أكاديميون: الذكاء الاصطناعي التوليدي يغيّر معايير النزاهة الأكاديمية - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

أكد عدد من الأكاديميين أن تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأوساط الأكاديمية، أفرز تساؤلات جوهرية حول تأثيره على النزاهة الأكاديمية وموثوقية التقييمات.

وأفادوا بأن هذه التقنيات توفر فرصًا للمعلمين لتسريع عملية التصحيح وتحليل جودة أداء الطلاب من ناحية، وتتيح للطلاب إنتاج محتوى أكاديمي بسهولة قد لا يعكس مستواهم الفعلي من ناحية أخرى.

وقالوا لـ"الإمارات اليوم": "مع تباين جودة أدوات الذكاء الاصطناعي بين المجانية والمدفوعة، تتزايد المخاوف بشأن العدالة والشفافية في التقييمات، مما يفرض على المؤسسات التعليمية البحث عن استراتيجيات تضمن التوازن بين الاستفادة من التطورات التكنولوجية والحفاظ على معايير النزاهة الأكاديمية".

نزاهة التقييمات

وقال الدكتور حمدان السعدي أستاذ التربية والتقييم الأكاديمي لـ"الإمارات اليوم": "مع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي، باتت المؤسسات الأكاديمية أمام تحدٍ كبير في الحفاظ على نزاهة التقييمات، ويجب أن تعكس المؤهلات العلمية قدرات الطلبة الحقيقية، وأي خلل في أساليب التقييم قد يؤدي إلى منح شهادات غير مستحقة، مما يهدد سمعة المؤسسات التعليمية ومصداقية الخريجين في سوق العمل".

وأفاد: "نواجه اليوم طلابًا يستطيعون، عبر بضع نقرات، إنتاج مقالات وتقارير كانت تتطلب ساعات من البحث والكتابة، ومع ذلك، يمكن لهذه التقنية نفسها أن تصبح أداة فعالة للمعلمين، حيث تتيح لهم تصحيح الأعمال بسرعة وتحليل جودة الأداء بناءً على معايير دقيقة، ولا شك أن الحاجة باتت ملحة لتطوير آليات تقييم مبتكرة تواكب هذا التطور دون الإخلال بالمعايير الأخلاقية للتعليم."

إجابات وتقييمات

من جانبه يرى الدكتور ستيفين جلاسكو – نائب رئيس كلية إدنبره للأعمال بجامعة هيريوت وات دبي: "الذكاء الاصطناعي التوليدي يُعد ثورة في عالم التعليم، حيث يمكنه تقديم إجابات وتقييمات بدرجات متفاوتة من الدقة والجودة. الأدوات المجانية قد تنتج محتوى مليئًا بالأخطاء، بينما توفر الإصدارات المدفوعة نتائج أكثر دقة وتقاربًا مع استجابات البشر.

وأضاف: "لكن في نهاية المطاف، التقييمات الأكاديمية وجدت لتمييز الطلاب وفقًا لمستوياتهم الفعلية، وإذا لم تكن هذه التقييمات محمية من التلاعب، فإنها تفقد قيمتها الأساسية، هذا يفرض علينا سؤالين جوهريين: كيف نضمن أن التقييمات تعكس الفهم الحقيقي للطلبة؟ وكيف نضمن أن الطلبة يثقون بعدالة التقييمات؟".

وقال:"علينا تبنّي استراتيجيات تعليمية جديدة مثل الاختبارات المباشرة، والعروض التقديمية الفردية، والتقييمات التي تعتمد على التفكير النقدي، والتي يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها بالكامل. فبدون تطوير معايير جديدة، سيصبح من الصعب التفريق بين الطلاب المتميزين وأقرانهم الذين يستعينون بهذه الأدوات دون تطوير مهاراتهم الحقيقية."

تقييم أعمال الطلبة

أما الدكتورة ليلى نصر الدين أستاذة الأخلاقيات الأكاديمية قالت: "إدماج الذكاء الاصطناعي في تقييم أعمال الطلبة يثير جدلًا أخلاقيًا كبيرًا، خاصة فيما يتعلق بخصوصية البيانات والشفافية. عندما يقوم المعلمون بإدخال أعمال الطلبة إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليلها وتصحيحها، هل يملكون موافقة مسبقة منهم؟ وهل هناك وضوح حول كيفية تخزين هذه البيانات واستخدامها؟".

وأضافت: "في ظل ارتفاع تكاليف التعليم، يتوقع الطلبة أن يتم تقييم عملهم من قبل خبراء أكاديميين، وليس خوارزميات غير واضحة المعايير. إذا لم يتم التعامل مع هذه القضايا بحذر، فقد يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى تجريد العملية التعليمية من بعدها الإنساني، مما قد يؤثر على العلاقة بين الطلبة وأساتذتهم."

وأكدت: "الحل يكمن في استخدام هذه التقنيات بحكمة، كأدوات مساعدة وليست بديلة، مع التركيز على بناء مهارات الطلبة الأساسية، وتعزيز قدرتهم على التعامل مع التحديات الأكاديمية والمهنية بثقة واستقلالية."

 

 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق