في تصريح لافت، اعتبر الصحفي اليمني المعروف صالح الحنشي أن الإجراءات العسكرية المتخذة حاليًا ضد جماعة الحوثي تأتي في إطار تنفيذ "حكم دولي"، مؤكداً أنه لا مجال للتفاوض أو السعي إلى التوصل لاتفاقات سياسية في هذه المرحلة.

وأشار الحنشي إلى أن هذا الحكم الدولي يركز بشكل أساسي على هدفين رئيسيين: "قتل قيادات الحوثيين وتدمير أسلحتهم"، معتبرًا أن هذه الأهداف تمثل أولوية قصوى للمجتمع الدولي.

إجراءات عسكرية بديلة عن الحلول السياسية

وأوضح الحنشي في تصريحاته أن العمليات العسكرية التي تستهدف مواقع الجماعة المسلحة تأتي كجزء من استراتيجية شاملة تعتمد على القوة العسكرية لتحقيق أهدافها بدلاً من اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية التقليدية.

وأكد أن المجتمع الدولي لن يتراجع عن تنفيذ ما وصفه بـ"الحكم النهائي"، مشيرًا إلى أن أي خطوات نحو السلام أو التفاوض أصبحت غير مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي.

وفي سياق متصل، أشار الحنشي إلى أن الخيار الوحيد المتاح أمام قيادات جماعة الحوثي لإيقاف العمليات العسكرية الأمريكية والدولية هو اتخاذ خطوات جذرية تتمثل في "حرق مخازن أسلحتهم ثم قتل أنفسهم".

واعتبر أن هذه الخطوة قد تكون الرسالة الوحيدة التي يمكن أن تقنع المجتمع الدولي بتخفيف الضغط العسكري المستمر على الجماعة.

الخلفية الدولية للعمليات العسكرية

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي، حيث شهدت الأيام الأخيرة غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية وأسلحة استراتيجية للجماعة في عدة محافظات يمنية.

ووفقًا لمراقبين، فإن هذه العمليات تحظى بدعم دولي واسع النطاق، خاصة من الولايات المتحدة ودول أخرى تسعى إلى وضع حد للتهديدات الأمنية التي تمثلها الجماعة في المنطقة.

وتشير التقارير إلى أن العمليات العسكرية تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية للحوثيين، الذين يُتهمون بتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر واستهداف البنية التحتية النفطية في الدول المجاورة.

كما تسعى هذه العمليات إلى دفع الجماعة نحو الاستسلام أو القضاء عليها تمامًا كقوة عسكرية.

ردود فعل محلية ودولية

على الصعيد المحلي، تباينت ردود الفعل حول تصريحات الحنشي والعمليات العسكرية الجارية. فبينما يؤيد البعض هذه التحركات باعتبارها ضرورية لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، يرى آخرون أنها قد تؤدي إلى مزيد من التوترات الإنسانية في البلاد التي تعاني بالفعل من أزمة إنسانية حادة.

مستقبل الصراع في اليمن

مع استمرار العمليات العسكرية وتصاعد التوترات، يبقى المشهد اليمني معقدًا ومفتوحًا على مختلف الاحتمالات. وبينما يبدو أن المجتمع الدولي مصر على تنفيذ "حكمه النهائي" ضد الحوثيين، يبقى السؤال حول مدى قدرة الجماعة على الصمود في وجه هذه الضربات، وما إذا كانت ستلجأ إلى خيارات جديدة لتغيير موازين القوى على الأرض.

وفي النهاية، يشدد الحنشي على أن الحل العسكري هو الخيار الوحيد المتاح حاليًا، وأن أي محاولات للتفاوض أو البحث عن حلول سياسية ستواجه برفض قاطع من قبل المجتمع الدولي حتى يتم تحقيق الأهداف المرسومة بالكامل.