في تصريحات لافتة وجريئة، وجه الإعلامي العسكري راشد معروف انتقادات حادة لجماعة الحوثي اليمنية بسبب تدخلها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

واعتبر معروف أن أفعال الحوثيين لا تخدم القضية الفلسطينية كما يزعمون، بل على العكس، تضر بالسكان المدنيين في غزة وتمنح إسرائيل مبرراً لاستمرار عملياتها العسكرية الوحشية.

"الإسرائيليون سيقضون على كل سكان غزة"

قال معروف في تعليقه: "الإسرائيليون يستمرون في قتل الشعب الفلسطيني في غزة بشكل يومي، بينما لم نسمع عن أي عملية حقيقية نفذها الحوثيون ضد إسرائيل".

وأشار إلى أن الادعاءات المتكررة التي يعلنها المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، حول استهداف إسرائيل بضربات صاروخية وبحرية ومطاراتها، ليست سوى "انتصارات وهمية"، تُستخدم للتضليل والتأثير على الرأي العام العالمي.

وأضاف معروف أن هذه التصريحات المبالغ فيها قد خلقت انطباعاً لدى دول بعيدة مثل اليابان والصين وأوروبا بأن الحوثيين يلعبون دوراً فعلياً في دعم الفلسطينيين والانتقام لدمائهم. هذا الانطباع، وفقاً لمعروف، يخفف الضغوط الدولية المعتادة التي كانت تمارس على إسرائيل لوقف الحرب، مما يؤدي إلى استمرار المجازر دون رقيب أو حسيب.

تضليل يقدم خدمة مجانية لإسرائيل

شدد الإعلامي العسكري على أن ما يسميه "تضليل الحوثيين" يشكل خدمة مجانية لإسرائيل. وأوضح أن المجتمع الدولي كان يتدخل في الحروب السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للضغط على الأخيرة للانسحاب أو وقف العمليات العسكرية.

لكن في هذه المرة، يبدو أن الدول الكبرى تتراخى في هذا الشأن، ظناً منها أن إسرائيل تتعرض لأضرار جسيمة نتيجة هجمات الحوثيين.

وتابع قائلاً: "الحقيقة أن إسرائيل لم تتأثر إطلاقاً بالحصار البحري الذي يفرضه الحوثيون، حيث تمتلك طرقاً بديلة لتلبية احتياجاتها الاقتصادية والعسكرية".

وفي المقابل، أكد معروف أن مصر هي التي تتحمل العبء الأكبر من الضرر الاقتصادي الناجم عن الحصار البحري الحوثي، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية.

انتصارات وهمية أم كارثة حقيقية؟

لم يكتفِ معروف بانتقاد الحوثيين لتضليلهم العالم، بل اعتبر أن ما يقومون به يعقد الوضع أكثر ويؤدي إلى استمرار الحرب.

وقال: "البعض ينظر إلى هذه الانتصارات المزعومة على أنها إنجازات تاريخية، لكن الحقيقة الواضحة لمن يفكر بعقلية سليمة هي أن الحوثيين يساهمون في إطالة أمد المعاناة الإنسانية في غزة".

وتساءل معروف: "كيف يمكن أن تكون تلك الهجمات المعلنة، والتي لا تؤثر على إسرائيل، مفيدة للشعب الفلسطيني؟".

وأكد أن الشعب الفلسطيني هو الضحية الحقيقية لهذه السياسات غير المسؤولة، حيث يتعرض يومياً للقتل والتدمير، بينما الجماعات التي تدعي دعمه تكتفي بإطلاق تصريحات تضليلية لا تسمن ولا تغني من جوع.

نداء للعقلانية والمسؤولية

في ختام تصريحاته، دعا معروف جميع الأطراف إلى التعامل بعقلانية وبمسؤولية أكبر تجاه القضية الفلسطينية. وأكد أن الحل الحقيقي لا يكون عبر تصريحات مبالغ فيها أو خطوات عشوائية، بل عبر تحركات جادة وفعّالة تهدف إلى إنهاء معاناة الفلسطينيين واستعادة حقوقهم المشروعة.