نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العبسي: فلنتوحد كلّنا على لبنان الجديد الحامل تباشير حلوة مطمئنة واعدة ومحفّزة - اخبارك الان, اليوم السبت 29 مارس 2025 01:45 مساءً
اشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الى "تزامن الصيام بين المسيحين والمسلمين لاله واحد نؤمن به في مشهد وطني جامع لا بد من ان ينعكس على مسيرة اعادة بناء وطن جديد يتسع لكل ابنائه".
ولفت العبسي خلال خدمة المديح الرابع في كنيسة القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ في مطرانية بيروت ـ طريق الشام، الى انه "في هذا العام 2025، أي بعد انقضاء 1700 عامٍ على ذلك المجمع النيقاويّ المسكونيّ الأوّل، أحبّ قداسة البابا فرنسيس أن يتذكّر المسيحيّون ذلك الحدث الكنسيّ التاريخيّ، مجمعَ نيقية، وأن يُحيوا إيمانهم الواحد بالسيّد المسيح ابنِ الله المولود بالجسد من مريمَ العذراءِ لأجل خلاصنا، وأن يقوّوا رجاءهم، متذكّرين أنّهم أبناء التطويبات التي أعلنها يسوع، واعدًا إيّانا بالخلاص الأبديّ الحقيقيّ الذي لا يستطيع أحد أن يوفّره لنا إلّا يسوع المسيح ابن الله الوحيد الذي تجسّد من مريم العذراء والذي قال في إنجيل يوحنّا: "لقد أتيتُ لتكون لهم الحياة وتكون وافرة".
وتابع: "في هذا العام اليوبيليّ 2025 حيث نتذكّر مجمع نيقية الذي وحّد تاريخ الفصح، كما قلتُ، يصوم المسيحيّون كلّهم معًا ويحتفلون كلّهم بالفصح معًا. علامةٌ من علامات الرجاء المسيحيّ، خصوصًا في البطريركيّة الأنطاكيّة. علامة تقوّي شهادتنا المسيحيّة الواحدة. ليكن صومنا في هذا العام على هذه النيّة، ولتكن وحدة المسيحيّين في الإيمان غايةَ حياتنا وصلواتنا وأعمالنا الصالحة في هذا الزمن المبارك، ولتكن علامتُها الحسّيّة أن نعيّد الفصح معًا. لا ينبغي أن نستقرّ ونستكين إلى ما نحن عليه في كنيستنا الأنطاكيّة، ولا أن تغيب وحدة المسيحيّين الأنطاكيّين عن بالنا، بل أن تبقى حاضرة في ضميرنا ووِجداننا وتفكيرنا وصلاتنا وسعينا. وفي هذا العام 2025 يصوم المسيحيّون والمسلمون في الوقت عينه. نصلّي من أجل أن يتقبّل الله صيام الجميع إذِ الجميع يصومون له. ونصلّي من أجل أن يكون الصيام الواحد للإله الواحد مدعاةً ليتقرّب المسيحيّون والمسلمون بعضهم من بعض تقرّبًا أكثر شفافيّة وثقة وصراحة وإرادة في تقبّل بعضهم بعضًا كما أنّ الله يتقبّلهم جميعًا. نصلّي من أجل أن يبنوا معًا وطنًا، عالـمًا يعيشُ فيه الجميع بمحبّة ورحمة وعدل وسلام وراحة وأمان نابذين الريبة والتخوين والأحكام المسبقة الباطلة والاستكبار والدينونة، تاركين الحكم لله خالق الجميع الحكيم العادل وحده".
وقال: "في العام 1997، عقب السينودس الرومانيّ الذي عُقد من أجل لبنان، أطلق البابا يوحنّا بولس الثاني إرشادًا رسوليًّا عنوانه "رجاء جديد للبنان". وفي هذ العام اليوبيليّ 2025 الذي وضعه قداسة البابا فرنسيس تحت شعار الرجاء، نريد أن نكمل تلك الانطلاقة للرجاء وأن نجدّدها. خاصّةُ الرجاءِ المسيحيّ أنّه لا ينقطع، أنّه لا يَخزى، كما يقول بولس، بل يتجدّد على الدوام، بالرغم من كلّ المعاكسات والانتكاسات والاضطرابات، والمرارة والوجع والقلق والخوف وما إلى ذلك، لأنّه مبنيّ على محبّة المسيح اللامتناهية التي أُفيضت في قلوبنا. لذلك لن نيأس ولن نَخزى، ورجاؤنا االحارّ في هذه الأيّام أنّه، كما توحّدنا كلّنا في لبنان على بشارة مريم، سوف نتوحّد كلّنا أيضًا على لبنان الجديد الحامل تباشير حلوة مطمئنة واعدة محفّزة".
واردف "إذا كان كان ناظم المدائح وغيرُه من الكتّاب الملهمين قد بلغوا إلى الحَيرة والدهش والصمت بعد كلّ الذي قالوه في مريمَ والدةِ الإله، فنحن الذين يبحرون في بحر الحياة، حين تتقاذفنا أمواجه وتتعطّل البوصلة وتحتجب المنارة، ماذا عسانا نقول لتلك الأمّ الحنون سوى هذه العبارة البسيطة: "عليكِ وضعنا كلّ رجائنا يا أمّ الله فاحفظينا تحت كنفك"؟ أجل، هذه الأمّ هي التي تستطيع أن تجعلنا نتمسّك بالرجاء في هذه الحياة حين يبدو الرجاء لنا سرابًا، هي النجمة التي تلمع حين يبدو الرجاء لنا ظلامًا، هي القوّة التي تتجلّى حين يتسلّل الضعف إلى الرجاء. هي؟ الأفضل أن نصمت وأن نعيش الدهش الجميل والحيرة الحلوة في تأمّلها، مصلّين في قلوبنا مع كاتب مدائها: "السلام عليك يا علوًّا لا تسمو إليه أفكار البشر. السلام عليك يا عمقًا لا تبلغه حتّى أبصار الملائكة".
0 تعليق