فرحة العيد وعيد الفرحة! - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فرحة العيد وعيد الفرحة! - اخبارك الان, اليوم السبت 29 مارس 2025 06:40 مساءً

 

دخول:

عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أمْ بأمرٍ فيكَ تجديدُ؟
أَمّا الأحِبّةُ فالبيداءُ دونَهُمُ
فليتَ دونَكَ بيدًا دونَها بيدُ

كيف تعود إلينا الأعياد؟ هل تأتي كما كانت، أم أنها تتغير كما يتغير الزمن؟ هل نحن الذين نُعيد تشكيل ملامح الفرح، أم أن الفرحَ ذاته لم يعد يعرف الطريق إلينا؟! العيد ليس مجرد يوم، بل هو حالة شعورية تنبض بالحياة، لحظة من الزمن تمنح الإنسان فرصةً لاستعادة ذاته. لكنه اليوم يبدو كظل بعيد، نطارده فلا نجد إلا ذكريات باهتة وشعورًا ناقصًا!
كان العيدُ زمنًا يعج بالحياة، حيث الضحكات الحقيقية واللقاءات الدافئة، لكنه اليوم أصبح تجربةً مختصرة، محصورة في رسالة نصية أو صورة منشورة. استبدلنا حرارة التواصل الإنساني ببرودة الشاشات، وأضحى الفرح معلبًا في قوالب افتراضية، لا تحمل من المشاعر إلا انعكاسًا باهتًا.
هل نحن من فقدنا معنى العيد، أم أن العيد لم يعد يجد مكانه في قلوبنا؟ ربما نحن من دفعناه بعيدًا، حين استبدلنا المشاعر الحقيقية بحسابات الواقع البارد، وصارت بهجتنا تُقاس بعدد التفاعلات الرقمية بدلًا من حرارة اللقاءات. في عالم يتسابق نحو الماديات، تحوَّل العيد إلى استراحة قصيرة وسط إيقاع الحياة المتسارع، ولم يعد يحمل ذلك الدفء الذي كان يجعل انتظاره حدثًا بحد ذاته.
هل يمكننا استعادة العيد؟ أم أنه مجرد ذكرى جميلة مضت ولن تعود؟ ربما لا نستطيع استعادته بصورته القديمة، لكن يمكننا أن نستعيد جوهره. أن نُبطئ إيقاع حياتنا قليلًا، أن نمنح اللحظة حقها، أن نكون أكثر حضورًا وأقل انشغالًا بما يسرق الفرح من بين أيدينا. العيد ليس توقيتًا زمنيًا، بل إدراكٌ عميقٌ بأن الفرح لا يُشترى، بل يُصنع. أن السعادة الحقيقية ليست في امتلاك الأشياء، بل في الامتلاء باللحظة. أن يكون العيد فرصةً لنعود إلى إنسانيتنا، لا مجرد محطةٍ عابرةٍ ننتظرها ثم نودعها بلا أثر.

خروج:

إلى البعض… أحبكم… وكلُّ عامٍ وأنتمُ الحب!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق