رئيس "HSBC": زمن العولمة العالمية سينتهي بسبب ترامب - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة
حذر السير البريطاني "مارك تاكر"، رئيس مجلس إدارة بنك "إتش إس بي سي" والخبير المالي المعروف، من أن تصاعد التوترات التجارية في ظل عودة تعريفات ترامب الجمركية قد يؤدي إلى مخاطر جسيمة تهدد النمو الاقتصادي، وتنهي زمن العولمة العالمية، وفقًا لما نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
العولمة في خطر
قال تاكر في كلمته خلال قمة الاستثمار العالمية التي نظمها البنك في هونغ كونغ، إن العولمة بصيغتها المعروفة "ربما تكون قد وصلت إلى نهايتها"، في ظل الضغوط المتزايدة الناتجة عن الرسوم الجمركية والسياسات الجيوسياسية.
وأوضح أن هذه التوترات أحدثت حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي، وهو ما يشكل "خطرًا محتملًا خطيرًا على وتيرة النمو العالمي"، بحسب ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض على الاقتصاد العالمي؟
التكتلات الإقليمية بدلًا من العولمة الشاملة
أشار تاكر إلى أن العالم قد يشهد خلال المرحلة المقبلة تعزيزًا للعلاقات الاقتصادية الإقليمية بين التكتلات التجارية، بدلًا من الاعتماد على منظومة العولمة التقليدية.
ورأى أن الأسواق قد تتجه نحو إعادة تشكيل التوازنات الاقتصادية، ما قد يخلق فرصًا جديدة للتعاون بين التكتلات مثل مجموعة دول البريكس بلس.
ترامب يعود برسوم جمركية جديدة
منذ توليه ولايته الثانية في يناير 2025، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على عدة شركاء تجاريين رئيسيين، من بينهم كندا والمكسيك والصين، بالإضافة إلى تعريفات عالمية على سلع رئيسية مثل الصلب والألومنيوم.
اقرأ أيضاً: «مورجان ستانلي»: أمريكا الأكثر تضرراً من تعريفات ترامب الجمركية
ورغم رد الفعل الأوروبي الذي تمثل بإجراءات انتقامية من المقرر أن تبدأ في أبريل، اختارت المملكة المتحدة نهجًا براغماتيًا عبر التفاوض على اتفاق تجاري أشمل مع الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تُعلن إدارة ترامب عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل، تشمل دولًا متعددة حول العالم، تحت مسمى "الرسوم التبادلية".
تباطؤ النمو الأمريكي على الأبواب
في السياق ذاته، خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤخرًا توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي، ورفع تقديراته لمعدل التضخم، مع الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
وأشار رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى أن بعض ارتفاع التضخم "مرتبط بشكل واضح بالرسوم الجمركية الجديدة"، في إشارة إلى تأثير السياسة التجارية على الاقتصاد الكلي.
نهاية ركيزة النمو العالمي
أوضح تاكر أن سلاسل التوريد العالمية، التي بُنيت على اعتبارات اقتصادية بحتة، كانت سببًا في واحدة من أعظم فترات خلق الثروة عالميًا. لكن هذا التوازن تغيّر الآن، وما كان مستدامًا في السابق لم يعد كذلك في ظل تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية.
ورغم ذلك، استبعد تاكر "تفككًا جغرافيًا كاملاً للعولمة"، مرجّحًا بدلًا من ذلك أن نشهد إعادة تشكيل للعلاقات التجارية، خاصة بين الاقتصادات الناشئة.
صوت أقوى للاقتصادات النامية
توسّعت مجموعة البريكس لتشمل إلى جانب الدول المؤسسة (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا)، كلًا من الإمارات، مصر، إيران، إثيوبيا، وإندونيسيا.
ويرى تاكر أن هذا التوسع سيمنح المجموعة دورًا أكبر على الساحة العالمية، ويعزز من الروابط الاقتصادية بين الأسواق الناشئة.
قال تاكر إن بنك "إتش إس بي سي" يتمتع بشبكة واسعة تتيح لعملائه الوصول إلى 85% من تدفقات التجارة العالمية، ويُعد من أبرز البنوك العالمية في مجالي صرف العملات الأجنبية وخدمات المدفوعات.
ويشهد البنك مرحلة إعادة هيكلة منذ أكتوبر الماضي، بقيادة رئيسه التنفيذي الجديد جورج الحديري، الذي قسم العمليات إلى أسواق شرقية وغربية بهدف خفض التكاليف والتكيف مع البيئة الجيوسياسية المعقدة.
مستقبل العلاقات الاقتصادية
أكد تاكر أن الروابط الاقتصادية بين آسيا والشرق الأوسط ستشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات المقبلة، وهو محور تركيز استراتيجي لبنك "إتش إس بي سي".
وأضاف أن هذه العلاقات المتنامية تشير إلى إمكانات نمو كبيرة، لا سيما مع احتمالات انضمام مزيد من الأسواق الناشئة إلى مجموعة البريكس، مما يمنحها صوتًا أقوى في رسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق