية والابتعاد عن استنساخ أحياء المدينة بعضها البعض، لكن في المقابل، يجب ألا تتسع الفجوة بين الاحتياجات المجتمعية المُلحّة من ناحية والفُرص المهدرة في كل حي من ناحية أخرى، وهو ما يجعلنا نضع علامة استفهام تستدعي البحث والدراسة عن الحلقة المفقودة بين ضفتي هذه المعادلة المبهمة خاصة في أحياء المدن الكبرى.

إن غياب ثقافة الأحياء هي أزمة مؤرّقة ليس في العيد فحسب، بل وفي مناسبات كثيرة، ومن هنا أعتقد أن الأزمة الاتصالية في العيد هي جزءٌ لا يتجزأ من أزمة غياب ثقافة الأحياء، بل وغياب مفهوم الحي والأحياء في المدن الكبرى.

العيد مناسبة اتصالية فردية واجتماعية بامتياز، يتداخل فيها البعد الديني مع البعد الاجتماعي والترفيهي والبعد الاقتصادي، كما أن العيد مناسبة اتصالية تعني كافة فئات المجتمع العمرية من أطفال ونساء ورجال من المواطنين وغير المواطنين، وهذا يتطلب تطوير وتحديث أساليب ومنهجيات اتصالية تنسجم وتتماهى مع هذه المناسبة وترتقي لها ومعها وبها.

لا أقلل من جهود بعض أمانات المناطق وبعض بلديات المدن والمحافظات في تعاطيها مع مناسبات العيد، كما أنني لا أنتقص المبادرات الفردية والمجتمعية التي تتفاعل بتلقائية وارتجالية مع العيد، لكن الأبعاد المتعددة والمتداخلة في مناسبات العيد تتطلب في نظري إيجاد مرجعية إدارية رقمية تتولى التنسيق والتخطيط والإشراف والتقييم لهذه المناسبة المهمة والمؤثرة، وذلك لتنمية وتعظيم ثقافة العيد وتجذيرها بين كافة سكان أحياء المدن وليصبح العيد منتجاً عصرياً يشمل أحياء المدن ولا يقتصر على البعد الأسري أو البعد العائلي فحسب.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق