6 خطوات للنجاة من الأزمات المالية والتعامل مع انهيار أسواق المال - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

عندما تلقّى "أندرو لينوكس"، الموظف في إحدى الإدارات الفيدرالية الأمريكية مؤخرًا، رسالة تفيد بفصله من العمل، أدرك أن مستقبله المالي بات على المحك.


ولم يكن الأمر مجرد قرار إداري عادي، بل جاء ضمن سياسات التقشف التي انتهجها "إيلون ماسك" بعد تعيينه كرئيس لإدارة كفاءة الحكومة، وهي تابعة للبيت الأبيض ومكلفة بتقليص الإنفاق الفيدرالي، ما أدى إلى تسريح عدد كبير من الموظفين بمختلف القطاعات الفيدرالية.

لكن الصدمة لم تتوقف عند فقدان الوظيفة، فقد كان لدى "لينوكس" استثمارات في سهم "نيفيديا"، الذي شهد تراجعًا حادًا خلال الشهر الأخير بسبب المخاوف المرتبطة بقطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ليجد نفسه في لحظة واحدة يواجه أزمة مالية مزدوجة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام


وبالإضافة إلى "لينوكس" هناك بالفعل الآلاف ممن تعرضوا لمواقف مشابهة في ظل قرارات الفصل الجماعي التي اتخذتها بعض الشركات الكبرى، إلى جانب التراجع الحاد بأسعار الأسهم في عدة بورصات عالمية، ما جعلهم يواجهون تحديات مالية صعبة.


وتبرز هذه المواقف الحاجة الملحّة إلى استراتيجيات ذكية للتعامل مع هذه الأزمات أكثر من أي وقت مضى.

ومع ذلك فإن تحقيق الأمن المالي في أوقات الأزمات ليس مستحيلًا، بل يمكن أن يصبح واقعًا لمن يتبع الاستراتيجيات الصحيحة.


فبدلًا من انتظار الضربة المالية التالية، يمكنك بناء درع يحميك من التقلبات المفاجئة، ويمنحك شعورًا بالأمان والتحكم في حياتك الاقتصادية.


نعم الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية الخارجية خارجة عن إرادتك، وكذلك تداعياتها، ولكن، كما تقول المستشارة المالية المعتمدة "ماري آدم"، من المفيد أن "تنظر إلى الأمور التي يمكنك التحكم فيها".


على سبيل المثال، يمكنك التحكم في مقدار مدخراتك، وقراراتك بشأن النفقات الكبيرة مثل شراء منزل، وكيفية استثمار أموالك، والمبلغ الذي تخصصه للحالات الطارئة.


لذا يجب على المرء اتخاذ خطوات أساسية للمساعدة على تعزيز استقراره المالي، وتوفير شبكة أمان تحميه من الصدمات المالية.


سواء كنت تواجه أزمة حالية أو ترغب في الاستعداد للمستقبل، فإن اتباع هذه الخطوات الست من شأنه أن يمنحك القوة والمرونة المالية اللازمة لعبور الأوقات الصعبة بثقة وأمان، وذلك استنادًا إلى آراء خبراء الاقتصاد والتمويل.


1- بناء صندوق الطوارئ

يُعتبر وجود صندوق طوارئ من أهم أسس الاستقرار المالي خلال الأزمات حيث يوصي الخبراء مثل "ديف رامزي" في كتابه "التحول المالي الكلي" بضرورة توفير نفقات معيشية تغطي ما بين 3 إلى 6 أشهر.

ولكن كيف يمكنك إنشاء صندوق طوارئ؟ كل ما عليك هو البدء بادخار مبالغ صغيرة، ولا تحتاج في البداية إلى تخصيص مبالغ ضخمة.


ويمكنك بدء ادخار نسبة صغيرة من دخلك الشهري، مثل 10%، وستلاحظ مع مرور الوقت كيف تتراكم هذه المدخرات الصغيرة لتشكل شبكة أمان مالية تعينك على مواجهة الأزمات.


ويمكنك تحقيق هذا الوفر للادخار من خلال تقليل النفقات غير الضرورية وتحديد أولوياتك المالية، وتجنب الإنفاق على الكماليات، مثل تناول الطعام خارج المنزل بشكل متكرر أو الاشتراكات غير الضرورية في الخدمات الترفيهية.


وكلما قلّصت هذه النفقات غير الضرورية سيساعدك هذا على زيادة مدخراتك بشكل أسرع.


ويمنحك صندوق الطوارئ القدرة على التعامل مع الظروف غير المتوقعة بثقة ومرونة، حيث يوفر لك مصدرًا ماليًا يساعدك في تغطية النفقات الضرورية دون الحاجة إلى الاقتراض أو اللجوء إلى حلول مالية قد تزيد من أعبائك.


فامتلاك مدخرات كافية يمنحك الشعور بالأمان ويساعدك على تجاوز الأزمات دون اضطراب كبير في حياتك المالية، سواء كان ذلك في حالة فقدان الوظيفة، أو مواجهة أزمة صحية مفاجئة، أو حتى إصلاحات طارئة في المنزل.


وخلال جائحة كورونا، فقد الملايين وظائفهم حول العالم، لكن الأفراد الذين كان لديهم صندوق طوارئ تمكّنوا من تغطية احتياجاتهم الأساسية دون الحاجة إلى اللجوء إلى القروض أو الديون، ما منحهم استقرارًا ماليًا في ظل الأزمة.


2- تنويع مصادر الدخل

يعتمد الأمان المالي على عدم الاعتماد على مصدر دخل واحد، إذ يمكن أن تؤدي الأزمات الاقتصادية إلى فقدان الوظائف أو انخفاض الأرباح، لذا ينصح "روبرت كيوساكي" في كتابه الأب الغني والأب الفقير بأهمية إنشاء مصادر دخل متعددة لتحقيق الاستقلال المالي.

إحدى الطرق الفعالة لتحقيق ذلك هي العمل الحر، حيث يمكن تقديم خدمات عبر الإنترنت مثل التصميم، والكتابة، والبرمجة، ما يتيح لك مرونة أكبر في كسب المال دون التقيد بوظيفة ثابتة.


بالإضافة إلى ذلك، يُعد الاستثمار في الأصول مثل الأسهم والعقارات وسيلة لضمان دخل إضافي مستدام يمكن أن يدعم استقرارك المالي على المدى الطويل.


كما يمكن إنشاء مشروع جانبي يوفر لك مصدر دخل إضافيًا، مثل إطلاق متجر إلكتروني، أو تقديم دورات تعليمية في مجال تخصصك، أو بيع منتجات رقمية، وهي خيارات أصبحت أكثر سهولة بفضل التكنولوجيا.


هذه الاستراتيجيات تساعد في توفير بدائل مالية تحميك من تقلبات السوق أو فقدان مصدر الدخل الأساسي.


وكما يقول المستشار المالي "آدم جروسمان": "توزيع الأصول هو أفضل دفاع لديك، وربما الوحيد".


وخلال الأزمة المالية العالمية في 2008، تمكن الأفراد الذين لديهم مصادر دخل متعددة من تقليل الخسائر المالية مقارنة بمن يعتمدون على وظيفة واحدة فقط، ما يعكس أهمية تنويع الدخل في تحقيق الاستقرار المالي والتعامل مع الأزمات بثقة ومرونة.


3- إدارة الديون بحكمة

يمكن أن تتحول الديون إلى عبء كبير خلال الأزمات إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح، لذا يوصي الكاتب "ديف رامزي" في كتابه "التحول المالي الكلي" بتبني استراتيجية "كرة الثلج" لسداد الديون.


وتعتمد تلك الاستراتيجية على سداد الديون الأصغر أولًا لخلق زخم نفسي يساعد على تسديد الديون الأكبر، حيث إنه من الضروري التركيز على سداد الديون ذات الفوائد العالية أولًا، مثل ديون بطاقات الائتمان، لتقليل الضغط المالي على المدى الطويل.
 

مقارنة بين استراتيجيات سداد الديون

الاستراتيجية

كيفية التطبيق

الفوائد

العيوب

كرة الثلج

سداد الديون الأصغر أولًا

تعزيز التحفيز النفسي

قد تكون تكلفة الفوائد أعلى

الانهيار الجليدي

سداد الديون ذات الفوائد الأعلى أولًا

تقليل تكلفة الفوائد الإجمالية

قد يستغرق وقتًا أطول لرؤية تقدم واضح

إعادة التفاوض

التفاوض مع البنك لخفض الفوائد أو تأجيل الدفعات

يمنح مرونة مالية

ليس مضمون النجاح دائمًا


ويمكن أيضًا إعادة التفاوض مع البنوك لخفض أسعار الفائدة أو تأجيل الدفعات في حالة الأزمات المالية، ما يمنح بعض المرونة في إدارة الالتزامات المالية.


في الوقت نفسه، يجب تجنب الاقتراض غير الضروري إلا في حالات الضرورة القصوى، حيث يمكن أن يؤدي الاقتراض المتكرر إلى تفاقم الأوضاع المالية خلال الأزمات.


وخلال الأزمة المالية التي أعقبت جائحة كورونا، وجد العديد من الأفراد أنفسهم غارقين في الديون بسبب فقدان الوظائف أو انخفاض الدخل.


في المقابل، تمكن الأشخاص الذين ركزوا على سداد ديونهم تدريجيًا وأعادوا التفاوض على شروط القروض من تخفيف الضغط المالي والتعامل مع الظروف الصعبة بشكل أكثر فاعلية.


4- الاستثمار بذكاء

يخشى العديد من المستثمرين الاستثمار خلال الأزمات، لكن الحقيقة هي أن الأزمات توفر فرصًا استثمارية مربحة.

وفي هذا الإطار يوضح "وارن بافيت" أن الأزمات غالبًا ما تخلق فرصًا جيدة لشراء الأصول بقيمة منخفضة والربح منها لاحقًا.


لذا من المهم تجنب الذعر المالي وعدم بيع الاستثمارات لمجرد انخفاض السوق، بل يجب التفكير استراتيجيًا والبحث عن الشركات القوية ماليًا التي لديها سجل حافل من النمو والقدرة على التعافي.


لذلك، ينصح المستشار المالي "آدم جروسمان" المستثمرين القلقين بشأن انهيارات الأسواق بـ"مقاومة إغراء بيع جميع أسهمك أو اتخاذ قرارات متهورة".


وأضاف: "ما لم تكن بحاجة إلى المال لدفع الإيجار، لا تتخذ قرارات بناءً على عناوين الأخبار. لا تحاول التنبؤ بما ستفعله الأسواق".


كما يُعد الاستثمار في الذهب والعقارات خيارًا جيدًا، حيث تُعتبر هذه الأصول ملاذًا آمنًا خلال الأزمات المالية.

وخلال الانخفاض الحاد في سوق الأسهم عام 2023، تراجعت أسهم العديد من الشركات الكبرى، لكن المستثمرين الذين احتفظوا بأسهمهم أو اشتروا عند الانخفاض، تمكنوا من تحقيق أرباح كبيرة عند تعافي الأسواق في عام 2024.


هذا يوضح أن القرارات الاستثمارية الحكيمة خلال الأزمات يمكن أن تؤدي إلى مكاسب طويلة الأجل.


5- خفض التكاليف

يُعد تقليل النفقات أحد أفضل الطرق لتعزيز الأمان المالي أثناء الأزمات.


وتوصي "إليزابيث وارين" في كتابها "كل ما تستحقه" بتقسيم الدخل وفقًا لقاعدة 50/30/20، حيث يُخصص 50% للنفقات الضرورية، و30% للنفقات الترفيهية، و20% للادخار وسداد الديون.

توزيع الدخل وفقًا لقاعدة وارين في كتابها "كل ما تستحقه"

الفئة

النسبة المئوية

أمثلة على النفقات

النفقات الضرورية

50 %

الإيجار، الفواتير، الطعام

النفقات الترفيهية

30 %

السفر، التسوق، الاشتراكات الترفيهية

الادخار وسداد الديون

20 %

حساب الطوارئ، تسديد القروض


ويمكن تقليل النفقات عن طريق تجنب الإنفاق العاطفي والشراء غير الضروري، والاستفادة من العروض والخصومات عند شراء المنتجات الضرورية، بالإضافة إلى تقليل استهلاك الطاقة والمياه لخفض الفواتير الشهرية.


6- تطوير المهارات

في الأوقات العصيبة، يكون الأشخاص الذين يمتلكون مهارات متعددة أكثر قدرة على تأمين وظائف جديدة أو الحفاظ على وظائفهم الحالية.

ويمكن تطوير المهارات من خلال التعلم عبر الإنترنت عبر منصات مثل كورسيرا وأوديمي، واكتساب مهارات تقنية مثل البرمجة والتسويق الرقمي وتحليل البيانات، بالإضافة إلى تعلم لغة جديدة، ما يزيد فرص العمل في أسواق مختلفة.


وخلال الأزمة المالية عام 2008، تمكن الأشخاص الذين تعلموا مهارات جديدة مثل البرمجة أو التجارة الإلكترونية من إيجاد وظائف أفضل، في حين كافح الآخرون الذين لم يطوروا مهاراتهم.


ويمكن للأزمات المالية أن تشكل تحديًا كبيرًا، لكنها توفر أيضًا فرصًا للنمو والتكيف، لذا فإن مفتاح تخطي أي أزمة مالية بما في ذلك تداعيات انهيار أسواق الأسهم هو التخطيط المسبق واتخاذ قرارات مالية حكيمة تساعد على تجاوز الأزمات بأقل الخسائر الممكنة.


فالأزمات لا تدوم، لكن القرارات المالية الحكيمة تبقى، لذا اسأل نفسك: هل لديك اليوم خطة مالية تحميك من الأزمات المستقبلية؟ وإذا لم تكن لديك حتى الآن، فقد يكون الآن هو الوقت المناسب للبدء.


المصادر: أرقام- البنك الدولي- منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية- كتاب "الأب الغني الأب الفقير"- كتاب " التحول المالي الكلي" - كتاب "كل ما تستحقه" - سي إن إن

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق