نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مالطا السينمائية: اكتشف مواقع التصوير الحقيقية! - اخبارك الان, اليوم الأحد 30 مارس 2025 09:14 صباحاً
سرايا - مالطا: الجزيرة التي لا تكفّ هوليوود عن التصوير فيها
إذا سبق لك أن شاهدت فيلمًا ملحميًا مثل Gladiator أو Assassin’s Creed أو Game of Thrones أو حتى فيلم كارتون مثل باباي Popeye وأبهرتك ديكوراتها المذهلة، فهذه على الأغلب ليست ديكورات من الأساس، بل هي أماكن حقيقية في مالطا.
حكمت قوى مختلفة هذه البوابة الصغيرة لقرون، وكانت رغم صغرها ذات أهمية إستراتيجية في أوروبا، تاركةً وراءها آثارًا وتحصيناتٍ خلابة. صمدت هذه المعالم التاريخية أمام الزمن، جاعلةً مالطا الوجهة الأمثل لأفلامٍ كانت تحتاج إلى خلفيةً أوروبيةً آسرة.
في هذه المقالة، نغوص في بعض مواقع التصوير التي لا بدّ من زيارتها في مالطا. إذا سمحت لك الفرصة يومًا ما بزيارة هذه الجزيرة، فأفضل ما يمكن أن تفعله هو مشاهدة الأفلام التي ذكرناها عدة مرات، وتذكر تلك المشاهد الأسطورية لمزيد من المتعة.
حصن ريكاسولي
ظل أكبر حصن في مالطا شامخًا لقرون، يحمل آثار التاريخ كجسد محاربٍ مُغطّى بندوب المعارك. بُني في أواخر القرن السابع عشر، وكان حصنًا دفاعيًا قويًا، صامدًا في وجه معارك عديدة. تحمّل كل شيء، من السهام إلى الرصاص وحتى القصف الجوي. ولكن على الرغم من مظهره المُتآكل، لا يزال شامخًا، ورمزًا للصمود المالطي.
لم يفت هوليوود استغلال هذه القوة المهيبة، وغالبًا ما يلجأ المخرجون الذين يفضلون العظمة التاريخية الحقيقية على الديكورات الاصطناعية إلى حصن ريكاسولي. ويبدو أن لا أحد يُحبه أكثر من ريدلي سكوت، الذي استخدمه ليس مرة واحدة، ولا مرتين، بل ثلاث مرات في أفلام “Gladiator”، و”Gladiator II، و”نابليون”.
أصبح هذا الحصن الأسطوري مسرحًا للمبارزة الملحمية في فيلم “المصارع 2″، الذي شارك فيه بول ميسكال وبيدرو باسكال، واستضاف العديد من معارك المصارعة في فيلم “المصارع” الأصلي لراسل كرو. حتى أنه خضع لعملية تجديد مستوحاة من مسلسل “صراع العروش”، حيث كان بمثابة بوابة “كينغز لاندينغ” في الموسم الأول. ودعونا لا ننسى طروادة، حيث أصبح مدخله المهيب بوابة طروادة القديمة نفسها.
على الرغم من أن الحصن لا يزال بحاجة إلى ترميم عاجل، فإن جماله الوعر والعتيق، هو ما يجعله سينمائيًا بكل معنى الكلمة. يرى المخرجون ما وراء شقوقه، التاريخ والقوة والعظمة ويعيدونه إلى الحياة على الشاشة الكبيرة.
للأسف، حصن ريكاسولي مغلق أمام الجمهور بسبب تدهور حالته، ولكن لا يزال من الممكن الاستمتاع بمشاهدته من مسافة بعيدة، وخاصة من منطقة غراند هاربور القريبة.
نافذة أزور (طاقة الدويرة)
تبدو نافذة أزور أو طاقة الدويرة في غوزو، التي كانت في يوم من الأيام أحد أروع المعالم الطبيعية في مالطا، وكأنها مستوحاة من أسطورة قديمة؛ قوس ضخم من الحجر الجيري على سطح البحر. وقد رآها صانعو الأفلام بالنظرة نفسها!
قبل انهيارها المأساوي، ظهر هذا التكوين الأيقوني على الشاشة الكبيرة في بعض الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الملحمية. هل تذكرون حفل زفاف دينيريس وكال دروغو في مسلسل “صراع العروش” (الموسم الأول)؟ كان ذلك هنا. كما أضفى خلفية أسطورية لفيلم”صراع الجبابرة Clash of the Titans” وفرض نفسه بقوة في “كونت مونت كريستو” و”الأوديسة”.
جعل مظهر المكان الخشن، الذي يكاد يكون خارقًا للطبيعة، منه المكان المثالي لأفلام الخيال والملاحم التاريخية. ورغم اختفاء القوس، ظل إرثه السينمائي محفورًا إلى الأبد في تاريخ السينما. ولا يزال بإمكان الزوار استكشاف الموقع، المعروف الآن باسم “أزور ريف”، والذي أصبح وجهة شهيرة للغوص. المنطقة المحيطة، بما في ذلك البحر الداخلي وخليج دويجرا، لا تزال خلابة وتستحق الزيارة.
البحيرة الزرقاء
هذه المياه الفيروزية الأخاذة، والمتلألئة تحت أشعة الشمس، والمحاطة بصخور الحجر الجيري الوعرة، خلابة لدرجة أنك لا بد أن تكون قد شاهدتها من قبل؛ ربما في فيلم، أو برنامج سياحي، أو حتى كخلفية لسطح المكتب.
بلو لاجون أو البحيرة الزرقاء في كومينو هي ما يمكن أن نسميه: الهدوء الخالص، مكان يبدو فيه الهواء وكأنه يحمل في طياته السكينة. وهذا بالضبط ما يعشقه صانعو الأفلام فيها؛ فهي تترجم السكينة والغموض إلى أفلام مرئية.
هل شاهدت فيلم “كونت مونت كريستو”؟ الجزيرة الخفية الخلابة حيث وجد إدموند دانتيس كنزه؟ هذه هي البحيرة الزرقاء. كما لعبت دور جزيرة مهجورة مشمسة في فيلم “Swept Away”، وظهرت لفترة وجيزة، وإن كانت خلابة، في فيلم “By the Sea”.
من السهل جدًا الوصول إلى البحيرة الزرقاء، وتظل واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في البلاد. قد تزدحم في موسم الذروة، لذا يُنصح بزيارتها في الصباح الباكر أو خارج الموسم لتجربة أكثر هدوءًا.
مدينا
في شمال مالطا، تقع العاصمة السابقة، مدينة مدينا، وهي مدينة محصنة يعود تاريخها إلى 4.000 عام، أي 40 قرنًا من التاريخ! وحتى اليوم، لا تزال هذه المدينة القديمة موجودة داخل حصونها المُغلقة، ويسكنها ما يقرب من 250 نسمة.
تُحافظ هندستها المعمارية المُعقدة على جوهر المدينة العريق الذي يعود إلى العصور الوسطى كما هو. كانت في السابق مقرًا للسلطات الدينية والعائلات النبيلة، ولا تزال تؤدي دورًا مُماثلًا الآن، ولكن في الأفلام. وقد لعبت شوارع مدينا المُتعرجة دورًا مماثلًا لمدينة كينغز لاندينغ في مسلسل صراع العروش (الموسم الأول).
ظهرت مدينا في أفلام شهيرة أخرى، منها مشهد قفزة الإيمان في فيلم Assassin’s Creed، وعدة لحظات في فيلم باباي، من بطولة روبن ويليامز.
بفضل هندستها المعمارية الباروكية المحفوظة بإتقان، تُعدّ مدينة مدينا موقعًا مثاليًا لتصوير أي فيلم يُصوّر عظمة العصور الوسطى. وبالنسبة للزوار، تُقدّم زيارتها تجربةً مشابهة، فحتى اليوم، لا يزال سكان مدينا مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بتراثهم الثقافي، فكثير منهم ينحدرون من سلالات نبيلة عريقة سكنت هذه المنطقة لقرون. مدينة مدينا مفتوحة للزوار، والتجول في شوارعها الضيقة الصامتة يُشعرك وكأنك عدت بالزمن إلى الوراء.
خليج أنكور
يقع خليج أنكور على الساحل الشمالي الغربي لمالطا، في بقعةٍ هادئة من سحر السينما، موطن أغرب وأشهر موقع تصوير في الجزيرة: قرية باباي.
عندما جسّد روبن ويليامز شخصية باباي، بُنيت قرية صيد خشبية كاملة للفيلم. وبدلًا من هدمها بعد التصوير، تُركت وحُوّلت إلى مدينة ملاهي. الآن، أصبحت وجهةً سياحيةً تتوهج بالألوان وتُثير الحنين، حيث يُمكن للزوار حرفيًا التجول في موقع تصوير فيلم حقيقي.
بينما يظلّ باباي أهمّ لحظة في تاريخ هوليوود، فقد ظهر الخليج وقريته أيضًا في الإعلانات التجارية والبرامج التلفزيونية ومقاطع الفيديو الموسيقية. بأجوائه الشبيهة بقصص الأطفال وخلفيته الساحلية الخلابة، يُثبت خليج أنكور أن بعض ديكورات التصوير ساحرة لدرجة يصعب إزالتها.
قرية باباي مفتوحة للزوار، وقد أصبحت وجهةً سياحيةً عائليةً بجولات القوارب والمعارض التفاعلية وتذكارات الأفلام. إنها وجهةٌ لا يمكن تفويتها لكل من يُحب السينما أو يرغب في خوض تجربةٍ ممتعةٍ وفريدةٍ في مالطا.
حصن مانويل
يقع حصن مانويل في جزيرة مانويل، ويتّسم بتاريخٍ عريق. بُني على يد فرسان القديس يوحنا لحماية شواطئ مالطا، وأصبح الموقع المثالي لفيلمٍ تاريخيٍّ حديث.
إحدى أهمّ لحظاته على الشاشة هي: إعدام نيد ستارك في مسلسل صراع العروش (الموسم الأول). ذلك المشهد الصادم والمُفجع في معبد بايلور صُوّر هنا. جعلت جدران الحصن الحجرية المهيبة وفناءه الفسيح منه المكان المثالي لتصوير لحظة مؤثرة كهذه. كما ظهر في فيلمي World War Z وAssassin’s Creed، مما يثبت أن سحره العريق مناسب لكل المشاهد، من الدراما التاريخية إلى أفلام الأكشن.
يُفتح حصن مانويل للجمهور أحيانًا للمناسبات الخاصة والجولات المصحوبة بمرشدين. ورغم محدودية الدخول العام، لا يزال بإمكان الزوار مشاهدته من الخارج أو البحث عن أوبن داي عند استكشاف جزيرة مانويل. أما بالنسبة لعشاق مسلسل Game of Thrones المحظوظين الذين تمكنوا من زيارته، فلابد أنهم لاحظوا أن الصمت المخيف لذلك المشهد المشؤوم يبدو واقعيًا للغاية.
0 تعليق