في خطوة لافتة جاءت متأخرة، أعلنت جماعة الحوثيين رسمياً أن يوم غدٍ الأحد هو أول أيام عيد الفطر المبارك في مناطق سيطرتها.

ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من التردد والجدل الذي شهدته قيادات الجماعة حول تحديد موعد العيد، حيث كانت هناك حيرة واضحة بين الانحياز إلى السعودية والحكومة الشرعية اليمنية التي أعلنتا الأحد أول أيام العيد، أو الاتجاه نحو إيران ومواقفها الدينية باعتبار الاثنين أول أيام العيد.

صراع القرار داخل قيادات الحوثيين

مصادر مقربة من الجماعة كشفت عن حالة من الحيرة والخلاف الداخلي بين قيادات الحوثيين بشأن تحديد موعد العيد. فمن جهة، كان هناك ضغط شعبي وتوجه لمواءمة القرار مع الحكومة الشرعية والسعودية اللتين أعلنتا بالفعل أن الأحد هو أول أيام العيد، وهو ما قد يساهم في تخفيف الاحتقان الشعبي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ومن جهة أخرى، بدا واضحاً أن الجماعة كانت تميل إلى اتخاذ موقف معاكس للسعودية والشرعية، وهو ما ظهر في النقاشات الداخلية التي تشير إلى إمكانية اتباع التقويم الإيراني الذي يجعل الاثنين أول أيام العيد.

ويُعتقد أن هذا التردد نابع من عدة اعتبارات، منها الجانب السياسي والديني المرتبط بمحاولات الجماعة تعزيز هويتها المستقلة، وكذلك الضغوط الشعبية التي تدفع نحو التوافق مع غالبية الشعب اليمني الذي اختار الاحتفال بالعيد يوم الأحد.

الإعلان الرسمي وتوقيته المتأخر

بعد ساعات من التردد، أصدرت الجماعة بياناً رسمياً مساء اليوم السبت، أكدت فيه أن الأحد 30 مارس الموافق لتاريخ الإعلان هو أول أيام عيد الفطر المبارك في مناطق سيطرتها.

وجاء هذا الإعلان متزامناً مع الإعلان السعودي والشرعي، مما يعكس ما يبدو أنه تراجع عن فكرة الانحياز الكامل إلى التقويم الإيراني، واختيار الخيار الذي يتماشى مع الأغلبية السكانية في اليمن.

وأرجعت مصادر محلية هذا القرار إلى تزايد الضغوط الاجتماعية والدينية على الجماعة، حيث بدا واضحاً أن الكثير من السكان في مناطق سيطرة الحوثيين كانوا يميلون إلى الاحتفال بالعيد يوم الأحد، تماشياً مع باقي المحافظات اليمنية.

كما أن التأخر في الإعلان ربما كان محاولة لإظهار استقلالية القرار رغم النتيجة النهائية التي جاءت متوافقة مع الشرعية والسعودية.

ردود فعل شعبية وسياسية

قرار الحوثيين بالتوافق مع الحكومة الشرعية والسعودية أثار ردود فعل متباينة، حيث رحب بعض المواطنين بهذا القرار باعتباره خطوة لتخفيف الاحتقان الاجتماعي، خاصة وأن العيد يعد مناسبة دينية واجتماعية يحرص الجميع على الاحتفال بها بشكل موحد.

في المقابل، أعرب آخرون عن خيبة أملهم من تردد الجماعة، معتبرين أن التأخير والإرباك في الإعلان يعكسان حالة من التشتت وعدم اليقين في قرارات الجماعة.

على الصعيد السياسي، فإن هذا القرار قد يكون له انعكاسات إيجابية في تحسين العلاقة بين الحوثيين وبعض القوى المحلية، لكنه أيضاً يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى استقلالية الجماعة في اتخاذ قراراتها الدينية والسياسية بعيداً عن تأثير إيران.

إعلان الحوثيين بأن الأحد هو أول أيام عيد الفطر جاء بعد ساعات من التردد والتردد الواضح بين الانحياز إلى السعودية والحكومة الشرعية أو إلى إيران.

وفي النهاية، يبدو أن الجماعة اختارت الخيار الذي يتماشى مع غالبية الشعب اليمني، رغم التأخير في الإعلان الذي أظهر حالة من الارتباك والتردد.

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد تكون لها تداعيات اجتماعية وسياسية مهمة في الأيام المقبلة، سواء على صعيد العلاقة مع المجتمع المحلي أو على مستوى العلاقة مع القوى الإقليمية المؤثرة في المشهد اليمني.