نشر في تونسكوب يوم 29 - 03 - 2025

يُعد عيد الفطر مناسبة خاصة في تونس، حيث تتجلى أسمى معاني الفرح والاحتفال من خلال العادات والتقاليد التي تضفي طابعًا مميزًا على هذه المناسبة.
ومن بين هذه العادات التي توارثتها الأجيال، نجد "مهبة العيد"، وهي تقليد اجتماعي يعكس روح التكافل والمودة داخل العائلات التونسية. ما هي مهبة العيد؟ "المهبة" هي عبارة عن مبلغ مالي بسيط يُقدَّم للأطفال صباح يوم العيد بعد تبادل التهاني وزيارة الأقارب. يحرص الأهل والأجداد على منح الأطفال هذه العيدية كنوع من التشجيع وإدخال البهجة إلى قلوبهم.
تُستخدم هذه النقود في شراء الحلويات أو الألعاب، مما يعزز الشعور بالفرحة والاحتفال بالمناسبة.
أصول التقليد ترجع أصول هذا التقليد إلى العهد الفاطمي في مصر، حيث كان يُطلق على النقود والهدايا المقدمة للشعب خلال الأعياد اسم "العيدية". ثم استمر هذا التقليد في الدولة المملوكية تحت مسمى "الجامكية"، وانتقل لاحقًا إلى تونس مع الحكم العثماني ليُعرف ب"المهبة".
رمزية المهبة وتأثيرها الاجتماعي تُعتبر المهبة أكثر من مجرد مبلغ مالي يُقدَّم للأطفال؛ فهي ترمز إلى الترابط العائلي وتعزز قيم العطاء والكرم. كما أنها تمثل فرصة للأطفال لتعلم قيمة المال والإحساس بالاستقلالية عند استخدامه لشراء ما يحبونه.

.