قرار رسمي بترحيل نصف مليون أجنبي ويشمل اليمنيين - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قرار رسمي بترحيل نصف مليون أجنبي ويشمل اليمنيين - اخبارك الان, اليوم الاثنين 24 مارس 2025 03:05 صباحاً

أكبر كارثة تواجه المغتربين اليمنيين في السعودية هي البطالة والبقاء دون عمل لفترة طويلة، فهذه الكارثة تجر ورائها كوارث لها أول وليس لها أخر، فالمغترب يحتاج مصاريف يومية للأكل والشرب والمواصلات، والاتصالات واستخدام النت وكذلك دفع إيجار السكن ومختلف الفواتير ، وبدون عمل ستكون الأمور في غاية الصعوبة، وسيكون عاجز وغير قادر على تسديد الرسوم الحكومية الشهرية وكذلك لن يتمكن من إرسال مصاريف لأفراد أسرته في اليمن، وطبعا هذه الكوارث خاصة بالعزاب، أما إذا كان العاطل يعيش مع أولاده وزوجته في المملكة فتلك هي أم الكوارث، لأنه سيقع في ورطة تراكم الرسوم عليه وعلى أفراد أسرته، إضافة إلى أن عليه تسديد إيجار المنزل وتوفير المتطلبات للبيت، وغيرها من الأمور التي تحتاج لأموال طائلة.


وحتى المغتربين الذين لا يعانون من مشكله البطالة، ويعملون دون توقف طوال السنة، فإن العائد المادي للعمل الشاق والمتعب طوال سنة أو حتى سنتين لا تمكنهم من توفير مبلغ مالي يساعدهم ويمكنهم من السفر لقضاء الاجازة في اليمن.


هذه المعاناة والظروف القاسية خاصة مع تقلص فرص العمل، والرواتب المتدنية دفعت الكثير من اليمنيين للبحث عن حلول، وقد تمكن كثير منهم فعلا من الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم ان تحقيق هذا الأمر لم يكن سهلا وكان بثمن باهظ جدا، لكنهم يأملون أن يعوضوا تلك الخسائر من خلال العمل في أمريكا وتوفير مبالغ كبيرة تحقق أحلامهم وأحلام كل أبنائهم لبناء أسرة سعيدة يوفر لها كل متطلبات الحياة الرغيدة.


ومنذ أيام أخبرني صديقي وزميلي وأخي، الشاب الخلوق والمهذب "أيوب الصالحي" الذي كان يقيم في السعودية ثم انتقل إلى امريكا بأنه سيتم ترحيله مع عدد كبير من اليمنيين، فتذكرت محاولاتي لاقناعه بالبقاء في المملكة مع أسرته وعدم الهجرة إلى أمريكا، خاصة وان ظروفه كانت طيبة وراتبه جيد ويعيش مع أسرته في حالة جيدة ومستقرة، لكنه رفض ان يسمع النصيحة وقرر إعادة أسرته لليمن والسفر إلى أمريكا، ولم أرغب بتذكيره لأن الوقت لم يكن مناسب، لكني فوجئت به يضحك بمرارة ويتمنى لو انه عمل بنصيحتي له وقال " من دور الجن ركضوه".


كان صديقي "أيوب" من اشد المعجبين بأمريكا، لكن بعد ان عاش فيها سبع سنوات تغيرت نظرته كليا، وقال إن أمريكا لم تعد بلد الحريات والسعادة، وانها صارت خليط من العنصرين والمثليين، والمجرمين وتحولت من أرض الأحلام إلى مدن الأشباح والكوابيس، والسبب هو زوال القيم الاخلاقية والمبادئ الإنسانية
التي قامت عليها أمريكا، فلا عدل ولا حقوق إنسان ولا نظام، والفوضى والعربدة والجريمة منتشرة في كل الولايات الأمريكية، فلا أمن ولا أمان، وانما هو الخوف والهلع في اوساط كل الناس صغيرهم وكبيرهم ولله در من قال (
وإذا أُصـيـب القـــوم في أخـلاقـهــــم ... فـأقـــمْ عـلـيـهـــم مـأتـمـــاً وعــويــلا)،


كان أكثر شيء يسبب الألم والوجع والحزن لأخي أيوب، انه كان إنسان نظامي، ولم يخرق القانون طوال سبع سنوات عاشها في أمريكا، حتى انه لم يقطع إشارة المرور ولو مرة واحدة، فجميع أوراقه سليمة وكذلك وضعه القانوني لا غبار عليه، و ليس هناك ما يستدعي عقابه وترحيله، وحدثني أيضا ان هذا الأمر يغضب المنظمات الحقوقية والإنسانية في أمريكا حيث تقوم برفع قضايا للمحاكم بشأن التعسف الذي تمارسه السلطات الأمنية للترحيل غير القانوني من خلال تلفيق التهم للمهاجرين والصاق تهم تؤدي إلى ترحيلهم قسريا، حتى لوكان وضعهم القانوني سليم ولا يستحق الترحيل، ولكن إدارة ترامب لا تهتم بالمنظمات والمحاكم وتنفذ اجندتها بالقوة المفرطة.


فقد صدر قرار رسمي من قبل وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، لالغاء الحماية القانونية لعدد هائل من المهاجرين الذين سيتم ترحيلهم خلال شهر، وبحسب تصريحات وزيرة الأمن الداخلي "كريستي نويم" فقد أكدت أن أكثر من نصف مليون مهاجر (( 546 ألف )) سيفقدون وضعهم القانوني في 24 أبريل القادم وسيتم إعادتهم إلى بلدانهم على حسابهم الخاص او على حساب بلدانهم.


وجاء هذا القرار في أعقاب قرار سابق لإدارة ترامب بإنهاء ما وصفته بـ"الاستغلال الواسع" للإفراج المشروط الإنساني، وهو أداة قانونية راسخة استخدمها كل الرؤساء الأمريكيين للسماح لأشخاص من دول تشهد حروبا أو اضطرابات سياسية بدخول الولايات المتحدة والإقامة فيها مؤقتا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق